محفوظة بشكل جيد.. اكتشاف حفريات كائنات بحرية عاشت قبل 183 مليون عام
كشف العلماء عن موقع استثنائي يعود لعصور ما قبل التاريخ ويحتوي على بقايا حيوانات بحرية. وطبقا للبيان الصحفي الذي نشرته “جامعة مانشستر” (The University of Manchester)، فإن الحفريات المكتشفة يبلغ عمرها نحو 183 مليون عام.
وتم اكتشاف الحفريات أسفل أحد الحقول الزراعية الموجودة في بلدية غلوسترشاير في المملكة المتحدة، وكانت الحفريات محفوظة بشكل جيد وكأنها حفظت في التوقيت المناسب.
حفريات جيدة الحفظ
اكتشف الموقع كلا من سالي ونيفيل هولينغورث، أساتذة الحفريات الذين اكتشفوا مؤخرا بقايا الماموث في “حديقة كوتسوولد المائية” (Cotswold Water Park) القريبة، التي ظهرت في فيلم حديث أنتجته قناة “بي بي سي” (BBC) بعنوان “أتينبارا ومقبرة الماموث” عام 2021.
وقد أوضحت سالي ونيفيل أن هذه الحفريات تنتمي إلى “العصر الجوراسي المبكر وتحديدا فترة العصر التورسي (Toarcian Age) المرحلة الرابعة من العصر الجوراسي المبكر التي امتدت من 182 إلى 174 مليون سنة مضت”.
إذ كشفت طبقات الطين عن “عدد كبير من الحفريات الفقارية البحرية جيدة الحفظ، التي يمكن مقارنتها بالحيوانات المماثلة الشهيرة المحفوظة بشكل رائع في موقع آخر -في سومرست- احتوى على أحافير استثنائية”.
تنتمي الحفريات إلى العصر الجوراسي المبكر وتحديدا فترة العصر التورسي (مواقع التواصل)
وقد اكتشفت هذه الأحافير في طبقة نادرة من الصخور الأرضية التي لم تكن مكشوفة للسطح منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ويشير دين لوماكس -عالم الحفريات الزائر بجامعة مانشستر الذي قاد مؤخرا علميات التنقيب التي كشفت عن إكتيوصور روتلاند (أحد الزواحف البحرية المنقرضة ذات الزعانف الشعاعية) المنتمي أيضا إلى العصر التورسي- إلى أن “الموقع مذهل جدا؛ إذ يحتوي على حفريات في حالة جيدة من الحفظ لحيوانات قديمة عاشت ذات يوم في أحد بحور العصر الجوراسي التي غطت هذا الجزء من المملكة المتحدة”.
ويضيف لوماكس أن “المواقع المحلية التي تحتوي على حفريات مثل هذه تعد نادرة في المملكة المتحدة؛ ولذا فإن الأحافير التي جمعناها ستشكل بالتأكيد الأساس الذي تبنى عليه المشاريع البحثية في السنوات القادمة”.
حفريات مجسمة
غير أن المذهل في الأمر تمثل في اكتشاف بعض الأسماك الأحفورية التي احتفظت ببعض التفاصيل الدقيقة كالحراشف والزعانف وحتى مُقل العيون. وكان أحد أكثر الاكتشافات إثارة رأس سمكة محفوظة بشكل ثلاثي الأبعاد.
وطبقا للتقرير الذي نشره موقع “لايف ساينس” (Live Science)، يقول نيفيل إن “الحفريات عادة ما تحفظ في شكل مسطح. غير أنها حُفظت في هذه المرة بأكثر من بعد، مما جعل السمكة تبدو وكأنها تقفز من الصخرة المحفوظة بها”.
وتنتمي هذه السمكة إلى نوع من الأسماك الجوراسية التي تعرف باسم “باتشيكورموس” (Pachycormus). وقد أنشأ ستيفن دي صورة رقمية ثلاثية الأبعاد لهذه السمكة.
الحفريات المكتشفة كانت قد طمرت سريعا وتشكلت الطبقات الخرسانية حولها في وقت مبكر (مواقع التواصل)
وتشير الملاحظات الأولية إلى أن حفريات هذا الموقع قد طمرت سريعا. وتشكلت الطبقات الخرسانية حول الهياكل العظمية في وقت مبكر نسبيا قبل ضغط الرواسب، مما حفظ طبقات الرواسب الأصلية. وقد حالت هذه الكتل الخرسانية دون مزيد من الضغط الواقع من الرواسب العلوية في أثناء طمر ودفن هذه الحفريات، ومن ثم حافظت على الحفريات في كبسولات زمنية ثلاثية الأبعاد.
ويشير نيفيل إلى أن “استخدام أحدث تقنيات إعداد وتصوير الحفريات سيخلق مستودعا ثريا يمكّننا من فهم هذه الحيوانات الفريدة بمزيد من التفصيل.
وسيتم التبرع بالعديد من هذه الحفريات، التي تم جمعها، إلى المتحف المحلي في استرود. وتقول أليكسيا كلارك، إحدى أعضاء الفريق ومسؤولة التوثيق والمقتنيات بالمتحف “إننا متشوقون لزيادة معرفتنا الجيولوجية الخاصة بمنطقة استرود. ونتطلع إلى عرض هذه الاكتشافات المذهلة أمام أعضاء المتحف وزائريه”.
المصدر: ترجمات + شهبابرس
اقرأ أيضاً: اكتشاف حلقة نار “غامضة” خارج مجرتنا.. والعلماء يوضحون سر وجودها
قام فريق دولي من العلماء بقيادة باحثين من “جامعة ويسترن سيدني” (Western Sydney University) الأسترالية باكتشاف جرم دائري غامض، يشبه حلقة من النار بالقرب من مجرتنا (درب التبانة)، في سابقة قد تكون الأولى من نوعها في تاريخ علم الفلك.
دوائر غامضة
وحسب الدراسة، التي نشرت في دورية “مونثلي نوتيس” (Monthly Notices) (النشرة الشهرية للجمعية الملكية لعلم الفلك)، فقد استخدم الباحثون مرصد “أسكاب” (ASKAP) أو مصفوفة الكيلومتر المربع “باثفيندر” الأسترالية للتوصل إلى تلك النتائج.
و”أسكاب” تلسكوب راديوي يوجد في الجزء الغربي من أستراليا، ويتكون من 36 هوائيا كل منها بقطر 12 مترا، بحيث تمثل معا هوائيا واحدا ضخما مساحته 4 آلاف متر مربع، بدأ بناؤه في أواخر عام 2009 وأصبح جاهزا للعمل في 2012.
وتمكن “أسكاب” من رصد هذه الحلقة الغامضة خارج مجرتنا، إلى جوار ما يعرف باسم السحابة الماجلانية الكبيرة (LMC)، وهي مجرة تابعة لمجرة درب التبانة، تقع على مسافة 160 ألف سنة ضوئية منا.
حلقة النار توجد إلى جوار السحابة الماجلانية الكبيرة التي تمثل مجرة تابعة لمجرة درب التبانة (جامعة ويسترن سيدني)
وحسب بيان رسمي أصدرته جامعة “ويسترن سيدني”، فقد دُهش الفريق البحثي من وجود جرم سماوي بهذا الشكل خارج المجرة، فظنوا في البداية أنه “دائرة راديوية غريبة”، والدوائر الراديوية أجرام راديوية كروية الشكل غير مفهومة اكتشفت في عام 2019، ويعتقد أنها نابعة من المجرات.
لكن بعد مزيد من الفحص تبيّن للعلماء أن هذه الحلقة الغامضة قد تكون بقايا نجم انفجر قبل نحو 2200-7100 عام، محدثا مستعرا أعظم هائلا ما زالت بقايا انفجاره تتوسع حتى الآن، في ضوء تقدير الدراسة.
المستعر المارق
ويعني ذلك، حسب الفريق البحثي، أن هذه المرة الأولى التي يُكتشف فيها مستعر أعظم يحدث خارج مجرة درب التبانة، ولهذا السبب أطلقوا اسم “المارق” (rogue)، على هذه الحلقة النارية؛ فكأن النجم الذي تسبّب بها قد خرج عن طاعة المجرة الأم.
وحسب الدراسة الجديدة، فإن النجم “المارق” قد خرج من السحابة الماجلانية الكبرى قبل ملايين السنين، وكان له نجم رفيق يدور حوله، أحدهما كان في طور العملاق الأحمر، والثاني في طور القزم الأبيض. ولأن الثاني ذو قوة جذب عالية، فقد قام بسحب مادة العملاق الأحمر بسرعة شديدة.
مرصد أسكاب الموجود في غرب أستراليا يتكون من 36 طبقا لاقطا (ويكيبيديا)
ومع تراكم مادة العملاق الأحمر على رفيقه القزم بسرعة وقوة، تحدث تفاعلات نووية سريعة ومفاجئة على سطح القزم الأبيض، وعند مرحلة ما فإنه ينفجر محدثا ما يسمى بـ”المستعر الأعظم من النوع آي-إيه” (Supernova Ia).
وبسبب هذه الحالة الغريبة، يأمل الباحثون من هذا الفريق المضي قدما في إنجاز دراسات أكثر تعمقا واستفاضة لتأكيد طبيعة المستعر المارق بما يكون مفيدا في تطوير فهم العلماء لهذا النوع من الأجرام.
المصدر: الجزيرة – ترجمات