إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا.. تعرف على أكبر محطة غاز في العالم تبنيها روسيا
إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا.. تعرف على أكبر محطة غاز في العالم تبنيها روسيا
أكد الكرملين حرص الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على متابعة تطورات إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا، في خطوة تُعَد فرصة ذهبية لأنقرة بعدما تراجعت صادرات موسكو إلى القارة الأوروبية بمعدلات واسعة النطاق خلال الآونة الأخيرة.
وناقش بوتين مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تطورات جديدة تتعلق بالمركز وكذا تطورات وساطة أنقرة لاتفاق الحبوب من مواني أوكرانيا، خلال مكالمة هاتفية نقلت رويترز تفاصيلها، اليوم الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتطمح تركيا إلى أن يكون للمركز دور محوري في تصدير تدفقات الغاز، ولا سيما أن موقعها الجغرافي يربط بين الدول الأوروبية المتعطشة للإمدادات بعد غياب الغاز الروسي وبين الدول المُصدرة للتدفقات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
المركز التركي للغاز
يتوافق إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا مع تطلعات أنقرة لأداء دور ريادي بالمنطقة والاستفادة من افتقار القارة العجوز لتدفقات الغاز الروسي وتعطشها للإمدادات ولا سيما خلال أوقات ذروة الطلب بفصل الشتاء.
وحملت المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والتركي اتفاقًا مشتركًا على بدء التنفيذ الشامل والكامل للاتفاق الذي يضم إنشاء المركز وتمديد اتفاق نقل الحبوب من المواني الأوكرانية إلى البحر الأسود بصورة آمنة، وهو الاتفاق الذي توسّطت فيه أنقرة لإتمامه.
ودعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا بصورة سريعة، وتطرّق إلى الموقع المحتمل لمركز الغاز في منطقة “تراقيا” الواقعة جنوب شرق دول البلقان والتي تطل على بحور عدة، حيث يمنح الموقع ميزات إضافية لخطط التصدير من المركز، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الروسية “تاس”.
مقترح روسي
اقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولاقت ترحيبًا من الرئيس أردوغان.
وهدف بوتين من مقترحه لضمان منفذ جديد لتدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا ولا سيما بعد توقف خطوط نورد ستريم 1و2 وانخفاض صادرات موسكو للقارة العجوز بمعدلات كبيرة.
ويؤدي مركز الغاز الطبيعي في تركيا دورًا مهمًا؛ إذ يتلقى التدفقات التي تعجز خطوط نورد ستريم عن حملها؛ ما يشير بصورة أو بأخرى إلى دفع موسكو باتجاه إنشاء شبكة لخطوط الأنابيب الحاملة لتدفقات الغاز في أنقرة باعتبارها وسيطًا لتزويد أطراف أخرى بالتدفقات ومن ضمنها أوروبا.
ويشير الرسم أدناه إلى خريطة خطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن ضمنها خط ترك ستريم التركي القادر على نقل 31.5 مليار متر مكعب سنويًا، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة استنادًا إلى بيانات ذي إيكونوميست:
خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا
كان خط نقل تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا نورد ستريم 1 قد شهد اضطرابات عدة، خلال الأشهر الأخيرة، أثرت في انتظام التدفقات لدول القارة العجوز بالتزامن مع مدة التخزين الصيفي استعدادًا لتلبية الطلب على الكهرباء والتدفئة خلال فصل الشتاء.
وعقب انقطاع متقطع للتدفقات عبر الخط عزته شركة غازبروم الروسية إلى وجود “أعطال فنية” في التوربينات، شهدت التدفقات توقفًا كاملًا لحقه انفجار دمّر أجزاءً كبيرة به وتبادل للاتهامات بين موسكو وحكومات أوروبية.
خطط الغاز في تركيا
قال كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة مؤلف كتاب “دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين، الدكتور أومود شوكري، إن تركيا تطمح إلى صدارتها بصفتها محورًا ومركزًا للطاقة العالمية معتمدة على موقعها الجغرافي.
وأضاف -في مقال له نُشر بمنصة الطاقة المتخصصة، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أن حجم واردات تركيا من الغاز الطبيعي والمسال بلغ في الآونة الحالية 12 مليار دولار، موضحًا أن أنقرة تعتمد في غالبية وارداتها على روسيا وأذربيجان وإيران وأميركا وقطر والجزائر.
وأشار إلى أن مرور خطوط أنابيب نقل الغاز بها يعزز من مكانتها في الأسواق العالمية لنقل الطاقة، ولا سيما في ظل التطلعات إلى إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا بدعم روسي.
ورجّح شوكري إسهام مركز الغاز الطبيعي في تركيا بتعزيز قدرة أنقرة على تحديد أسعار الغاز العالمية وجني مكاسب تصل إلى مليارات الدولارات مقابل التصدير إلى أوروبا.
مواقع عربية