عائلات اللاعبين في المعسكر.. قرار الركراكي الاستثنائي يصنع التاريخ للمغرب

قد تختلف الآراء حول فاكهة الأفوكادو، لكن يكفي الآن ذكرها في المغرب لتجد الجميع يتسارعون للحصول عليها، والسبب هو المدرب وليد الركراكي الذي قاد المغرب لإنجاز لا سابق له بأن يصبح أول منتخب عربي يصل إلى دور الثمانية في كأس العالم.

وبعد رحيل البوسني وحيد خليلوجيتش في أغسطس، أعلن الاتحاد المغربي التعاقد مع الركراكي الذي قاد الوداد إلى ثنائية الدوري ودوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي.

وانتقد البعض اختيار الركراكي لهذه المهمة، وتعرض للسخرية بوصفه رأس الأفوكادو للتقليل منه، لكن المدرب حليق الرأس أثبت بالدليل القاطع إمكاناته ليس فقط داخل الملعب بل وخارجه، وقدم المغرب أداء دفاعياً مذهلاً، وأجبر إسبانيا على الاكتفاء بتمريرات لا فائدة منها وبدون خطورة على المرمى ليخطف بطاقة التأهل إلى دور الثمانية بركلات الترجيح حيث سيواجه البرتغال.

ومع انطلاق البطولة في قطر، لفت المغرب الأنظار بعد تعادل مع كرواتيا وصيفة بطل العالم قبل أربعة أعوام، وبعد المباراة تحدث المدرب البالغ عمره 47 عامًا عن أن فريقه يجب أن يلعب بفاعلية ويطور عقلية الفوز في المباريات التالية، وأن المغرب سيحاول عبور المواجهة أمام بلجيكا ثم البحث عن التأهل إلى دور الستة عشر أمام كندا.

لكن المغرب صعق صاحبة المركز الثاني في التصنيف العالمي (بلجيكا) 0/2، ليصبح على بعد خطوة واحدة من دور الستة عشر للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986، وجاء الفوز على كندا ليعوض الركراكي عن عدم المشاركة في كأس العالم من قبل حيث أصبح أول مدرب عربي يتأهل إلى أدوار خروج المغلوب، وقال الركراكي إن الله منحه فرصة لصنع التاريخ كمدرب للمغرب، وسأل بكبرياء لماذا لا نحلم بالفوز بالكأس؟

وأوضح: “قلت لهم يجب أن نفخر بأنفسنا، إنها فرصة ربما لن تتكرر، لم ألعب في كأس العالم للأسف، حاولت في مرتين ولم أنضم للمنتخب، أعطاني الله الآن فرصة لصنع التاريخ كمدرب، أنا أسعد شخص في العالم، أعتقد أن الأفارقة يمكنهم الذهاب بعيداً، ولم لا نحلم بالفوز بالكأس؟ نحن نعطي حلماً للجيل القادم”.

ومنذ الدقيقة الأولى أمام إسبانيا كان يمكن لمن هم على دراية بالكرة المغربية معرفة أن المنتخب الأوروبي الفائز باللقب في 2010 تنتظره ليلة طويلة، فالركراكي اعتمد على الخليط المعتاد لفرق شمال إفريقيا الذي يجمع بين الأسلوب الدفاعي الملتزم والهجمات المرتدة، بقيادة حكيم زياش الذي عاد لصفوف المنتخب بعد تولي الركراكي المسؤولية مع عدة لاعبين آخرين، عقب خلافات مع المدرب السابق خليلوجيتش.

لكن دور الركراكي لم يتوقف عند أسلوب اللعب فهو يمنح لاعبيه الثقة ويحفزهم بطريقته الخاصة، وأقنع الركراكي لاعبيه بأنهم يلعبون لشعب المغرب، ومن أجل ذلك كان معسكر الفريق مختلفاً عن أي مرة سابقة، ففي الطبيعي يرغب أي مدرب في إبعاد لاعبيه عن المؤثرات الخارجية، لكن الركراكي اتخذ قراراً استثنائياً بإقامة عائلات اللاعبين معهم في المعسكر بقطر، وربما كان هو القرار الذي صنع الفارق مع المنتخب المغربي في المونديال.

وأبلغت والدة الركراكي محطة الرياضية المغربية التلفزيونية: “عشت حياتي في باريس لكنها المرة الأولى التي أحضر فيها بطولة لوليد كلاعب أو كمدرب”، وعلى الرغم من أن 14 من أصل 26 لاعبا في قائمة المغرب ولدوا في الخارج لكن لا يمكن أن تشعر سوى بانتمائهم الشديد.

وقال الركراكي لمحطة “بي إن سبورتس”: “قاتلنا وجعلنا الشعب المغربي سعيداً، صنعنا التاريخ والمغرب يستحق ذلك، الشعب المغربي جعلنا متحدين في الملعب”، ويمكن الشعور بالتقارب بين الركراكي ولاعبيه خلال الفترة المفتوحة للإعلام في تدريب المغرب، فهو لا يتعامل معهم كمدرب فقط بل كزميل كما يحبون ضربه على رأسه.

وقال الركراكي عن هذا الأمر: “يحبون ضربي على رأسي، ربما يجلب هذا لهم الحظ السعيد”.

وبإستاد الثمامة يوم السبت، ستأمل الجماهير المغربية والعربية في تحقيق مفاجأة جديدة أمام البرتغال بقيادة رأس الأفوكادو.

المصدر: البيان

اقرأ أيضاً: رئيس الـ”فيفا” يشيد بمونديال قطر: الأفضل على الإطلاق


أشاد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، بمنافسات دور المجموعات في نهائيات كأس العالم التي تستضيفها قطر، ووصفها بأنها كانت “الأفضل على الإطلاق”.

وأوضح إنفانتينو أن نتائج مباريات المجموعات الثماني كانت “مفاجئة”، كما أنها سجلت أرقاماً قياسية من حيث عدد المشاهدين من داخل الملاعب وعبر شاشات التلفاز حول العالم، إلى جانب الأعداد القياسية لمن حضروا مهرجان المشجعين في الدوحة.

وأشار إلى جودة لعب المنتخبات الـ32 التي تنافست في مرحلة المجموعات، لافتاً إلى “مستوى الشغف الذي كان حاضراً داخل جنبات المدرجات، وفي مهرجان المشجعين وحدائق المشجعين التي احتضنتها قطر”.

وقال: “لقد حضرت جميع المباريات. دعني أقولها بكل بساطة وبكل وضوح: هذه أفضل نسخة لمرحلة المجموعات في منافسات كأس العالم على الإطلاق، لذلك فإن هذه النسخة تعِد بالكثير في ما تبقى من عمر البطولة”.

وأضاف: “شهدت المباريات مستوى جيداً جداً داخل ملاعب من أروع ما يكون. لقد كنا نعلم ذلك من قبل، لكن علاوة على ذلك، فإن الجمهور كان مدهشاً وقد كان متوسط عدد المشجعين 51 ألفاً”.

وبلغت أعداد المتابعين عبر الشاشات التلفاز أرقاماً قياسية، حيث تخطى العدد ملياري مشاهد، و”هذا أمر مدهش”، بحسب رئيس الاتحاد الدولي للعبة.

وأردف: “2.5 مليون يملؤون شوارع الدوحة وبضع مئات الآلاف التي تتوجه للملاعب كل يوم، تشجع وتساند منتخباتها، إن الأجواء رائعة، والأهداف المسجلة ضرب من الخيال، والحماس لا يوصف، إضافة إلى المفاجآت”.

كذلك أكد رئيس الفيفا أن “مستوى اللعب متقارب للغاية، ونشهد لأول مرة في التاريخ تأهل منتخبات من القارات كافة إلى مرحلة خروج المهزوم، وهذا يعني أن كرة القدم في طريقها إلى أن تصير لعبة عالمية بحق”.

وأعرب عن أمله في أن “تتواصل منافسات كأس العالم وتنتهي كما بدأت بنجاح منقطع النظير”، مضيفاً: “أنا واثق من أننا سنصل إلى 5 ملايين مشجع حول العالم، في ما يتعلق بالحضور داخل الملاعب، فإن التذاكر بيعت عن آخرها، والملاعب تمتلئ بملء طاقتها الاستيعابية، كما أن مهرجانات المشجعين ومختلف مناطق المشجعين تزدحم بالمشجعين”.

وكالات

Exit mobile version