“الأضخم على الإطلاق”.. مشروع سولار 1000 للطاقة الشمسية في الجزائر
واجه مشروع سولار 1000 لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في الجزائر العديد من التحديات، خلال العام الجاري (2022)؛ ما تسبب في تأجيل البدء في تنفيذ المشروع الحيوي.
يهدف المشروع إلى إنتاج 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية سنويًا في إطار برنامج وطني للطاقة المتجددة، يستهدف الوصول إلى 15 ألف ميغاواط من مصادر الطاقة الشمسية بحلول 2035.
وكان المدير العام لشركة الطاقات المتجددة “شمس”، إسماعيل موقاري، قد أكّد -على هامش منتدى الأعمال الجزائري الأوربي المنعقد يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022- على أن الفصل في صفقات مشروع سولار 1000 لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في الجزائر سيكون قبل نهاية سنة 2022.
أكّد المسؤول الجزائري، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، على ضرورة استكمال مسار المشروع، إلا أنه أشار إلى أن “التاريخ الرسمي لم يُحدد بعد”.
كانت الشركة الجزائرية للطاقات المتجددة “شمس”، قد مددت، في شهر يونيو/حزيران الماضي موعد تقديم العروض من الشركات الراغبة في المنافسة على تنفيذ مشروع سولار 1000؛ و ذلك بسبب عدم تأكيد قابلية التمويل الخارجي للمشروع.
وتُعَد عملية تمويل المشروع العائق الرئيس الذي أوقف الشركة عن استكمال الإجراءات؛ إذ لم تردّ الوزارة الأولى (مجلس الوزراء) ووزارة المالية على العديد من مخاطبات وزارة الانتقال الطاقوي التي دُمِجَت مؤخرًا مع وزارة البيئة.
واستبعد المسؤول الجزائري حدوث تأجيل آخر؛ إذ برّر التأخر الأول بتسليم دفتر الأعباء، أما التأجيل الثاني فقال إنّ سببه يرجع للجانب المتعلق بالتمويل؛ إذ إن بعض المشاركين عبّروا عن رغبتهم في التوجه لتمويل خارجي، والإجابة كانت الرفض؛ إذ لا توجد الموافقة على هذا النوع من التمويلات الخارجية؛ حيث قررت الحكومة اللجوء إلى تمويل داخلي بنسب فوائد مدعمة.
وقال موقاري إنّ باب التوجّه إلى التمويلات الأجنبية يبقى مفتوحًا، بالنسبة للمشروعات المقبلة، ولا سيما أنه أشار إلى أنّ قانون التشريع الجزائري يسمح بها بالنسبة للمشروعات الهيكلية الجزائرية، التي يُعَد برنامج الطاقات المتجددة إحداها.
واستند المدير العام لمؤسسة “شمس” إلى ما ينص عليه المرسوم التنفيذي 17/98، ليؤكد أنّ إيداع الأظرفة المالية والفنية للشركات والمستثمرين المشاركين في مناقصة مشروع سولار 100 لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في الجزائر سيكون في الوقت نفسه.
وقال في تصريحات إلى منصة الطاقة: “تبدأ بفتح العروض التقنية لتقييمها، تليها جلسة لفتح أظرفة العروض المالية”.
ورفض موقاري الكشف عن عدد الشركات الراغبة في تنفيذ المشروع، قائلًا: “إنه غير معروف حتى الآن”، من منطلق أنه في مثل هذا النوع من المشروعات الضخمة، يقدم المستثمرون الراغبون في المشاركة عروضهم في اليوم المحدد لفتح الأظرفة؛ ما يجعل معرفة أو تحديد عدد المنافسين للحصول على الصفقة والمشروع في الوقت الحالي غير ممكن.
طلبات المستثمرين
قال إسماعيل موقاري لـ”الطاقة” إنّ تأجيل فتح الأظرفة كان استجابةً لطلب المستثمرين، من أجل استكمال الدراسات المتعلقة بالأرض والجوانب البيئية الأخرى، بالإضافة إلى الإحاطة بواقع السوق الجزائرية بالنسبة للمستثمرين الراغبين في المشاركة، ولا سيما أنه أشار إلى اشتراط ألا تقل نسبة محتوى محلي في مشروع سولار 1000 عن 30%.
وأوضح المسؤول الأول في شركة شمس أن شركته استفادت من جهتها من هذا التأجيل من أجل “نضج” أفضل للمشروع في إشارة إلى إتمام كل الجوانب المحيطة به، خاصة فيما يتعلّق بالتمويل؛ إذ يفرض القانون الساري العمل به أن يكون التمويل محليًا.
وأشار موقاري إلى أن فرض التمويل المحلي من شأنه أن يُسهِم في ربح الوقت خلال المرحلة المقبلة، كون دراسة تمويل المشروعات من قبل الهيئات المالية الخارجية تتطلب مدة لا تقل عن سنة كاملة، بينما اللجوء إلى تمويل الهيئات المالية الجزائرية يسمح بتقليص المدة، ومن ثم تنفيذ المشروع في أقرب الآجال، وإنجاز الوحدات الخاصة في خلال 2023.
أول 1000 ميغاواط
أكد إسماعيل موقاري أن استلام أول محطة، وهي محطة ولاية بشار (994 كيلومترًا جنوب غرب الجزائر العاصمة) بقدرة إنتاج 50 ميغاواط سيكون قبل نهاية عام 2023.
واشترط رئيس شركة شمس أن تسير الأمور كما خُطِّط لها، والانطلاق في بداية الأشغال قبل يونيو/حزيران من السنة المقبلة من أجل بدء إنتاج الكهرباء قبل نهاية 2023.
مشروع سولار 1000 لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في الجزائر
وأشار إلى أن هذا النوع من المشروعات في مرحلة البناء والتجهيز لا يتطلب الكثير من الوقت، ومن هذا المنطلق يمكن إنتاج أول 1000 كليوواط/ساعة قبل نهاية السنة المقبلة.
أما بالنسبة للمحطات الأخرى بقدرة 300 ميغاواط؛ فقد توقع أن تتواصل إلى 2024، قبل أن يضيف أن المشروعات المبرمجة الأخرى تُنجَز في المدة نفسها، وعدم التأثر بهذا “التأخر” في المشروع الأول؛ إذ حددت مؤسسة “شمس” هدف إنتاج 1000 ميغاواط سنويًا.
يتمثل مشروع سولار 1000 في تأسيس شركات مشروعات تتكفل بتنفيذ محطات للطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تبلغ 1000 ميغاواط، موزّعة على عدد من ولايات الجزائر، بحصص تتراوح من 50 إلى 300 ميغاواط لكل مشروع.
وكانت الجزائر قد فتحت الباب أمام الشركات الوطنية والأجنبية، الراغبة في تنفيذ المشروع في 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، لسحب كراسة الشروط والمواصفات.
ويخصّ المشروع سولار 1000 لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في مرحلته الأولى 5 ولايات، في كل من بشار وورقلة والوادي وتقرت والأغواط، ومن شأنه أن يسهم في توفير أكثر من 5 آلاف وظيفة بشكل مباشر.
مواقع عربية