تقارير

ساحر في أعزاز السورية يكشف عن معلومات مذهلة.. لن تصدق ماذا وجِد بحوزته

ساحر في أعزاز السورية يكشف عن ضحاياه.. لن تصدق ماذا وجِد بحوزته

ألقي القبض في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، على رجل مسن يدعى “محمد مصطفى قاسم”، بتهمة امتهان السحر والشعوذة، وتسببه بالأذى لعدة عائلات، وصل إلى حد الطلاق.

ونشرت صفحات محلية فيديوهات تظهر استجواب الساحر بعد اعتقاله، من قبل مدير مركز “دار الشفاء” للرقية الشرعية في مدينة اعزاز، الشيخ محمود بزارة، واستعراض بعض الدفاتر والأوراق التي يستخدمها المتهم بالسحر.

كيف كُشف الساحر؟
قال الشيخ محمود بزارة، إنّ إحدى الفتيات أصيبت بالسحر، وكانت زوجة خالها من بين المشتبه بهم بالأمر، وبعد كشف ملابسات القضية، توجهت دورية من قوات الشرطة إلى منزل الساحر المتورط، واعتقلته وبدأت التحقيق معه.

وأشار الشيخ في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إلى أن الفيديوهات التي انتشرت لاستجواب المتهم بالسحر “محمد مصطفى قاسم”، هي جزء بسيط من حوار استمر لنحو 4 ساعات.

وضبطت الشرطة مع الساحر 6 دفاتر ذات حجم كبير، تحتوي على أسماء رجال ونساء، والغرض من السحر (تفريق وزرع البغضاء على سبيل المثال)، مع السعر، والمبلغ المقبوض.

والأسماء الموجودة ضمن الدفاتر، تعود لأشخاص يُراد تدبير السحر لهم، برفقة أسماء والداتهم، حيث لا تحتوي الدفاتر على أسماء الأشخاص أو الزبائن الذين أرادوا الإيقاع بالضحايا.

ومن ضمن المصادرات، دفتر مكتوب بخط يده يعود لنحو 30 عاماً، يحتوي على “طلاسم وأسماء جن وشياطين وجداول ونجوم سداسية”، وفي الصفحة الأولى من الدفتر كُتب: “باب سحر المحبة والتهييج”، بغرض تدبير السحر لرجل ما، من أجل أن تكون زوجته كل شيء بالنسبة له، ويتم اللجوء إلى هذا النوع من السحر، من قبل “الضرائر” بنسبة كبيرة.

وهناك أبواب ضمن الدفتر لبكاء الطفل، وألم الرأس، وآلام الأضراس، والتفريق والبغضاء، لكن الساحر يزعم أن عمله يختص بـ “جلب الحبيب، والتقريب بين الأزواج” بحسب وصفه.

وعُثر على قمصان وملابس داخلية ضمن منزل الساحر، كُتب عليها بعض “الطلاسم”، من قبيل “يا خُدّام هذه الطلاسم توكلوا بجلب فلان ابن فلان وتهييجه على فلانة بنت فلان”، فضلاً عن العثور على نحو 5 آلاف ورقة تتضمن “طلاسم” أيضاً.

هل وجِد ضحايا للساحر في الواقع؟
ذكر الشيخ محمود بزارة، أن بعض الأوراق التي وجدت في منزل الساحر، تضمنت عبارات هدفها إلحاق الضرر بالآخرين، مردفاً: “كُتب على إحدى الورقات: يا خُدّام، اجعلوا فلانة سمينة كالفيل، شنيعة كالخنزير، بشعة كالقتيل”.

وأضاف أن من ضمن ما عُثر عليه في منزل الساحر، علم نظام الأسد، وتعزية بوفاة باسل الأسد تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، وما زال محتفظاً بها حتى الآن.

وأكد الشيخ، أن أحد الضحايا ورد اسمه بشكل كبير ضمن الأوراق، وقد كان مسحوراً لأجل إطاعة زوجته، وفعل ما تطلب منه من دون تردد، مضيفاً أن الرجل طلّق زوجته فيما بعد.

كيف سيقاضى الساحر؟
وقال الشيخ محمود: “حكم الساحر في الشرع هو القتل، ولكن هناك الحد، والتعزير، فالحد هو ما جاء في كتاب الله، وعلى لسان النبي الكريم محمد، بقتل الساحر، أما التعزير فيرجع الأمر للقاضي، وممكن أن يصل حد التعزير إلى القتل”.

أما من الناحية القانونية في المنطقة، فلا يوجد مادة تجرّم السحر، فيتم مقاضاة الساحر بتهم النصب وإلحاق الأذى بالآخرين، وعادة يكون الحكم السجن لمدة 3 أشهر، وفي بعض الحالات يُمدد إلى 6 أشهر أو عام.

ومع ذلك يمكن تحقيق عدة فوائد من خلال كشف السحرة، حسب الشيخ، “كالتشهير بالساحر أمام الناس لتجنبه، وإيقان الناس بحقيقة وجود السحر، بما يسهّل من توعيتهم، إضافة لتحجيم عمل بقية السحرة، خوفاً على أنفسهم من الاعتقال”.

وأشار الشيخ محمود بزارة، إلى أنه يعمل بمجال الرقية الشرعية منذ 8 سنوات، وافتتح مركزاً لذلك قبل نحو عام ونصف، مضيفاً أن خطباء وأئمة المساجد مطالبون بتوعية العامّة بالأمر.

السحر في سوريا
تنتشر ظاهرة السحرة في سوريا سابقاً، وكان لهم صولات وجولات بسبب الاستعمال السياسي لهم، وقد نص قانون العقوبات السوري على فرض عقوبة لممارسة أعمال الشعوذة ومناجاة الأرواح وغيرهما بقصد الربح، وهي محددة بنص المادة 745، وتتمثل بالحبس من يوم إلى عشرة أيام وبغرامة مالية من 500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية مع وجود تشديد للمادة.

وبما أن مناطق الشمال السوري تتداخل مع تركيا، يمكن الإشارة إلى أن القانون التركي ينص على حظر جميع أشكال الاحتيال المالي في إطار قانون العقوبات الجنائية، بما في ذلك الاحتيال بوساطة أعمال السحر والشعوذة والعرافة، ويعاقب من تثبت تهمته بممارسة السحر بالسجن من 3 إلى 10 سنوات، إضافة إلى غرامات مالية.

والمادة رقم 158\1\A في القانون التركي تنص على أن عقوبة استغلال المشاعر الدينية في حال تم إثبات هذا الذنب بين سنتين إلى سبع سنوات حبس، وغرامة مادية تصل إلى خمسة آلاف ليرة تركية.

سبل إبطال السحر
في وقت سابق، قال الشيخ محمد سميع، عضو رابطة العلماء السوريين، خلال حديثه لموقع تلفزيون سوريا: “إن السحر هو مرض من الأمراض لا بد من علاجه، فإبطال السحر مطلوب وواجب، وتوجد آيات كثيرة في القرآن كآية الكرسي تبطل السحر، وأحاديث كثيرة فسرت السحر وطرق الشفاء منه، فالسحر داء وله دواء، لكن هذا الدواء يحتاج إلى أهل الاختصاص، وتوجيه الناس إلى الرقاة يجوز، لكن بشرط أن يكون الشيخ أو طالب العلم يرقي بالرقية الشرعية بقول الله وقول رسوله، وليس بالمشعوذين والكهان أو الذين حولوها إلى مهنة وجعلوها سبباً للتكسب ويعملون بالشعوذة وكتب علاج السحر التي تحتوي على الكذب والافتراء، أما القول المتناقل بين الناس، السحر لا يفكه إلا السحر، فهو باطل”.

المصدر : موقع تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى