يعتبر الألماس بشكلٍ أو بآخر من أحد مظاهر البذخ والرفاه المالي، فهو في الغالب موضع اهتمام الفئة المخملية فقط من الناس. وقد يعتقد البعض أنه في سوريا، وبسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة، فإن سوق الألماس غير موجود على الإطلاق، لكن الحقيقة أنه موجود والطلب عليه موجود أيضًا، لكن ذلك لا ينفي أنه في حالٍ يرثى لها.
في هذا الصدد، يقول الصائغ “جورج داود”، في حديثه مع موقع “أثر برس” المحلي، إن شراء الألمـاس “يعد خسارة”، والسبب في ذلك أن الذهب عندما ترغب أن تبيعه تخسر صياغته فقط، بينما الألماس تخسر نحو 40% من ثمنه وأكثر في بعض الأحيان.
وهنا أكد الصائغ أنه يبيع قطعة ألماس واحدة، يعادل بيعه لمدة شهر كامل من الذهب، وذلك لارتفاع سعره، بالمقابل لا يشتري الصائغ من الزبون إلا القطع المتميزة والتي تعد “لقطة” له.
وعند شراء قطعة الألماس، يقوم بكسر سعرها للربع تقريباً. مثال على ذلك: قطعة صغيرة سعرها الحقيقي 10 ملايين كمبيع ولكن عندما يرغب الصائغ بشرائها لا يقبل إلا بشرائها بحدود المليونين فقط لإكمال الصفقة.
ولفت إلى أن العمل في الألماس يرفع من إيرادات الصائغ خاصة بعد أن منعت سوريا من تداول الذهب والمعادن النفيسة والألماس مع دول الاتحاد الأوروبي.
تجارة الألماس في سوريا:
بدوره أكد رئيس جمعية صياغة الذهب والمجوهرات في دمشق “غسان الجزماتي”، أن تجارة الألمـاس وبيعه في سوريا مقتصرة على السوق المحلية فقط، على حين يعتبر إقبال المواطنين على شرائه طفرة جديدة.
ويتابع “الجزماتي”: كانت تجارة الألماس في السابق مقتصرة على الطبقة الثرية التي تحب اقتناء المجوهرات الفريدة؛ فمبيعات الألماس ضعيفة جداً وهي لا تتعدى 2%. وعلى الرغم من ذلك، فإن تصنيع الألمـاس في سوريا لم يتوقف على مدى سنوات الحرب.
ويوجد في سوريا حرفيون متميزون يصنعون قطعاً متينة من الألماس تستمر لما يزيد على 20 عاماً؛ فالمنتج السوري في هذا المجال يمتاز بالمتانة وتماسك الأحجار الكريمة.
كيف تحصل سوريا على الألماس؟
يشرح “الجزماتي”: “كنا نستورد الألماس الخام من بلجيكا التي تعد بلد الألمـاس، لكن بسبب العقوبات على سوريا توقف ذلك منذ عام 2012”.
ويتابع: “مع أن الكثير من الحرفيين يفضلون الألماس الخام، لكنهم بدلاً عن ذلك يشترون قطعاً ذهبية مرصعة بالألماس ويقومون بتفكيكها وتصنيعها من جديد وفق أشكال جديدة، وهذا يقتصر على الزبائن المحليين فقط ممن يأتون بمثل هذه القطع المصنعة بالألماس لبيعها أو إعادة تصنيعها، وهذا يختلف من زبون لآخر، لذلك فإن تصنيع الألمـاس في الوقت الراهن هو تصنيع بإعادة تدوير القطع الموجودة في الأسواق”.
سعر الألماس في سوريا:
عن سعر قيراط الألماس في سوريا، يقول: “الألمـاس يسعر عالمياً وليس محلياً، أي أن الجمعية لا تسعره، لذلك نجد أنه يتغير مع تغير السعر خارجاً، سعر القيراط الواحد من الألماس الأبيض يجب أن يتراوح حسب نظافته ونقائه بين 170-200 ألف ليرة سورية، وهناك قطع تكون أغلى وتتعدى 500 ألف ليرة سورية للقيراط الواحد وذلك باعتماد عوامل عدة تحدد جودته”.
هل الألماس في سوريا موثوق؟
في هذا الصدد أكد “الجزماتي” أنه “لا يوجد عمليات غش في الألمـاس مثل الذهب الذي يمكن التلاعب به والسبب في ذلك أن الألمـاس معروف ويمكن تقيمه من نقاوته ونوع حجره”
ولفت إلى أن نقاء الألمـاس هو التعبير الذي يحدد درجة خلو الجوهرة من هذه الشوائب الطبيعية، لذا تم اعتماد تصنيف للنقاء يعتمد على تحديد عدد وحجم الشوائب في حجر الألماس إذا ما تم تكبير الجوهرة عشرة أضعاف، يدعى الألمـاس الملون (الألماس المتميز) وهو ذو قيمة عالية بسبب ندرته خاصة إذا كان اللون واضح.
ويبقى الألمـاس العديم اللون هو أثمن الأنواع، والألماس الأكثر شيوعاً في الطبيعة يتراوح بين تدرجات اللون الأصفر الخفيف حتى الأصفر الواضح وتصنف الألوان المختلفة وفق نظام خاص بتصنيف الألماس.
الليرة اليوم