يشبه الإوزة.. فريق بحثي يكشف عن أول ديناصور سبح في الماء

خلال قرنين من الاكتشافات في نطاق الحفريات الخاصة بالديناصورات، وجد الباحثون مئات التنويعات المختلفة لهذه الكائنات التي عاشت على الأرض أكثر من 230 مليون سنة، إلا أنه لم يتم العثور أبدا على أيّ من الديناصورات يمكنها السباحة والغوص، لكن يبدو أن فريقا بحثيا دوليا أنهى تلك القطيعة بكشف جديد أثار انتباه الوسط العلمي مؤخرا.

حيث كشف هذا الفريق، بحسب دراسة نشرت في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري بدورية “كوميونكيشنز بيولوجي” (Communications Biology) التابعة لمؤسسة “نيتشر” (nature)، عن حفرية محفوظة بشكل جيد وشبه مكتملة، تمكنوا من تحديد شكل طرفيها الخلفيين وأحد أطرافها الأمامية ومعظم جمجمتها وأغلب عمودها الفقري.

وقد وجدت حفريات هذا الديناصور الجديد في تكوين أحفوري سمي “هيرمين تساف” (Hermiin Tsav) في منغوليا في عام 2008 كجزء من بعثة الديناصورات الكورية المنغولية الدولية، بعد ذلك خُزنت العينات للفحص مستقبلا مع مئات الحفريات الأخرى.

غواص ماهر

وبحسب الدراسة الجديدة، فإن الهيكل العظمي لهذا الديناصور، الذي سمي “ناتوفيناتور بوليدونتاس” (Natovenator polydontus) كان قريبا للعديد من الطيور المائية الحديثة، أي التي تعيش حول الماء؛ تأخذ غذاءها من البحار أو الأنهار، وتمتلك القدرة على الغوص للقبض على الفريسة في الماء.

وقد أشارت الملامح الجسدية للناتوفيناتور إلى أنه كان يعيش كذلك حول الماء، حيث كان جسمه انسيابيا تماما مع أضلاع تشبه أضلاع البطاريق، وفك طويل بالكامل مليء بالأسنان الصغيرة، بشكل مؤهل للغوص في الماء لأجل اصطياد الفرائس.

وبعد الدراسة المفصلة وجد أن ناتوفيناتور ينتمي لطائفة من الديناصورات تسمى وحشيات الأرجل أو “الثيروبودا” (Theropoda)، وهي مجموعة متنوعة من الديناصورات التي مشت على القدمين الخلفيتين، مع طرفين أماميين لم يتم استخدامهما في الحركة والمشي.

تشمل هذه العائلة أكبر الحيوانات المفترسة على الإطلاق، منها التيرانوصور (تي ركس) واسع الشهرة بسبب أفلام السينما، ويبدو أن الناتوفيناتور بلغ طوله حوالي 30 سنتيمترًا فقط.

عائلة جديدة

ويقترح الباحثون أنه ربما كانت هناك عائلة كاملة من هذا النوع من الديناصورات التي سبحت وغاصت مثل الطيور المائية، خاصة أن هناك كشفا سابقا لحفريات شبيهة، لديناصور آخر سمي “هالسكارابتور” (Halszkaraptor)، تصور الباحثون أنه بحجم البطة إلا أن حفرياته لم تكن مكتملة بما يكفي للتأكد من قدراته على السباحة أو الغوص.

ويأمل الفريق البحثي أن يساعد هذا الكشف الجديد على المضي قدما في تقصي طبيعة هذا النوع العجيب من الديناصورات، حيث إننا ما زلنا لا نعرف بعد أي شيء عن الآلية التي سبحت بها تلك الديناصورات.

المصدر : مواقع إلكترونية + الجزيرة

Exit mobile version