مع استمرار ظاهرة احترار الأرض، تذوب مساحات شاسعة من الجليد وتطلق ميكروبات ظلت كامنة لمئات الآلاف من السنين، من بينها الفيروس الزومبي.
لدراسة هذه الميكروبات الناشئة، أحيا علماء من المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية عددا من “فيروسات الزومبي” من التربة الصقيعية في سيبيريا.
من هذه الفيروسات ما يعتقد أنه يبلغ من العمر ما يقرب من 50 ألف عام، وهو عمر قياسي لفيروس متجمد، وفقا لموقع Global News.
يقول الفريق الذي يقف وراء الدراسة، بقيادة عالم الأحياء المجهرية جان ماري، إن هذه الفيروسات القديمة من المحتمل أن تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، ويجب إجراء مزيد من الدراسة لتقييم الخطر الذي يمكن أن تشكله هذه العوامل المعدية مع ذوبان التربة الصقيعية.
هل تصبح فيروسات الزومبي الجائحة الجديدة؟
أثار العلماء الفرنسيون المخاوف من حدوث جائحة أخرى بعد إحياء “فيروس الزومبي”، الذي حوصر تحت بحيرة متجمدة في روسيا.
وقال الباحثون، في الدراسة التي لم تتم مراجعتها بعد من قبل الأقران: “سيكون الوضع أكثر كارثية في حالة الأمراض النباتية أو الحيوانية أو البشرية الناجمة عن إحياء فيروس قديم غير معروف”.
ونقل موقع New York Post عن الباحثين قولهم إن الاحتباس الحراري يتسبب في ذوبان مساحات شاسعة من التربة الصقيعية (أرض متجمدة بشكل دائم تغطي ربع نصف الكرة الشمالي) بشكل لا رجعة فيه.
وقد كان لهذا تأثير مثير للقلق يتمثل في “إطلاق مواد عضوية مجمدة لمدة تصل إلى مليون سنة”، بما في ذلك مسببات الأمراض التي قد تكون ضارة.
وكتب الباحثون: “يتكون جزء من هذه المادة العضوية أيضًا من ميكروبات خلوية متجددة (بدائيات النوى)، إضافة إلى فيروسات ظلت كامنة منذ عصور ما قبل التاريخ”.
أصدر الأستاذ في جامعة إيكس مرسيليا جان ميشيل كلافيري ، المؤلف المشارك للدراسة، تحذيرا للسلطات الطبية بشأن عدم وجود تحديثات مهمة على الفيروسات “الحية” في التربة الصقيعية منذ الدراسات الأصلية في عامي 2014 و 2015، حسبما ذكرت صحيفة “صن”.
وكتب فريق البحث في النتائج التي توصلوا إليها: “يشير هذا خطأً إلى أن مثل هذه الحوادث نادرة وأن فيروسات الزومبي لا تشكل تهديدًا للصحة العامة”.
في عام 2014، اكتشف نفس الباحثين فيروسًا عمره 30 ألف عام محاصر في التربة الصقيعية، وكان الاكتشاف رائدًا لأنه بعد كل هذا الوقت كان الفيروس لا يزال قادرًا على إصابة الكائنات الحية.
أيضا في يونيو 2021، قام العلماء الروس بإحياء ديدان “الزومبي” التي تم تجميدها لمدة 24000 عام في القطب الشمالي.
وقال عالم الفيروسات إريك ديلوارت من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، لمجلة نيو ساينتست: “إذا كان المؤلفون يعزلون بالفعل فيروسات حية من التربة الصقيعية القديمة، فمن المحتمل أن تبقى فيروسات الثدييات الأصغر والأبسط أيضًا حية مجمدة على مدى دهور”.
المصدر: العين الإخبارية