شهد العام 2021 عدداً من المحطات المضيئة في مجال الفضاء، سواء فيما يتعلق بالاكتشافات وكذلك المهام الجديدة المختلفة، في إطار الاهتمام المتزايد باستشكاف الفضاء.
وضمن استراتيجيتها الوطنية للفضاء 2030، كان لدولة الإمارات حضوراً مؤثراً خلال العام بإنجازات واسعة في مجال الفضاء؛ ففي يوم التاسع من شهر فبراير وصل مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ، تبعه مسبار تيان وين-1 الصيني في 10 فبراير، لتعد الإمارات بذلك الأولى عربياً والخامسة حول العالم التي تحقق ذلك الإنجاز.
أرسل مسبار الأمل أول صورة للكوكب الأحمر من ارتفاع 25 ألف كيلومتر في شهر فبراير. وفي الشهر نفسه نشرت وكالة الفضاء الصينية أول صورة من مهمتها لاستكشاف المريخ.
وفي تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، يقول نائب رئيس المركز المصرى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، الدكتور علاء النهري،إن العام 2021 شهد عدة أحداث مهمة في مجال الفضاء، من بينها إطلاق ثلاثة مسبارات، هي: “مسبار الأمل الإماراتي” وهو مسبار مداري، هدفه دراسة الغلاف الجوي للمريخ، و”مسبار برسفيرنس” الأميركي (هبط على سطح المريخ في 18 فبراير 2021)، ومنه طائرة هليكوبتر أجرت 15 محاولة طيران، ونجحت في الصيف في الطيران على ارتفاع أعلى ومدة أطول لدقيقتين؛ على أساس أن الهواء على سطح الكوكب الأحمر يتمدد خلال هذا الفصل، ما ساعدها على الطيران.
أما المسبار الثالث فهو المسبار الصيني تيان وين-1، الذي كانت له مهمة أساسية ومهام فرعية ثلاثية كمسبار مداري ومركبة هبوط ومركبة جوالة، وبالتالي تكون الصين أول دولة على مستوى العالم تنفذ المهام الثلاثة في مهمة واحدة.
مسبار الأمل
اتخذت الإمارات خطوات واسعة خلال العام في مجال الفضاء إلى جوار مسبار الأمل؛ فقد شهد العام وصول القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك “ضوء 1” بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية مؤخراً. بينما في الخامس من شهر أكتوبر أعلنت الإمارات عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تهدف لاستكشاف كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية. فيما أعلنت في الرابع من شهر نوفمبر عن أول مهمة إماراتية لمحاكاة الحياة في الفضاء ضمن برنامج “سيريوس 21” بمشاركة رواد محاكاة من الولايات المتحدة وروسيا. وخلال العام، حجزت الإماراتية نور المطروشي مكانها كأول رائدة فضاء عربية.
تزامنت تلك البصمات الإماراتية مع أحداث عالمية مهمة؛ ففي 18 فبراير أعلنت ناسا عن هبوط الروبوت الجوال برسيفيرنس على سطح المريخ حاملًا مروحية إنجينويتي المريخية، وذلك ضمن مهمة ملحمية للإتيان بالصخور التي يمكن أن تجيب عما إذا كانت قد وجدت أي حياة على الكوكب الأحمر. وفي 19 أبريل نجحت مروحية إنجينويتي في الطيران على سطح المريخ، وهو ما عُد أول طيران لطائرة بمحرك على كوكب آخر.
وفي 22 أبريل 2021 نجحت تجربة ناسا في إنتاج الأكسجين على المريخ من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي للكوكب.
بينما في 17 يونيو انطلقت مهمة الفضاء شنتشو 12 إلى محطة الفضاء المعيارية الكبيرة الصينية (وهي الرحلة المأهولة السابعة للصين). بينما في الثامن من شهر يونيو عبر مسبار جونو (بعثة تابعة لناسا ضمن برنامج حدود جديدة) بجوار قمر المشتري غانيميد.
الحطام الفضائي
وبالعودة لحديث النهري لموقع “سكاي نيوز عربية”، فمن بين الأحداث المُهمة التي يشير إليها خلال العام 2021، هي حادثة تدمير روسيا (في 15 نوفمبر) قمر صناعي (كوزموس 1408)، وهي العملية التي اعترضت عليها الولايات المتحدة والدول الأوربية، على اعتبار أن ذلك النشاط من شأنه زيادة الحطام الفضائي، مشيراً إلى أن تلك الحادثة تمثل نوعاً من أنواع عسكرة الفضاء.
شهد العام أيضاً إطلاق أول رحلة فضائية تجارية، وذلك في شهر يوليو عندما قامت مركبة نيو شيبرد بأول رحلة مأهولة، وعلى متنها أربعة ركاب. بينما في العاشر من شهر يوليو من العام نفسه، أعلن الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون عن استعداده للانطلاق في أول رحلة تجريبية إلى الفضاء على متن طائرته فيرجن غالاكتيك.
تليسكوب جيمس ويب.. المصور الخارق
ويضيف نائب رئيس المركز المصرى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، إلى تلك الأحداث، ما يتعلق بإطلاق التليسكوب جيمس ويب، ذي المرآة الأضخم في العالم، وذلك على ارتفاع أكثر من مليون ميل و500 ألف، وبالتالي “يخرج من الغلاف الجوي ويعطينا صورة نقية وواضحة؛ على اعتبار أنه خرج من نطاق تشتيت الأرض للأشعة القادمة من النجوم والكواكب”، موضحاً أن إطلاقه يعتبر حدثاً علمياً كبيراً تم هذا العام في ديسمبر.
ويشرح: “التليسكوب هدفه كشف أول ضوء لنجم نستطيع رؤيته على سطح الأرض.. وبالتالي نعرف من خلاله نشأة النجوم والكواكب، إضافة إلى الكشف عن معلومات كبيرة بخصوص الثقوب السوداء، وهي عبارة عن ما يشبه الثقوب وذات كثافة وكتلة عالية، أكبر من الشمس ملايين المرات بل مليارات المرات في بعضها، ولها قدرة على جذب الضوء وأي جسم يمر بالقرب منها”.
ويوضح النهري بموازاة ذلك أيضاً أن العام 2021 شهد إطلاق 1500 قمر صناعي جديد في المدار، مقارنة بـ 1400 قمر في العام 2020.
وشهد العام 2021 عدة اكتشافات في مجال الفضاء، من بينها اكتشاف المذنب ليونارد في يناير 2021، فضلاً عن اكتشاف أكبر مذنب وهو “برناردينيلي-بيرنشتاين” في شهر يونيو من العام نفسه. كما شهد العام أيضاً اكتشافاً مثيراً وهو اكتشاف موقع الكويكب المتسبب في انقراض الديناصورات. كما تم اكتشاف أول دليل لكويكب خارج مجرة درب التبانة على بعد 28 مليون سنة ضوئية. كما تم اكتشاف واحد من أصغر الكواكب عمرا التي تم العثور عليها على الإطلاق في الفضاء السحيق.
المصدر: سكاي نيوز عربية