ليست كل الاختراعات التي أتى بها الإنسان ولُدت من رحم الفضول الإيجابي أو الحاجة للسعي نحو الأفضل، حيث كانت هناك أزمنة عبر التاريخ ألهمت فيها أحداث غريبة بعض الناس على اختراع بعض الأمور التي نستخدمها اليوم في حياتنا.
أحيانًا، دفعت أسباب تتحدى المنطق ببعض الناس لتطوير أشياء جديدة. في مقالنا هذا على موقعنا «دخلك بتعرف»، جمعنا لك عزيزي القارئ عشرة اختراعات تعتبر دليلًا حيًا على أن بعض الأمور الجيدة قد تكون نتاج الفوضى والغرابة، تابع معنا القراءة
1. اخترع رجل الأعمال الأمريكي (لاماركوس تومسون) الأفعوانية لكي يصرف انتباه الأمريكيين عن الخطايا التي تعج بها المسارح وبيوت البغاء على حد تفكيره، وليستمتعوا بأوقاتهم بطريقة لا تخالف تعاليم الدين.
الهدف الأول من الأفعوانية هو الترفيه والإمتاع، غير أن هذا لم يكن الهدف الرئيسي الذي حمل مخترعها على اختراعها. كان مخترع الأفعوانية (لاماركوس تومسون) رجل أعمال أمريكي جمع ثروته بعد أن نجح في اختراع جهاز يقوم بصناعة الملابس الداخلية بدون خياطة. بعد تقاعده وخلال رحلة قام بها إلى هضاب ولاية (بينسلفانيا)، وجد (تومسون) حلًا لما كان يؤرقه.
وما كان يؤرقه هو أن الأمريكيين كانوا متأثرين بشكل سيئ بالثروة ونمط الحياة المتمدن الذي برز بشكل كبير في البلد آنذاك، ومنه كان يرغب بشدة في أن يتوقف مواطنوه عن الانغماس في الخطأ
وقد خطرت في باله فكرة حل لهذه المعضلة عندما رأى مجموعة من الأشخاص يستمتعون بركوب عربة أحد المناجم المحلية على سكتها الحديدية: فرأى في ذلك ركوبًا مسليًا ووسيلة ترفيه بعيدة عن الخطايا وخيارًا أمثل لتعويض المسارح وبيوت البغاء.
كجزء من واجبه الديني، منح (تومسون) الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخ السادس عشر من يونيو سنة 1884 أول أفعوانياتها التي حملت اسم Switchback Railway، وتم افتتاحها وتدشينها في (كوني آيلاند) ببروكلين في نيويورك.
2. لم يتم اختراع القافة، أو ”طريقة بريل“، في الأصل لفائدة المكفوفين، حيث قام (تشارلز باربيي) أول مرة بتطوير نظام الكتابة بنقاط ناتئة الذي أسماه ”الكتابة الليلية“ لتمكين الجنود الفرنسيين من القراءة في عتمة الليل بدون الحاجة لمصابيح.
في أوائل القرن التاسع عشر، كانت جيوش نابليون بونابارت تخسر الرجال هنا وهناك لسبب بسيط: لم يكن بمقدورهم القراءة في ظلام الليل. لذا من أجل قراءة الرسائل والبرقيات العسكرية في جنح الليل كان يتعين عليهم اللجوء إلى المصابيح، وهو الأمر الذي كان يفضح مواقعهم مما يقود لمقتل الكثير منهم على يد الأعداء المتربصين بهم.
من أجل مواجهة هذا الوضع وإيجاد حل مفيد له، قام (تشارلز باربيي)، وهو من قدماء المحاربين في الجيش الفرنسي، باختراع ما أسماه ”الكتابة الليلية“. كانت الفكرة هي تطوير نظام حيث يكون بالإمكان قراءة الكتابة في الظلام بمجرد لمسها بالأنامل بدل النظر إليها بالعينين.
ساعد هذا الجنود على القراءة في الظلام بدون الحاجة لمصابيح وبمجرد تحريك أناملهم على النقاط الناتئة. وعلى الرغم من أن هذا النظام أنقذ حياة الكثيرين من موت محقق، فإنه كان يعاني من الكثير من النقائص والعوائق، حيث كانت كل خلية من خلاياه تتكون من 12 نقطة، وكان من الصعب الشعور بكل هذا العدد من النقاط بلمسة واحدة.
تم تصحيح هذه المشكلة من طرف صبي مكفوف يدعى (لويس بريل)، الذي قام بالتعديل على نظام خلية الـ12 نقطة محولاً إياه إلى نظام تتكون كل خلية فيه من 6 نقاط فقط، وهو ما مكّن من قراءته بلمسة واحدة برؤوس الأصابع، ما جعل قراءته سهلة وسريعة في نفس الوقت.
3. اخترع طبيب فرنسي خجول السماعة الطبية لأنه شعر بالإحراج من وضع أذنه مباشرة على صدر مريضة شابة ليستمع لنبضات قلبها.
في سنة 1816، تم استدعاء الطبيب الفرنسي (رينيه لينيك) لإجراء بعض الفحوصات الطبية على امرأة شابة ظهرت عليها أعراض بعض الأمراض القلبية. حاول تفقد نبض قلبها من خلال وضع يده بدل أذنه مباشرة على صدرها لكن ذلك لم يمنحه أي فكرة عما يجري تحت قفصها الصدري.
كان وضع أذنه على صدرها مباشرة ليساعده في تفحصها وتشخيص حالتها بشكل أفضل، لكن بما أن المريضة كانت شابة في مقتبل العمر مع جسم ممتلئ، فقد وجد الطبيب الفرنسي البالغ من العمر 35 سنة نفسه خجولًا أكثر من القيام بالمهمة.
في هذه اللحظة المحرجة التي مر بها، تذكر (رينيه لينيك) حادثة شهدها قبل عدة أشهر في ساحة متحف اللوفر، هناك رأى صبيين اثنين يلعبان بواسطة عصا طويلة ودبوس، فكان أحد الصبيين يقوم بفرك الدبوس على إحدى نهايتي العصا بينما يستمع الصبي الآخر عند النهاية الأخرى لصوت الفرك وهو يتضخم من خلال وضع أذنه مباشرة على العصا.
ألهمته هذه الملاحظة فقام بلف ورقة محولا إياها إلى أسطوانة فوضع نهايتها على صدر المرأة الشابة والنهاية الأخرى على أذنه، وتفاجأ بكون هذه الأداة التقليدية قد ساعدت بالفعل على تضخيم صوت نبضات القلب وجعلته أكثر وضوحًا، ومنه ظهر اختراع السماعة الطبية.
4. اخترعت الدراجة الهوائية من طرف (بارون كارل فون درايس) بسبب النقص الفادح في الخيول، التي هلك معظمها بسبب المجاعة التي أصابت النصف الشمالي من الكرة الأرضية سنة 1816.
في سنة 1816، واجه العالم تغيرات مناخية قاسية للغاية، حيث انخفضت درجة الحرارة على مستوى العالم بحوالي 1 درجة فهرنهايت، وهو الأمر الذي كان تأثيرًا مباشرًا لثوران بركان (ماونت تامبورا) في أندونيسيا قبل عام من ذلك، أي في سنة 1815.
تسبب تردي حالة الطقس والمناخ في شح الغذاء بسبب فشل المحاصيل الزراعية، ومنه كانت الحيوانات تموت بسبب المجاعة
نقصت أعداد الخيول، التي كانت آنذاك وسيلة نقل هامة وأساسية، بشكل كبير بسبب النقص الفادح في كميات الشوفان، وهو ما دفع المخترع الألماني (بارون كارل فون درايس) للبحث عن وسائل نقل بديلة.
في سنة 1817، نجح في اختراع وسيلة ميكانيكية للنقل يحرّكها الإنسان بدلًا من الأحصنة، وقد أطلق على وسيلة النقل هذه اسم ”حصان الهواية“، وهو ما يعتبر أول نموذج عن الدراجة الهوائية العصرية.
لم تكن دراجة (درايس) الهوائية تتضمن على أي تروس أو دواسات، وكان على مستخدمها أن يحركها من خلال الدفع بقدميه على الأرض.
5. تأسس اتحاد (ناسكار) لسيارات السباق المعدلة من طرف مهربي كحول ومواد ممنوعة ظلوا يعدلون على السيارات التي استخدموها للتهريب منذ العشرينيات الماضية كي يتفوقوا على سيارات الشرطة.
من سنة 1920 إلى غاية سنة 1933، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية حظرًا كاملًا على الكحول في كامل ولاياتها، جعل هذا الحظر بيع الكحول المهرّب والمصنّع بطرق غير شرعية يزدهر بشكل كبير
وبما أن هدف المهربين هو نقل الكحول الممنوع والمحظور دون القبض عليهم وحجز بضاعتهم من طرف السلطات، كان يتعين عليهم التعديل على سياراتهم لجعلها سريعة أكثر ولتحسين القدرة على التحكم فيها في المنعرجات.
حتى بعد عدول حكومة الولايات المتحدة عن حظر بيع واستهلاك الكحول في أراضيها، ظل الطلب على الويسكي المصنوع بطريقة غير شرعية في منطقة (آبالاشيان) في الولايات المتحدة مرتفعًا بشكل خاص في الجنوب، فبدأت سرعة السيارات تزداد بشكل معتبر على الطرقات الخلفية والفرعية، وهذه المرة من أجل تجنب ضباط مراقبة المداخيل والأرباح، وكنتيجة على ذلك، كان السائقون والمهربون دائمًا ما يعدلون على سياراتهم ويحسنون من أدائها.
في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، تم إدراج هذه السيارات المعدلة والمهجنة في سباقات كانت تقام في المناطق الريفية من الجنوب الأمريكي. استثمر المهربون الذين حققوا ثروات طائلة في هذه السباقات، وقاد كل هذا في نهاية المطاف إلى تأسيس اتحاد (ناسكار).
في شهر ديسمبر سنة 1947، اجتمع جميع مالكي السيارات المعدلة وسائقوها وميكانيكيوها بناء على طلب (بيل فرانس)، وهو من أبرز سائقي هذه السيارات، ومعًا قاموا بتأسيس الاتحاد القومي لسباقات السيارات القياسية أو National Association for Stock Auto Car Racing.
6. اخترع (غايل بوردون) الحليب المكثف بعد كان على متن رحلة بحرية توفي فيها الكثير من الأطفال بسبب تناولهم حليبًا فاسدًا.
كان (غايل بوردون)، وهو ماسح أراضي سابق ومؤلف، عائدًا من إنجلترا سنة 1851 على متن رحلة بحرية بعد تلقيه الميدالية الذهبية في معرض لندن الدولي نظيرًا لاختراعه بسكويت لحم العجل المجفف.
قبل سنة 1856، لم تكن هناك من طريقة فعالة لحفظ الحليب. وتماما مثلما كان شائعًا آنذاك، كانت السفينة التي سافر على متنها (بوردون) عائدًا من إنجلترا تحمل على متنها أبقارًا حية لإنتاج حليب طازج ليتم استهلاكه من طرف المسافرين، على وجه الخصوص الأطفال الصغار.
غير أن الأبقار التي كانت على متن تلك السفينة أصيبت بمرض ما وأصابتها العدوى، التي انتقلت للحليب الذي تنتجه، وعندما استهلك الأطفال ذلك الحليب توفي جميعهم.
تأثر (بوردون) بهذه الحادثة، وعند عودته إلى مدينته الأم نيويورك، بدأ يجري التجارب محاولًا العثور على طريقة لحفظ الحليب في قبو منزله، غير أنه لم ينجح في ذلك.
في نهاية المطاف، عثر على الحل عندما زار مستعمرة (شايكر) البروتستانتية، وهناك لاحظ أن سكان هذه المستعمرة كانوا يجففون الفواكه بغية حفظها من خلال غليها في أحواض خوائية.
عند عودته، جرب نفس الشيء مع الحليب، وكانت النتيجة حليبًا منخفضًا كان له نفس مذاق ولون الحليب الكامل.
وباستخدام هذه الطريقة، كان بالإمكان حفظ الحليب لفترة أطول قبل أن يفسد، وبعد تحسين حوضه الخوائي وتطويره لمدة ثلاثة سنوات، قام (بوردون) أخيرًا بتسجيل منتجه كبراءة اختراع سنة 1856.
7. دببة (تيدي) المحشوة.
في شهر نوفمبر من سنة 1902، دُعي الرئيس الأمريكي آنذاك تيودور روزفلت إلى الذهاب في رحلة صيد في ولاية ميسيسيبي من طرف حاكم الولاية نفسه (آندرو لوجينو).
خلال الرحلة، وعلى خلاف الصيادين الآخرين، لم يتمكن الرئيس روزفلت من صيد أي حيوان بري، لذا قام مساعدوه بمحاصرة دب أسود أمريكي في أحد الزوايا وقاموا بتقييده إلى شجرة صفصاف ثم دعوا الرئيس ليرديه قتيلًا.
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت اشتهر بكونه صيادًا متحمسًا وكونه كان يعشق الصيد كثيرًا، فإنه رفض إطلاق النار على الدب المقيد، وقال عن الأمر بأنه ”غير رياضي البتة“.
حظيت هذه الحادثة باهتمام العامة، وأصبحت لاحقًا موضوع كرتون سياسي من إبداع (كليفورد بيريمان) تم نشره في صحيفة واشنطن بوسط، رسم فيه دبًا أسودًا صغيرًا مقيدًا بواسطة حبل بينما يشيح الرئيس بوجهه بعيدًا عنه ممتعضًا.
ألهم هذا الرسم الكرتوني (موريس ميشتوم) لصناعة دمية دب محشوة، وبما أن تيودور روزفلت كان يلقب باسم (تيدي)، فقد سمي الدب المحشو بنفس الإسم (تيدي).
8. اخترعت الفوط الصحية (كوتكس) من طرف شركة (كيمبرلي كلارك) لصناعة منتجات الورق لتعويض مبيعاتها من الضمادات بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وبعد إفادة الكثير من ممرضات الحرب عن استخدامهن بعض الضمادات كفوط صحية.
تمامًا مثل غيرها من عديد المنتجات التي دخلت الأسواق في العشرينيات من القرن الماضي، ظهرت فوط (كوتكس) الصحية كاختراع زمن الحرب.
كانت شركة (كيمبرلي كلارك) شركة أمريكية لصناعة منتجات الورق التي تأسست في سبعينيات القرن الماضي، وكانت أقد أنتجت ضمادات من مادة سميت (سيلوكوتون) لفائدة الجيش في الحرب العالمية الأولى.
كانت قدرة مادة (السيلوكوتون) المصنوعة من لب الخشب على الامتصاص عالية بخمسة مرات من قدرة الضمادات القطنية، كما كانت أقل تكلفة.
في سنة 1919، مع انتهاء الحرب، كان مسؤولو شركة (كيمبرلي كلارك) يبحثون عن وسائل أخرى يستخدمون فيها مادة (سيلوكوتون) بطرق سليمة بعيداً عن الحرب. جاءت فكرة صناعة الفوط الصحية من هذه المادة من «الصندوق الأمريكي للمصابين في فرنسا»، حيث تلقى الصندوق: ”رسائل من ممرضات الجيش اللواتي قلن بأنهن كن يستخدمن ضمادات (سيلوكوتون) الجراحية بدل الفوط الصحية بسبب ندرة هذه الأخيرة على الجبهة الأمامية للحرب“.
بعد مد وجزر، وافقت شركة (كيمبرلي كلارك) على إنتاج الفوط الصحية، ومنه ظهرت أول علبة (كوتكس) للفوط الصحية التي بيعت في أكتوبر 1919 في ولاية شيكاغو.
9. تم تطوير ذراع فتح صندوق السيارة من الداخل وفُرض إدراجه في جميع السيارات على الشركات المصنّعة في سنة 2002 بعد أن اختُطفت امرأة وزوجها وتم احتجازهما في صندوق السيارة وتركا ليهلكا في داخله.
في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر سنة 1995، كانت (جانيت فينيل) وزوجها (غريغ) عائدين إلى منزلهما ليلًا عندما اختُطفا من مرآبهما. أجبر الزوجان على الدخول إلى صندوق سيارتهما، وتم اقتيادهما إلى مكان معزول جنوب سان فرنسيسكو حيث سلبا ممتلكاتهما وتركا ليموتا اختناقًا.
في محاولة يائسة للهرب والخروج من صندوق السيارة، قامت (جانيت) باستخدام أظافرها لتمزيق سجاد السيارة حيث عثرت هناك على ذراع فتح الصندوق مخفيًا تحت كومة أسلاك.
بعد نجاتها وزوجها من موت محقق، صُدمت (جانيت) لدى معرفتها بأن الكثير من السيارات لم تكن مجهزة بذراع فتح صندوق من الداخل للطوارئ، وأما السيارات التي كانت مجهزة به فكان الوصول إليه فيها عسيرًا للغاية.
قادت (جانيت) عدة حملات دعائية شرسة من أجل جعل الحكومة تفرض على شركات صناعة السيارات وضع ذراع فتح صندوق السيارة من الداخل، ونجحت في نهاية المطاف بعد عناء طويل.
10. لم يتم اعتماد التوقيت الصيفي من أجل مطابقة الساعة البيولوجية للبشر بالساعة الزمنية، بل تم اعتماده أول مرة من طرف ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى لتوفير الفحم والطاقة الكهربائية من أجل استخدامها في المساعي الحربية.
خلال فصلي الصيف والشتاء، تشرق الشمس باكرًا مما تشرق في الشتاء، وباعتبار ذلك يتم إهدار معظم الإنارة الطبيعية التي توفرها الشمس خلال ساعات النهار الأولى، ومن خلال تأخير عقارب الساعة بستين دقيقة، ينهض الناس بشكل أبكر ويجعلون ساعات عملهم متزامنة مع ضوء النهار، يسمح هذا بخفض استخدام الإنارة الاصطناعية، ومنه خفض الطلب على الفحم.
خلال الحرب، تحاول الدول المتناحرة على كلا جانبي الصراع تحويل أكبر قدر ممكن من الموارد واستغلالها في تشغيل آلة الحرب، وكنتيجة على ذلك، أصبحت بعض الموارد المحدودة على شاكلة الكهرباء والفحم شحيحة.
من أجل توفير هذه الموارد خلال الحرب العالمية الأولى، أدخلت ألمانيا نظام التوقيت الصيفي في سنة 1916، وتلتها في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1918.