تعرضت الثروة الحيوانية في سوريا خلال السنوات الماضية لخسائر كبيرة، الأمر الذي جعل وزارة الزارعة التابعة للنظـ.ـام السوري مضطرة لاستيراد آلاف الأبقار من الخارج، وذلك بعد أن كانت سوريا بلد مكتفي ذاتياً، ويصدر الأبقار والأغنام إلى عدة دول في الكثير من الأحيان.
وكانت المرة الأولى التي تم فيها استيراد الأبقار إلى سوريا عام 2014، ومنذ ذلك الحين بدأت عمليات الاستيراد تتم بشكل دوري كل عام تقريباً بهدف ترميم الثروة الحيوانية.
وبحسب مصادر رسمية فإن معظم عمليات الاستيراد تتم من دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما هولندا وألمانيا، وهذه المرة أشار مدير عام المؤسسة العامة للمباقر “خالد هلال” أن المؤسسة ستستورد ألف بقرة ألمانية.
وأكد “هلال” أن قيمة الأبقار التي سيتم استيرادها تبلغ نحو 9.5 مليار ليرة سورية، مشيراً أن صفقة الاستيراد شارفت على النهاية ويتم وضع اللمسات الأخيرة عليها.
ونوه إلى أن عدد الأبقار التي سيتم وصولها إلى البلاد خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة يصل إلى نحو 1000 بقرة، موضحاً أن الألف بقرة “بكاكير حامل” من ألمانيا.
ولفت “هلال” في تصريح لصحيفة “تشرين المحلية” أن التعاقد على استيراد الأبقار من ألمانيا سيتم خلال العام الجاري.
وبيّن أن الأبقار التي ستصل إلى البلاد سيتم تخصيصها لتشغيل المحطة الأولى في مجمع مباقر “مسكنة”، ومبقرة “دير الزور”، مشيراً أنه سيتم الإعلان لأول مرة “داخلي – خارجي” عن شراء البكاكير، وحالياً الأمر قيد التعاقد، وفق قوله.
وبحسب “هلال” فإن قيمة التعاقد من المرجح أن تبلغ نحو 3 مليون و 270 ألف يورو، أي ما يعادل وفقاً لسعر الصرف في الوقت الحالي نحو 9 مليار ونصف ليرة سورية.
كما لفت “هلال” إلى صعوبات كبيرة يعاني منها قطاع “تربية المواشي” في البلاد، موضحاً أن الصعوبات تبدأ من ارتفاع أسعار مستلزمات العمل وانخفاض أسعار مبيع الحليب بالمقارنة مع ارتفاع قيم مستلزمات الإنتاج من محروقات وأعلاف.
وأضاف كذلك الأمر أن انقطاع التيار الكهربائي وساعات التقنين الطويلة وقلة المحروقات تؤثر بشكل سلبي على عمليات الإنتاج في المباقر.
وأدى ما سبق إلى توقف جزئي أو كلي في العديد من المباقر في البلاد خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة العملية الإنتاجية في معامل الألبان نتيجة الصعوبات الاقتصادية في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن ذلك يترافق مع وضع اقتصادي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم في البلاد، وذلك مع استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق خلال الأيام القليلة الماضية.
اقرأ أيضا: انحسار نهر الفرات وظهور كميات كبيرة من الذهب وكنوز مخفية ومواقع أثرية كانت مغمورة (فيديو)
تتواصل ظاهرة انحسار نهر الفرات بشكل غريب ومع بدأ ظهور الذهب والعديد من الكنوز المخفية والمواقع الأثرية التي كانت مغمورة بالمياه في العديد من الدول التي يمر منها هذا، حيث أكدت عدة مصادر العثور على كميات كبيرة من الذهب في العراق شمال شرق سوريا.
وبالنسبة لأحدث اكتشاف ترافق مع انحسار نهر الفرات وظهور الذهب والمواقع الأثرية والتحف المعمارية التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، أشار موقع “الجزيرة نت” في تقرير جديد له إلى أن مدينة “عانة” في محافظة الأنبار غرب العراف شهدت ظهور مواقع أثرية بعد انخفاض منسوب مياه نهر الفرات بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وبحسب التقرير فإن المواقع الأثرية التي ظهرت مؤخراً مع استمرار انحسار مياه النهر تتضمن سجـ.ـوناً ومقابر من مملكة “تلبس” التي تعود إلى حقبة ما قبل الميلاد، وفقاً للعديد من المؤرخين.
وأشار التقرير إلى أن عدة مناطق في العراق وشمال شرق سوريا تزخر بآلاف المواقع والمدن التاريخية التي تعتبر شاهداً على الكثير من الحضارات في المنطقة عبر العصور.
ونظراً لأن الحضارات عادةً ما تنشأ بالقرب من المياه والكلأ كان للمناطق على ضفاف نهر الفرات نصيباً من المواقع والمدن والتاريخية التي تم اكتشاف جزء منها بسبب انحسار مياه النهر، بينما لا تزال الكثير من الكنوز والمواقع الأثرية مخفية ومتوارية تحت ما تبقى من مياه.
ومع ظهور المواقع الأثرية وظهور الذهب نتيجة انحسار نهر الفرات ازدادت في الآونة الأخيرة عمليات التنقيب التي تقوم فيها فرق متخصصة في كل من سوريا والعراق وتركيا كذلك الأمر، وذلك بحثاً عن الكنوز الثمينة والمقتنيات الأثرية والتاريخية النادرة التي يقدر ثمنها بمليارات الدولارات.
ويشير مؤرخون ومصادر تاريخية متنوعة إلى أن سبب العثور على كميات كبيرة من الذهب مع انحسار نهر الفرات في الآونة الأخيرة يعود إلى أن سكان المدن الأثرية التي كانت متوارية تحت المياه كانوا يقتنون الذهب ويجمعونه في جرار محكمة الإغلاق.
ولفت المؤرخون إلى أن تلك الجرار والصناديق المصنوعة من الفخار ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على بريق ولمعان الذهب الذي تم العثور عليه في العديد من المواقع سواءً في العراق أو في سوريا.
وبحسب المصادر فإن كميات كبيرة من المعدن الأصفر الثمين والكنوز النفيسة من المرجح أن تكون متوارية في المياه وبانتظار التنقيب للعثور عليها.
كما لفت خبراء في مجال التنقيب إلى أن المواقع الأثرية في حال تم العثور عليها، فالكنوز والذهب من المؤكد أنها توجد بالقرب منها.
ونوهوا إلى أن المواقع الأثرية والمقتنيات والمدن القديمة جداً التي تعود إلى حقبة ما قبل الميلاد، تعتبر كنزاً ثميناً بحد ذاتها.