يأبى عام 2022 أن يرحل دون أن يتسبّب في مزيد من الخسائر والأزمات المالية لشركة تيسلا عملاقة صناعة السيارات الكهربائية، التي فقدت أكثر من نصف قيمة أسهمها خلال العام الحالي.
واستمرارًا لمسلسل الخسائر، استدعت شركة إيلون ماسك أكثر من 15 ألف سيارة كهربائية في أستراليا، بسبب خلل في المصابيح الخلفية، إذ حذّرت السلطات من أنها “قد تزيد من خطر وقوع حادث يتسبب في إصابة خطيرة أو الوفاة”، وفقًا للغارديان.
وتواجه سيارات تيسلا -التي تتصدّر مبيعات المركبات الكهربائية في العالم- مشكلات تقنية عديدة، تجبرها على استدعاء الآلاف من السيارات، وفق المعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.
سيارات تيسلا الكهربائية
يؤثر الاستدعاء -الذي صدر في وقت متأخر من يوم الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)- في 15 ألفًا و914 سيارة من طراز تيسلا 3، وواي في أستراليا التي بِيعت في عام 2022.
وتُعَد هذه ثاني عملية استدعاء من قبل شركة تصنيع السيارات الأميركية خلال أسبوعين فقط، والثالثة خلال هذا الشهر في أستراليا.
وتأتي عملية الاستدعاء في وقت وصعب بالنسبة إلى شركة السيارات الكهربائية العملاقة، بعد أن هبطت أسهمها إلى أدنى مستوى في عامين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأدى انخفاض سهم الشركة إلى أدنى مستوياته في عامين، إلى تراجع ثروة إيلون ماسك -الذي يمتلك نحو 15% من أسهم الشركة- بنحو 100 مليار دولار خلال العام الجاري (2022)، من 340 مليارًا إلى 170 مليار دولار.
وتتضمّن أحدث مشكلة تتعلّق بسلامة تيسلا في أستراليا خطأ برمجيًا يؤثر في المصابيح الخلفية، وفقًا لوزارة النقل الأسترالية، ولكنه لا يشمل مصابيح الفرامل أو الرجوع إلى الخلف أو مصابيح المؤشر.
وأضافت الوزارة الأسترالية: “بسبب مشكلة برمجية، قد لا تضيء المصابيح الخلفية على أحد الجانبين أو كليهما، وهو أمر قد يسبّب كوارث في أثناء قيادة السيارة في الظلام”.
ويمكن حل المشكلة عبر إجراء تحديث برامجي، وحثت الشركة مالكي السيارات على التحقق مما إذا كانت سيارتهم تتطلب تحديثًا رقميًا.
أزمات تيسلا المتواصلة
في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، استدعت شركة السيارات الأميركية أكثر من ألف سيارة من طراز تيسلا إس وإكس، بسبب خطأ في التوجيه، وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني، اُستدعيت 326 مركبة من طراز 3 بسبب مشكلة في حزام الأمان.
وكان هناك 17 إشعار استدعاء للسيارات الصادرة هذا الشهر في أستراليا، وتصدرت مرسيدس بنز القائمة بـ4 عمليات سحب منفصلة.
وفي الولايات المتحدة، استدعت تيسلا -أيضًا- 30 ألف سيارة من طراز إكس، بسبب خطأ في نظام الوسادة الهوائية للراكب الأمامي، وهي المشكلة التي لم تحدث حتى الآن في أستراليا.
كما عانت الشركة الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية انخفاضًا ماليًا، إذ تراجع سعر سهمها إلى أدنى مستوى له منذ عامين في وقت سابق من هذا الأسبوع، مسجلًا انخفاضًا قدره 52% هذا العام، عند 167.87 دولارًا أميركيًا.
وتراجعت أسهم الشركة في أعقاب استدعاء سيارات تيسلا في الولايات المتحدة، بسبب مشكلة في المصابيح الخلفية، بالإضافة إلى مشكلات سلسلة التوريد المستمرة وارتفاع أسعار المواد الخام.
واستدعت الشركة 321 ألف سيارة في الولايات المتحدة خلال نهاية الأسبوع الماضي، بسبب مشكلة في المصابيح الخلفية.
ورغم الأزمات المتلاحقة للشركة، تستهدف تيسلا الوصول إلى سقف إنتاج مبدئي يصل إلى 5 آلاف شاحنة كهربائية كبيرة بحلول 2024، بحسب تصريحات سابقة لإيلون ماسك، كما تدرس عملاق الصناعة بناء مصنع للسيارات الكهربائية في كوريا الجنوبية استجابة لطلب الرئيس يون سيوك يول.
اقرأ أيضاً: تيسلا تدرس بناء مصنع للسيارات الكهربائية في كوريا الجنوبية
تدرس شركة تيسلا الأميركية بناء مصنع للسيارات الكهربائية في كوريا الجنوبية، ضمن خطّتها للتوسع وزيادة المبيعات مع تنامي الطلب على المركبات صديقة البيئة.
تأتي دراسة عملاق صناعة السيارات الأميركية، بعد طلب رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك يول من الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، بناء مصنع للمركبات الكهربائية في سول.
وقدّم “يون” الطلب لرجل الأعمال الأميركي، خلال اجتماع عقد اليوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، عبر تقنية الاتصال المرئي.
خطط تيسلا في آسيا
أبدي الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا موافقته على الطلب الكوري، بعد أن استعرض خلال اللقاء أنه يخطط لبناء مصنع كبير في آسيا لإنتاج السيارات الكهربائية.
جاء اجتماع الرئيس الكوري مع إيلون ماسك عبر تقنية الاتصال المرئي، بعد أن ألغى رئيس تيسلا رحلته إلى “بالي” في إندونيسيا في وقت سابق من هذا الشهر، إذ كان من المقرر أن يلتقي “يون” و”ماسك” وجهًا لوجه.
كانت تيسلا قد احتفلت خلال أغسطس/آب الماضي بإنتاج مليون سيارة، من مصنعها في الصين الذي يحمل اسم “غيغا شنغهاي”.
أنشئ مصنع تيسلا في شنغهاي يوم 7 يناير/كانون الثاني 2019، وسُلِّم أول إنتاجه للعملاء في الصين في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وكان ينتج في البداية سيارات من طراز “3”، قبل أن ينضم طراز “واي” إلى الإنتاج لاحقًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
صناعة السيارات الكهربائية
من جانبه، استعرض الرئيس يون منظومة صناعة السيارات ذات المستوى العالمي في كوريا الجنوبية وظروف الاستثمار في بلاده، طالبًا من تيسلا الاستثمار في سول، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكورية يونهاب.
وأشار إيلون ماسك إلى أنه يعدّ كوريا الجنوبية أحد أفضل المواقع المرشحة للاستثمار، وأنه سيتخذ القرار بعد مراجعة شاملة لظروف الاستثمار في البلدان الآسيوية المرشحة، بما في ذلك المهارات البشرية والتكنولوجية، وبيئة الإنتاج الموجودة لديها.
وأضاف ماسك أن شركة تيسلا تشتري الكثير من الأجزاء الممتازة المصنوعة في كوريا الجنوبية، من أجل منتجات القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي، معبّرًا عن التزامه بالاستثمار في البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية في كوريا الجنوبية.
وأوضح ماسك أنه يقدّر أن القيمة الإجمالية لمشتريات قطع الغيار من الشركات الكورية الجنوبية ستتجاوز 10 مليارات دولار في العام المقبل.
المصدر: الطاقة