حول العالم

العثور على كنز ذهبي نادر من الفترة العباسية في بلدة فلسطينية مهجّرة- (صور)

تتواصل عمليات الكشف عن موجودات أثرية عربية- إسلامية نادرة في فلسطين، آخرها العثور على 425 ليرة ذهبية في مدينة الرملة المحتلة عمرها أكثر من 1000 سنة تعود للفترة العباسية.

وكانت سلطة الآثار الإسرائيلية قد شرعت قبل أيام في أعمال تنقيب في بلدة يبنا الفلسطينية المدمرة منذ نكبة 1948 بمشاركة عدد من الطلاب الثانويين كما يجري عادة في العطلات الصيفية.

وجاءت الحفريات تمهيدا لبناء حي سكني جديد في البلدة التي قامت على أنقاضها بلدة إسرائيلية ورثت أرضها واسمها (يافنيه).

وخلال أعمال التنقيب عثر أحد الطلاب على بقايا جرة فخارية وفيها كنز ثمين عبارة عن مئات قطع النقد الذهبية النادرة بحالة ممتازة.

 

ويوضح الباحث الأثري الدكتور وليد أطرش، أن مالك هذا الكنز يبدو أنه خطط للعودة إليه بعدما خبأه داخل جرة وثبت الجرّة في موقع معين بواسطة مسامير.

وتابع: “ما الذي منعه من العودة لكنزه؟ لا أحد يعلم وبوسعنا فقط التخمين. اكتشاف مثل هذه الدنانير الذهبية بهذه الكمية الكبيرة هو أمر نادر، والحفريات الأثرية لا تكتشف عادة كميات من الذهب لأنه طالما كان معدنا نادرا ثمينا وتزداد الندرة حينما تعود المكتشفات للفترة العباسية في البلاد”.

ويستذكر أطرش أن فلسطين في تلك الفترة كانت جزءا من الخلافة العباسية المترامية الأطراف بين إيران وحتى شمال إفريقيا وعاصمتها بغداد. يشار إلى أن الدنانير الذهبية المكتشفة من الفترة العباسية هي من الذهب الخالص عيار 24 قراط، وقد تم صكهّا في نهاية القرن التاسع ميلادي. وتزن الدنانير المجتمعة نحو كيلوغرام واحد وهذه كمية قيمتها عالية جدا في تلك الفترة.

ويشير الباحث أطرش إلى أن الكنز يشمل 270 دينارا ذهبيا صغيرا والبقية دنانير بحجم أكبر جميعها من الذهب الخالص الذي استبدل البرونز والنحاس في صناعة القطع النقدية في تلك الحقبة التاريخية. ويضيف: “صنعت هذه الدنانير العباسية من معدن أصلي مضاد للأكسدة عند انكشافه للهواء، ولذا بقيت بحالة ممتازة، وكأنه تم إيداعها داخل الجرة أمس”.

كما يشير أطرش إلى أن اكتشاف الكنز في هذا المكان بالذات من شأنه أن يساعد في فهم عالم التجارة الدولية بين الساحل الفلسطيني وأماكن بعيدة في العالم.

ويوضح أنه بمقدور المرء في تلك الأيام، وبمبلغ كهذا اقتناء منزل فخم في أهم أحياء مدينة الفسطاط في مصر وقتذاك. كذلك كشف أطرش أن الكنز يشمل عملة ذهبية نادرة جدا تكتشف للمرة الأولى في البلاد، وهي دينار بيزنطي من فترة القيصر ثيوفيلوس الذي حكم في الفترة 829-842 وقد صكت في العاصمة البيزنطية، القسطنطينية (اسطنبول).

واعتبر أطرش وجود عملة النقد البيزنطية ضمن كمية دنانير إسلامية شهادة مادية نادرة للعلاقات المستمرة بين الإمبراطورية البيزنطية وبين الدولة العباسية، اللتين ربطتهما علاقات عداوة وتجارة بنفس الوقت.

ومن هنا يخلص أطرش للقول إن الكنز العباسي المكتشف سيقدم مساهمة كبيرة للبحث العلمي؛ لأن الموجودات الأثرية من هذه الفترة التاريخية في البلاد قليلة. منوها أن المكتشف الذهبي الأخير هو الأكبر من الفترة العباسية في فلسطين حتى الآن، وسبقه اكتشاف ثمين في مدينة طبريا، عبارة عن أوانٍ فضية وعدد من الدنانير الذهبية.

يشار إلى أن كنزا فاطميا يعد 1625 دينارا ذهبيا قد اكتشف في قاع بحر مدينة قيسارية على بعد أمتار من الساحل قبل سنوات، ووقتها رجّح الباحثون أن تكون هذه حصيلة ضرائب تم جمعها في فلسطين وكانت في طريقها إلى القاهرة لكن سقطت بعد غرق السفينة التي أقلتها، أو أنها كانت معدة لدفع مرتبات موظفي الحكم الفاطمي في البلاد وجيء بها من القاهرة وغرقت مع السفينة في قيسارية.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى