اكتشاف أكثر من 30 ألف كويكب قريب من الأرض وأكثر من ألف منها “يحتمل أن تضربنا”
ان تطور علوم الفضاء والتكنولوجيا الخاصة بها يتسارع بشكل كبير ومضطرد، فقد أولت الكثير من الدول دعما خاصا لهذا المجال من العلوم و وفرة لها كل الإمكانيات المطلوبة.
ولاشك بأن ما شكل نقلة نوعية فارقة هي التلسكوبات الفضائية الحديثة والتي باتت بانتشارها حول العالم كشبكة من العيون الساهرة التي لا تغفل عن الفضاء المحيط بنا وما يحويه من كواكب وأقمار وحتى كويكبات والتي بلغ عددها وفق اخر تصريح لوكالة الفضاء الأوروبية(ESA) أكثر من ثلاثين الف كويكب قريبين من كوكبنا (NEA) والعدد مرشح للزيادة بسرعة كبيرة.
والكويكبات هي أجسام صخرية تدور حول الشمس في مسارات تجعلها قريبة من كوكبنا، وقد تم اكتشاف غالبية هذه الكويكبات بفضل تكنولوجيا التلسكوبات الحديثة وفق ما صرحت به وكالة الفضاء الأوروبية(ESA).
وقال ريتشارد مويسل، رئيس قسم الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأوروبية: “الخبر السار هو أنه تم اكتشاف أكثر من نصف الكويكبات القريبة من الأرض المعروفة اليوم في خلال السنوات الست الماضية، ما يدل على مدى تحسن رؤية الكويكب لدينا”، مشيرا إلى أنه مع بناء التلسكوبات وطرق الكشف الجديدة، فإن الأمر مجرد مسألة وقت حتى يعثر العلماء على جميع الصخور الفضائية التي تدور في مسار يجعلها قريبة من مدار الأرض، ويطلق عليها اسم الكويكبات القريبة من الأرض (NEA).
ويُطلق على كويكب ما اسم “كويكب قريب من الأرض (NEA)” عندما يكون مساره في حدود 1.3 وحدة فلكية (au) من الشمس. والوحدة الفلكية هي المسافة بين الشمس والأرض (93 مليون ميل)، وبالتالي يمكن أن تقع الكويكبات القريبة من الأرض في نطاق لا يقل عن 0.3 وحدة فلكية، أي 45 مليون كيلومتر، من مدار كوكبنا.
وحاليا، تشكل الكويكبات القريبة من الأرض نحو ثلث ما يقارب من مليون كويكب تم اكتشافها حتى الآن في النظام الشمسي. ويقع معظمها في حزام الكويكبات، المنطقة الحلقية الشكل في النظام الشمسي، بين كوكبي المشتري والمريخ.
وتشير التقديرات إلى أن من بين 30039 كويكبا جديدا مكتشفا، هناك نحو 10 آلاف يزيد قطرها عن 460 قدما (140 مترا)، ونحو 1000 يزيد قطرها عن 3280 قدما (1 كم)، ما يبرز الحاجة إلى تتبع هذه الصخور الفضائية.
ولاحظ عالم الفلك الألماني كارل غوستاف ويت أول كويكب قريب من الأرض يُكتشف على الإطلاق، وهو الذي يُطلق عليه اسم “433 إيروس”، لأول مرة من مرصد برلين في 13 أغسطس 1898.
ويجعل مدار 433 إيروس، الذي يشتهر بشكله الغريب والطويل وتركيبه الصخري، الكويكب يصل إلى حدود 13.5 مليون ميل بعيداً من الأرض – 57 مرة المسافة إلى القمر.
وبالإضافة إلى كونه أول كويكب اكتشف من بين الكويكبات القريبة من الأرض، أصبح 433 إيروس أول كويكب تدور حوله مركبة فضائية وأول كويكب هبطت عليه مركبة فضائية.
ولحسن الحظ، يمكن للخبراء اكتشاف مواقع هذه الكويكبات وما إذا كانت ستضرب الأرض لمئات السنين في المستقبل.
جدير بالذكر أن الأرض تصطدم في المتوسط بصخرة بحجم ملعب كرة القدم كل 5000 عام، وأن كويكباً قادر على إنهاء الحضارة كل مليون عام، وفقا لمعطيات برنامج الأجسام القريبة من الأرض التابع لناسا.
وفي محاولة لمواجهة تهديد الكويكبات التي قد تقترب يوما ما من كوكبنا وتشكل تهديدا للحياة، شكلت وكالة ناسا برنامجا للدفاع الكوكبي، يتضمن مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوجة (DART).
وقد تم إطلاق DART من كاليفورنيا في نوفمبر الماضي – وأكملت أخيرا رحلتها التي استغرقت 10 أشهر عندما اصطدمت بالكويكب ديمورفوس الشهر الماضي، بهدف تغيير مساره بقدر بسيط.
وأعلنت وكالة ناسا في وقت سابق من هذا الشهر أن المهمة كانت ناجحة، حيث تمكنت المركبة من تقصير مدار ديمورفوس بمقدار 32 دقيقة.
وفي الواقع، لم يكن ديمورفوس يشكل أي خطر على الأرض، ولكن كانت المهمة البالغة تكلفتها 325 مليون دولار بمثابة اختبار لما قد يتطلبه الدفاع عن الأرض عندما تواجه تهديدا من أحد الصخور الفضائية يوما ما.
فياترى نحن على بعد كم عام من تمام ال٥٠٠٠ عام المحتملة التي يتكرر فيها اصطدام كويكبات ضخمة بالأرض تنهي فيها البشرية وحضارتها وتطورها؟؟