أسست الشابة البالغة من العمر 26 عاماً، كاثي تاي، شركتها الأولى Ranomics، بعمر الـ 18، والتي توفر تنبؤات بالمخاطر الصحية استناداً إلى البيانات الجينية للأشخاص وقد جمعت الآن أكثر من مليون دولار، وفقاً لـ Crunchbase.
فيما أسست شركتها الثانية، Locke Bio، وهي أشبه بمنصة التجارة الإلكترونية “Shopify” لشركات الأدوية وغيرها من الشركات التي تبيع الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، في سن 23 عاماً.
تعتبر تاي نفسها فنانة، من نوع خاص، ليس مثل أولئك الذين يرسمون بالألوان الزيتية على قطع القماش أو اللوحات، ولكنها ترى أن تأسيس الشركات هو فن في حد ذاته.
وفسّرت تاي، وجهة نظرها بأن الأمر يتعلق برؤية الصورة الكبيرة في مختلف الصناعات التي يكون المرء جزء منها، وقدرته على أن يكون متعدد التخصصات ويمكنه الدمج بين مفاهيم من صناعات مختلفة.
وقالت تاي: “لطالما أحببت جمع الأفكار معاً ورؤية الروابط التي لا يراها الآخرون”، مثل معرفة كيف يمكن للعلم أن يتقدم في عالم الشركات الناشئة وبناء نماذج الأعمال وفقاً لذلك. “هذا، على ما أعتقد، هو عملية فنية وإبداعية أكثر من كونها تقنية”، وفقاً لما ذكرته لشبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
قصتها
بدأت تاي التعرف على صناعاتها في بداية سنوات دراستها الثانوية، أي بعمر الـ 14.
وقالت، إن حبها للعلوم خاصة الأحياء والكيمياء، كان المحفز وراء نجاحها منذ أن كانت طفلة. لكنها لاحظت أن مناهج العلوم التي كانوا يدرسونها في المدرسة لم تتضمن الكثير من التعلم العملي. بدلاً من ذلك، كان يتم حفظه بشكل نظري من الكتب المدرسية.
وفي سنتها الأولى في المدرسة الثانوية، قررت تاي أن تبدأ في مراسلة الأساتذة في جامعة تورنتو لمعرفة ما إذا كانوا سيسمحون لها بقضاء بعض الوقت في مختبراتهم، وإجراء بعض الأبحاث، والسماح لها بمساعدتهم في أي من مشروعاتهم البحثية.
قادها عملها في الجامعة إلى نشر بحثها الأول في مجلة تمت مراجعتها من قبل الأقران في مجال علم المناعة، الذي يتعامل مع جهاز المناعة البشري، بعمر الـ 16.
وقد قادها ذلك أيضاً إلى إدراك: “في البحث، وخاصة في المجال الأكاديمي، أنت ملزم بنظام المنح الأكاديمية”. بمعنى، إذا أرادت مواصلة إجراء الأبحاث في هذا العالم، فستكون محدودة. لكن الحصول على التمويل كرائدة أعمال سيمنحها الحرية في إجراء أي نوع من البحث تريده.
برنامج شباب الأعمال
عندما بدأت تاي في ربط النقاط بأن الطريقة التي أرادت إحداث تأثير بها كانت من خلال عالم الشركات الناشئة، بدأت أيضاً في التقدم إلى البرامج التي يمكن أن تساعدها في جعل هذا المفهوم حقيقة.
كانت لدى تاي الفكرة الأساسية لـ Ranomics، وهي طريقة لحل بعض المشكلات التي واجهتها شركات مثل 23andMe عندما يتعلق الأمر بدقة اختباراتهم الجينية، عندما كانت طالبة في لدرجة الدكتوراه في جامعة تورنتو، وانتهى بهما الأمر إلى قبولهما في IndieBio، وهو برنامج ناشئ يوفر التمويل والإرشاد لرواد الأعمال في مجال العلوم.
ولشغفها بفكرتها، انتهى الأمر بها للتسرب من الكلية والانتقال إلى سان فرانسيسكو لمتابعة هذه الفرصة وأصبحت الرئيس التنفيذي لشركة Ranomics في السنوات الثلاث الأولى لها.
وقالت: “طوال رحلة بناء Ranomics، تعلمت الكثير عن الشركات الناشئة، والبيع إلى شركات الأدوية، وكيفية بناء شركة مربحة”. كل ذلك سوف يلعب دوره في مشاريعها التالية.
شركتها الثانية
في سن الـ21، عُرض على تاي منصباً كشريك في Cervin Ventures، وهو صندوق لرأس المال الاستثماري يركز على خدمة المؤسسات كبرنامج، أو SaaS، وهي تقنية مثل Salesforce وSlack.
بعد عام هناك، شعرت بالحاجة إلى البناء مرة أخرى، وقررت استكشاف الفرص المتاحة في مجال الصحة الرقمية، والجمع بين عوالم SaaS والعلوم التي كانت تعرفها. وأدركت تاي أنه لا توجد طريقة بسيطة لبناء متجر على الإنترنت لأولئك الذين يرغبون في بيع الأدوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء بطريقة متوافقة، وهي Shopify لشركات الأدوية، كما كانت.
يتم دعم Locke Bio الآن من قبل 3 صناديق رأس مال استثماري في الولايات المتحدة وكندا، وفقاً لـ PitchBook، لكنها لا تشارك حالياً تفاصيل جمع التمويل علناً.
وقالت تاي: “عندما لا يكون لديك وقت للتفكير، لا ترى الصورة الأكبر حقاً”
وأوضحت تاي، بأنها في وقت مبكر من حياتها المهنية عملت بجد في تلك الساعات الصعبة، لنحو 100 ساعة في الأسبوع، لكنها أدركت أن ذلك كان غير مستدام لأنه “عندما لا يكون لديك وقت للتفكير، فأنت لا ترى الصورة الأكبر”.
وهذا هو المكان الذي ظهرت فيه عقلية الفنان، وفقاً لـ “تاي”. والتي قالت: “على غرار الطريقة التي يصنع بها الفنانون الموسيقى، يأتي الإلهام في ساعة عشوائية من اليوم”. لكن عليك أن تخصص بعض الوقت لتلك الساعات التي يمكن أن تتدفق فيها الأفكار بحرية.
“في هذه الأيام، ستقضي أوقات طويلة لبناء كامل للصورة الكلية، ولكن، بخلاف ذلك، يجب أن تتأكد من العمل لمدة 40 ساعة على الأقل”.
المصدر: العربية