تواجه كثير من الدول معضلة التحول إلى الطاقة النظيفة، لا سيما في الاعتماد على السيارات الكهربائية، التي ترتفع تكلفتها دائما. لذا، تسعى شركات مثل لوسيد موتورز، إلى إنتاج بطاريات أقل سعراً، تساهم في تحقيق الأمر، لاسيما أن البطاريات العنصر الأعلى سعرًا في التكلفة الإجمالية.
ومع ارتفاع هذه التكلفة، وضعت شركة الاستشارات المالية الأميركية ماكنزي تقديرًا بألّا تتعادل تكلفة المركبات الكهربائية مع السيارات التي تعمل بالغاز، قبل عام 2025، لذلك تتسابق شركات كبيرة مثل تيسلا، وأخرى مثل لوسيد موتورز، لجعل سياراتها ميسورة التكلفة.
خطط لتصنيع سيارة رخيصة
رغم أن سعر السيارة “إير”، التي تنتجها شركة لوسيد، يبدأ من 169 ألف دولار، فإن الرئيس التنفيذي للشركة بيتر رولينسون، يرى أنه من الضروري التوجه نحو صناعة سيارة كهربائية معقولة التكلفة.
وعلى عكس الشركات ذات التاريخ الطويل، التي تعمل على تعزيز نطاق تصنيع وتوزيع سياراتها الكهربائية، تخطط لوسيد للعكس، فهي تسعى للتحول من تصنيع السيارة الأغلى، إلى إنتاج سيارة ذات بطارية قوية بتكلفة أقلّ، حسب بيزنس إنسايدر.
وقال الرئيس التنفيذي رولينسون، إن شركات أخرى تسعى لذلك، مثل لكزس وتيسلا، فقد بدأت العلامات التجارية الضخمة تطوير إنتاجها، لتجعله في متناول الناس بشكل تدريجي.
لوسيد على خطى تيسلا
بحسب إنسايدر، يمكن الآن شراء سيارة “طراز 3” من تيسلا، بسعر يبلغ 40 ألف دولار، وهنا يبرز الفارق الكبير بينها وبين طراز “إس”، الذي يبدأ من سعر 88 ألفًا و740 دولارًا.
في 2019، أوفى الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، بوعده –الذي قطعه منذ سنوات- بإنتاج نسخة من “طراز 3″، تكلفتها 35 ألف دولار، واللافت أن السيارة كانت من فئة النجوم الخمس، وبإمكانها السير لمسافة 220 ميلًا، لكنه سرعان ما سحبها، لأنها لم تجذب كثيرًا من العملاء.
ويسعى الرئيس التنفيذي لشركة لوسيد أن يحذو حذو ماسك، ولكن بشكل أسرع، وذلك من خلال زيادة حجم البطارية وخفض تكاليفها، إذ تكلف البطارية النموذجية أكثر من 100 دولار لكل كيلوواط/الساعة، وتستخدم السيارة “إير” بطارية بقوة 113 كيلوواط/ساعة.
خطط تدريجية لحفض التكلفة
من المتوقع أن تنخفض تكلفة البطاريات إلى نحو 92 دولارًا لكل كيلوواط/ ساعة، بحلول عام 2024، ما سيجعل المنافسة محتدمة بين الشركات المصنّعة للسيارات الكهربائية، بحسب تقديرات لوكالة بلومبرغ الأميركية.
وقال رولينسون: إن “الخطوة الأولى من خطة لوسيد هي رفع الكفاءة لجعل البطارية ذات عمر طويل، لكن الخطوة اللاحقة في قلب الأمور رأسًا على عقب.. يمكننا بعد ذلك إنتاج سيارة مثل إير بيور، النموذج الأساس للشركة، بسعر يبدأ من 77 ألفًا و400 دولار”.
وأضاف أن هناك حاجة إلى خفض تكلفة مجموعة البطاريات وخلاياها، من خلال التصنيع الشامل، لتوفير الحجم، لأن “حزمة البطارية أغلى مكون منفرد في السيارة الكهربائية.. نسعى لإنتاج سيارة تسير 400 ميل باستخدام حزمة طاقة أقلّ، وبتكلفة أقلّ”.
ويقول خبراء، إن الخطوة التالية ستكون تقليل المدى بشكل أكبر، خاصة أن معظم السائقين -نظرًا لرفع قدرات البنية التحتية للشحن، وكذلك عادات القيادة- لا يحتاجون سوى مدى يبلغ 250 إلى 300 ميل فقط.
وأبدى الرئيس التنفيذي لشركة لوسيد أمله في أن تتوفر أجهزة شحن سريعة، وهو أمر قد يساعده على إنتاج بطارية تسير 6 أميال بكيلوواط واحد في الساعة، وبهذا المعدل، تسير السيارة 150 ميلًا ببطارية قدرتها 25 كيلو واط/ الساعة، وستكون أصغر بكثير من أيّ سيارة تعمل بالطاقة اليوم.
لوسيد تبحث عن المنافسة
تأسست شركة لوسيد موتورز عام 2007، وكانت في البداية تحمل اسم “آتيفيا” لتصنيع بطاريات المركبات الكهربائية ومحركات لصالح شركات أخرى.
ولاحقًا في 2016، غيّرت الشركة علامتها التجارية لتحمل اسم لوسيد، وأعلنت رسميًا تطوير أول سيارة كهربائية فاخرة، كما أعلن مسؤولوها خططًا لبناء مصنع بتكلفة 700 مليون دولار، في ولاية أريزونا الأميركية.
المصدر: الطاقة