بعد 38 عاماً.. “نيسان” تُغلق مصنعها في برشلونة وعينها على “المغرب” الذي تحول إلى مركز عالمي في صناعة السيارات المتطورة
أغلقت شركة “نيسان” اليابانية المتخصصة في صناعة السيارات، مصنعها في مدينة برشلونة الإسبانية، بعد 38 عاما من الاشتغال، وقد أخبرت في 16 دجنبر الجاري جميع عمالها بإجراءات التوقف عن العمل وإغلاق المصنع مع نهاية السنة الجارية.
وذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن نيسان قررت إغلاق مصنعها في برشلونة، بعد عدد من المشاكل والتراجعات في نشاطها، مشيرة إلى أنه كان قرارا صعبا على المئات من العمال الذين قضوا سنوات في الاشتغال داخل مصنع هذه الشركة.
وقالت ذات المصادر، أن نيسان كان قد فتحت مصنعها في برشلونة في سنة 1983 وقد تمكنت منذ ذلك التاريخ إلى غاية 2021، من إنتاج أكثر 3 ملايين و345 ألف سيارة، تم بيعها على المستوى الدولي، مشيرة إلى أن قصة نيسان مع إسبانيا تنتهي هذه السنة.
وبخصوص الوجهة المقبلة لنيسان بعد إغلاق مصنعها في مدينة برشلونة، تشير العديد من المصادر الإسبانية، أن الوجهة المتوقعة هي المغرب، حيث ترغب الشركة إلى نقل أنشطتها إلى المملكة المغربية، بهدف الاستفادة من اليد العاملة الرخيصة.
ويُعتبر المغرب الآن وجهة مفضلة لجل شركات صناعة السيارات في العالم حاليا، بسبب اليد العاملة المنخفضة التكلفة، إضافة إلى أن انتعاش قطاع السيارات داخل المملكة المغربية فيما يخص إنتاج المواد الأولية، حيث لم تعد شركات صناعة السيارات مضطرة لاستيراد المواد الأولية.
وتبقى منطقة “أوتوموتيف سيتي” التي تُعتبر المنطقة الصناعية لقطاع السيارات بالقرب من ميناء طنجة المتوسط بالمغرب، من المناطق التي تُغري شركات صناعة السيارات في العالم للاستقرار فيها، بسبب تواجد العديد من شركات السيارت بها، ولقربها من ميناء طنجة المتوسط العالمي الذي يوفر إمكانيات تصدير السيارات إلى أي منطقة في العالم.
كما أن القرب الجغرافي لطنجة المتوسط، من أوروبا، إضافة إلى كونها معبرا نحو القارة الإفريقية، وممرا بحريا نحو الأمريكيتين، من العوامل المغربية التي تدفع بشركات السيارات للقدوم إلى المغرب والاستقرار فيه.
وأصبح المغرب منافسا شرسا لعدد من البلدان، وعلى رأسها الجارة إسبانيا، في مجال استقطاب شركات السيارات من مختلف دول العالم، حيث تسعى عدد من الشركات الأخرى، إلى جانب نيسان القدوم إلى المغرب، وعلى رأسها فورد الأمريكية وفولسفاغن الألمانية.
المغرب يُحقق 6.6 مليار دولار من صادرات السيارات وملياري دولار من صادرات النسيج والجلد
أظهر قطاع الصناعة بالمغرب، باعتباره رافعة مهمة للنمو الاقتصادي، عن مرونة كبيرة في مواجهة تقلبات الأزمة الصحية خلال سنة 2021، وذلك بفضل استراتيجية تتمحور حول المهن العالمية للمملكة، لا سيما صناعة السيارات والطيران والصناعات الغذائية.
وهكذا، حافظ أداء الصناعة الوطنية على نفس الزخم الذي اتسم به خلال سنة 2020، وذلك في ذروة انتشار وباء كورونا حيث وجد النظام الاقتصادي نفسه في مواجهة اختبار حقيقي.
وشهد قطاع السيارات، الذي يعتبر أول قطاع تصديري بالمغرب، بداية جيدة خلال سنة 2021، بتسجيله لمعدل إدماج بلغ 60 في المئة، مما مكن المملكة من تعزيز مكانتها على نحو متزايد كأرضية تنافسية لإنتاج وتصدير معدات ومركبات السيارات على المستوى العالمي.
وبحسب مكتب الصرف، فقد بلغت قيمة صادرات قطاع السيارات 66.23 مليار درهم خلال الأشهر العشرة الأولى من سنة 2021، أي بزيادة قدرها 12.4 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2020.
أما بخصوص قطاع النسيج والجلد، فقد عرفت المبيعات للخارج انتعاشة بنسبة 19.9 في المئة متم شتنبر الماضي.
كما اتسمت سنة 2021 بتوقيع 23 اتفاقية استثمارية بقيمة إجمالية تصل إلى 27.4 مليار درهم بهدف إحداث ما يقارب من 4500 فرصة عمل، وتحقيق رقم معاملات إضافي يصل إلى 2.3 مليار درهم موجه للتصدير.
وبالنسبة لقطاع الصناعة الغذائية، فقد تميزت الأشهر العشرة الأولى من سنة 2021 بالمصادقة على 35 مشروعا بغلاف إجمالي يصل إلى 4.1 مليار درهم. وعرفت صادرات قطاع “الفلاحة والصناعة الغذائية” ارتفاعا بنسبة 9.1 في المئة متم أكتوبر الماضي.
كما حققت الصناعة المغربية الغنية بقطاعاتها المختلفة، نجاحات في قطاع الطيران الذي شهد توسعا في النشاط، لاسيما عبر تواجد كبريات الشركات العالمية الرائدة في القطاع من قبيل “لو بيستون الفرنسي” بالمغرب، وأيضا عودة نشاط مجموعة “بومبارديي” بالمغرب عبر “سبيريت أيروسيستيم”، الشركة الرائدة عالميا في تصنيع هياكل الطائرات للطيران المدني والعسكري.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت البرامج التي تم إطلاقها في هذا السياق، كذلك، في خلق إشعاع للقطاع خلال 2021، لاسيما برنامج “تطوير- المقاولة الناشئة” (Tatwir-Startup) الذي تم إطلاقه في فبراير الماضي، والذي يهدف إلى مواكبة المقاولات الناشئة المغربية حتى تتمكن من التموقع وخلق إشعاع لها على المستوى الوطني والقاري.
ويهدف هذا البرنامج، الذي أطلقه قطاع الصناعة والتجارة في إطار نشر مخطط الإنعاش الصناعي 2021-2023، إلى تقديم مواكبة شاملة وذات جودة للشركات الناشئة الصناعية، من خلال هياكل مواكبة الخبراء التي تمكنها من مواجهة صعوبات مختلفة، والتطور في السياق الوطني، وتخطي الحدود نحو الأسواق الدولية.
كما يتعلق الأمر بدعم التصنيع للمشاريع المختارة عبر التكلف بـ30 في المائة من برنامج الاستثمار المادي وغير المادي.
يذكر أنه جرت، إبان فترة الجائحة، تعبئة المنظومة الصناعية المغربية بأكملها من أجل تصنيع أقنعة واقية وأجهزة للتنفس الاصطناعي عبر علامة “صنع في المغرب”.
المصادر : مواقع الكترونية عربية – الصحيفة