“النمر التسماني”.. علماء يعتزمون إعادته مجددا من الانقراض وإطلاقه في البرية
انقرض “النمر التسماني” Tasmanian tiger منذ قرابة قرن من الزمن، لكن عدداً من العلماء يزعم الآن أنهم يستطيعون إعادة هذا النوع المندثر إلى الوجود مجدداً وإطلاقه في البرية.
في هذا الصدد، ذكرت مؤسسة متخصصة في “إنجازات الهندسة الوراثية” تعنى وفق توصيفها بـ”استعادة الحيوانات من حال الانقراض”، أنها سبق أن شرعت في العمل على إعادة نوع مفقود يعرف باسم “النمر التسماني”.
إذا كتب النجاح لهذه العملية، فإن عودة “النمر التسماني”، بحسب زعم الشركة، “تنطوي على إمكانية إعادة التوازن بين النظم الإيكولوجية في جزيرة (تسمانيا) والنظم الإيكولوجية الأوسع في أستراليا”، التي عانت خسارة في التنوع البيولوجي وتدهوراً في نظمها البيئية منذ اندثار هذا الحيوان المفترس.
منذ نحو ألفي سنة، واجه “النمر التسماني” انقراضاً واسع النطاق على امتداد البر الرئيس لأستراليا فيما نجت أعداد كبيرة منه في تسمانيا، ولكن هناك، تعرض الحيوان للاصطياد بحجة أنه يقتل الأغنام، فكان مصيره الانقراض مع حلول عام 1930.
إن تلك الحيوانات المخططة المميزة أقرب إلى أن تشبه الكلاب أو الثعالب منها إلى النمور، لكنها من فئة الجرابيات [تحمل وليدها في جراب خارجي] ولديها جراب بطني على غرار حيوان الكنغر.
واستطراداً، تفيد شركة “كولوسال” Colossal في الولايات المتحدة التي تقف وراء خطط إعادة الحيوان من الانقراض، أنها أول شركة تستخدم تقنية المقص الجيني “كريسبر” في تعديل الجينات، بغية الاستفادة منها في أغراض القضاء على الانقراض.
تذكيراً، كانت الشركة أعلنت عن خطط لإعادة حيوانات “الماموث الصوفي” woolly mammoth [التي انقرضت من على وجه الأرض قبل 10 آلاف سنة] إلى التندرا القطبية الشمالية في سبتمبر (أيلول) الماضي.
يضم الفريق الذي يعكف على ذلك المشروع الآن أكثر من 35 عالماً متخصصاً في مجالات وظيفية مختلفة، من بينها هندسة الخلايا وبيولوجيا الخلايا الجذعية وعلم الأجنة والبيولوجيا الحاسوبية وهندسة الجينوم، إضافة إلى ثلاثة مختبرات تركز على مهمة إعادة الماموث من الانقراض.
واستطراداً، أفادت “كولوسال” إنها تنكب الآن على حشد فريق متخصص في النمور التسمانية. وتوشك الشركة، بالتعاون مع “جامعة ملبورن” الأسترالية، على الانتهاء من إنشاء مختبرها الجديد المخصص لهذه الحيوانات.
يقود الفريق الدكتور أندرو باسك، عالم في بيولوجيا تطور الحيوانات الجرابية وخبير في النمر التسماني.
وبحسب باسك، إن “النمر التسماني يعتبر أيقونة في الثقافة الأسترالية. نحن متحمسون لأن نكون جزءاً من هذا الفريق المهتم بإعادة هذا النوع المنقرض الفريد من نوعه الذي يعتبر حجر زاوية في النظام الإيكولوجي لمنطقته، وقد محته البشرية من وجه الكوكب”.
وأضاف، “ستؤثر التكنولوجيا والمعرفة الرئيسة في هذا المشروع على الجيل التالي من جهود حفظ الحيوانات الجرابية. إضافة إلى ذلك، من شأن إعادة إطلاق النمور التسمانية في المساحات الطبيعة داخل تسمانيا أن يحد بشكل كبير من تدمير هذا الموطن الطبيعي بسبب الأنواع الحية الغازية المنتشرة في البرية بشكل مفرط غير مرغوب فيه”.
وعلى المنوال نفسه، ذكر الدكتور جورج تشيرش، الشريك المؤسس لشركة “كولوسال” أن الدكتور “أندرو ومختبره قد حققا تطورات هائلة في البحوث المتصلة بالجرابيات، والحمل، وتصوير النمور التسمانية، وأخذ عينات الأنسجة. (كولوسال) متحمسة لتوفير تقنية التعديل الجيني الضرورية لتلك العمليات، وكذلك علم الأحياء الحسابي، بغية إحياء هذا المشروع والنمور التسمانية. إننا إزاء تعاون ومشروع مذهلين ينطويان على فوائد بعيدة المدى لجهود الحفاظ على الحيوانات عموماً”.
وفي بيان أصدرته في هذا الصدد، أشارت الشركة إلى “أن عملية إعادة الأنواع إلى موائلها الأصلية أثبتت أنها تنجح في استعادة وتنشيط النظم الإيكولوجية المتضررة. ومن الأمثلة على ذلك، إعادة إدخال الذئاب إلى متنزه يلوستون الوطني الأميركي، و(شيطان تسمانيا) Tasmanian Devil إلى أستراليا. على الرغم من أن إعادة أي كائن إلى البرية عملية طويلة ومتعددة المراحل، بيد أن استولاد أنواع بديلة من النمر التسماني ينطوي على إمكانية ترميم النظم الإيكولوجية التي تفتقد الأنواع الحية الأساسية وإعادتها إلى حالتها الأصلية”.
تمثل مجموعة “وايلد آرك” المهتمة بالحفاظ على البيئة، إحدى المنظمات التي تعمل جنباً إلى جنب مع شركة “كولوسال”. وقد أوضحت كريستين شولز، المديرة العامة لـ”وايلد آرك” في أستراليا، أنه “مع وجود مشاريع حفظ عدة في مختلف أنحاء أستراليا وتسمانيا، يبقى هذا المشروع تحديداً قريباً وعزيزاً على قلبي”.
وأضافت، “في ضوء الخسارة السريعة للتنوع البيولوجي التي كابدتها أستراليا، يسعدني كثيراً أن أدعم شركة لا يقتصر عملها على منع وقوع مزيد من حوادث الانقراض إنما عكس مساره أيضاً في بعض الحالات”.
المصدر: اندبندنت عربية