أكد وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، اليوم الاثنين، أن إنجاز الخط السككي الرابط بين مراكش وأكادير يعد من أولويات مخطط المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي يروم تغطية كامل التراب الوطني بالشبكة السككية على المديين المتوسط والبعيد.
وأوضح عبد الجليل، في معرض جوابه على أسئلة شفوية بمجلس النواب، أن المكتب أنجز مختلف الدراسات الأولية المتعلقة بالمشروع، خاصة منها دراسة البنية التحتية، والهندسة المدنية، وأشغال المسح الطوبوغرافي.
وأشار إلى أن هذا الربط يستلزم تعبئة اعتمادات مالية تناهز 50 مليار درهم، وأن البرمجة الزمنية للمشروع رهينة بإيجاد الحلول المناسبة لتمويل المشروع، من خلال تضافر جهود جميع المتدخلين.
وقال إن الوزارة والمكتب الوطني للسكك الحديدية مجندان من أجل دراسة كل الإمكانيات المتاحة لتمويل هذا المشروع المهيكل، بما في ذلك الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وذكر وزير النقل واللوجيستيك بأن مخطط المكتب الوطني للسكك الحديدية يروم إنجاز 1300 كلم جديدة من الخطوط فائقة السرعة و3800 كلم من الخطوط الكلاسيكية، الأمر الذي من شأنه ربط 43 مدينة.
“أبهر العالم” أسرع قطار في المنطقة العربية وأفريقيا.. ماذا تعرف عن “البراق فائق السرعة” الذي سيشغله المغرب على طاقة الرياح؟
يعتزم المغرب زيادة نسبة الطاقة المتجددة النظيفة في القطار فائق السرعة، الذي سُمي “البراق” وأُعلن بدء تشغيله أمس الأحد، من 25% إلى 50% العام المقبل، حسبما ذكرت وسائل إعلام عديدة، نقلًا عن بيان مكتب السكك الحديدية في البلاد.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلنا بدء العمل على القطار فائق السرعة في ديسمبر/كانون الأول من عام 2018، على أن يبدأ باستبدال نسبة 25% من احتياجاته من الوقود الأحفوري بالنظيف في 2022، تزيد إلى 50% في 2023.
ويمتد القطار فائق السرعة في المغرب على مسافة 350 كيلومترًا بين مدينتي طنجة والدار البيضاء؛ ثم يصل إلى مدينة مراكش عام 2025، وفق خطة المشروع.
القطار فائق السرعة في المغرب
قال مكتب السكك الحديدية المغربية، في بيان إعلان بدء تشغيل قطار “البراق”: “إنه مشروع ضمن مساعي المملكة لتحقيق تحول الطاقة، والحياد الكربوني؛ إذ يخفض الانبعاثات بنحو 120 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا على المدى القصير”.
وأشار البيان إلى أن تلك الكمية من الانبعاثات الكربونية التي سيتجنبها المغرب بفضل قطار البراق تعادل زراعة 4 ملايين شجرة.
يُذكر أن المغرب يخطط لتوليد 52% من مزيج طاقته من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
وبلغت تكلفة المشروع أكثر من ملياري دولار، واستغرق إنجازه نحو 11 عامًا، ونفذته مجموعة “آلستوم” الفرنسية.
تعوّل الرباط على الطاقة المتجددة بوصفها مصادر الطاقة المستقبلية، ويساعدها في ذلك قربها من الدول الأوروبية، وإمكان تصدير الكهرباء المُولدة من الشمس والرياح إليها.
وتدشّن شركة “إكس لينكس” -حاليًا- خط نقل تحت سطح البحر، وسيكون الأطول في العالم، لنقل كهرباء المملكة المغربية، شمال غرب أفريقيا، بألفيرديسكوت القريبة من نهر بارنستابل في مقاطعة ديفون البريطانية، بطول 2360 ميلًا، واستثمارات بنحو 16 مليار جنيه إسترليني (21.7 مليار دولار أميركي).
ومن المتوقع أن تزوّد كهرباء المغرب 7 ملايين منزل بريطاني بحلول عام 2030، خاصة أن الدولة الأفريقية تتمتع بمعدلات سطوع شمس لمدد أطول من نظيرتها الأوروبية.
سطوع الشمس
يصل معدل سطوع الشمس في بريطانيا إلى 1500 ساعة سنويًا، بينما يصل في المغرب إلى 3500 ساعة سنويًا؛ وهذا ما يمكّن المغرب من توليد كهرباء متجددة تفوق بريطانيا بمقدار 3 أضعاف، كما يفوق هبوب الرياح في المغرب أوقات ذروة هبوبها في بريطانيا؛ لذلك سيغطي المشروع 8% من احتياجات الكهرباء في بريطانيا عند اكتماله.
وأشار تقرير لموقع “جون أفريك” عن الطاقة المتجددة في المغرب، نهاية الشهر الماضي، إلى أهمية المملكة لأوروبا في مجال إنتاج الهيدروجين، بوصفه أحد مصادر الطاقة النظيفة التي تتسم بارتفاع أسعارها حتى الآن.
وقال التقرير: “إن موارد الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، ووجود خطوط أنابيب الغاز، وقرب شمال أفريقيا من أوروبا، عوامل ترجّح أنها الحل الأكثر كفاءة وتنافسية للقارة العجوز، إذ ما زال إنتاج الهيدروجين الأخضر أغلى من الوقود الأحفوري 4 إلى 5 مرات تقريبًا”.
قطارات “البراق”
ومن خلال هذا التحول البيئي، يضيف البلاغ، ينخرط المكتب في الاستراتيجية الطاقية الوطنية التي تنهجها المملكة تحت قيادة الرشيدة الملك محمد السادس، والتي تضع الطاقات المتجددة في قلب المزيج الطاقي لبلادنا.
وتتوقع هذه الاستراتيجية الرفع من حصة الموارد المتجددة لتهم أزيد من 52 في المائة في أفق 2030 من القدرة الكهربائية المنشأة من مصادر متجددة، لتصبح المملكة بذلك من أكثر الدول الناشئة التزاما بتطوير الطاقات النظيفة.
وذكر المكتب، في هذا الصدد، أنه يسعى ضمن سياسته الطاقية واستراتيجيته المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية إلى العمل على تفعيل الإجراءات الخاصة بالانتقال الطاقي التدريجي وحذف الكربون.
كما يعمل على بلورة العديد من المبادرات الاستباقية التي تكرس رؤيته والتزامه البيئي، ومن ضمنها التصديق التدريجي لمختلف مواقع الشبكة وفقا لمعايير ISO 14001 وISO 50001، والإجراء المنتظم لدراسات التأثير البيئي بالنسبة لجميع المشاريع الكبرى، وكذا القيام بإنجاز تقييم سنوي لإصدار الكاربون، واعتماد نظام السياقة-الإيكولوجية، واستخدام اللوحات الشمسية البديلة في المحطات والمباني.
وأشار المكتب إلى أنه يشرع، بفضل الطاقة النظيفة التي سيزوده بها أحد الفاعلين الوطنيين الرائدين في المجال، في التحول الأخضر لدورة الإمداد الطاقي للشبكة، من خلال استبدال الكهرباء بالطاقة النظيفة، مما سيمكنه على المدى القصير من تحسين بصمته الكربونية بشكل عام، بما يوازي سنويا تجنب نحو 120 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، أو ما يعادل زرع 4 ملايين شجرة.
وأبرز المصدر ذاته أنه اعتبارا لكون السفر عبر القطار يعد إحدى أفضل الوسائل للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، لأنه يصدر في المتوسط 25 إلى 30 في المائة من الغازات الدفيئة أقل مقارنة مع وسائل النقل الأخرى، “يراهن المكتب على تشغيل جميع قطاراته مستقبلا بالطاقة النظيفة.
وستكون قطارات ‘البراق’ الأولى التي تقدم رحلات صديقة للبيئة، باستخدام الطاقة الريحية بنسبة 100 في المائة، لتصبح بذلك بمثابة دعوة لسفر أفضل، أكثر مسؤولية تجاه البيئة، ولتنقلات أكثر راحة وأمانا وسرعة وبتكلفة بيئية جد منخفضة”.
ماذا سيجني المغرب من قطار فائق السرعة؟
“البراق”، قطار فائق السرعة يعد الأول من نوعه أفريقيا وعربيا، وتصل سرعته إلى 375 كيلومترا في الساعة، وهو ثمرة اتفاق بين المغرب وفرنسا عام 2007، قدمت فيه شركة “ألستوم” الفرنسية 12 قطارا متطورا للمغرب، ورُكبت قطعها في ورشة أنشئت بطنجة كمشروع جانبي متخصص بإصلاح القطارات الفائقة السرعة.
أسعار متفاوتة
ينطلق القطار من محطات جديدة خضعت للإصلاح في كل من طنجة والقنيطرة والرباط والدار البيضاء، فتحوّلت لمراكز ذات خدمات أشمل، مثل المقاهي وأماكن التسوق وقاعات مزودة بالإنترنت.
أسعار تذاكره متفاوتة، إذ تبدأ من خمسة دولارات ولا تتجاوز أربعين دولارا في الدرجتين الأولى والثانية، بحسب نظام التعرفة أو أوقات الذروة والفئات العمرية المستفيدة.
ويمكن القطار من اختصار الوقت إلى ساعتين عوضا عن أربع ساعات و45 دقيقة كان يقطعها الراكب من طنجة إلى الدار البيضاء، وساعة وعشرين دقيقة بين طنجة والرباط عوضا عن ثلاث ساعات و45 دقيقة.
ويتولى قمرة قيادة “البراق” 42 سائق قطار مغربيا، خضعوا للتدريب في المعهد السككي المغربي الذي تأسس عام 2015.
ومن شأن قطار “البراق” الذي افتتحه ملك المغرب محمد السادس رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أن يقلص الزمن والمسافة بين المدن المنتجة لثلثي الدخل الخام المغربي.
وقد شكلت الجدوى الاقتصادية للقطار الفائق السرعة موضع جدال، خاصة في وقت تشهد فيه مناطق شمال المغرب زخما في هجرة الشباب غير النظامية نحو أوروبا.
آثار اقتصادية
ويشيد أستاذ الاقتصاد عمر التيجاني بالآثار الاقتصادية الإيجابية القريبة المدى للمشروع، قائلا إنه “رغم اللغط حول جدواه، لكن من وجهة ميكرواقتصادية لا توجد وسيلة أفضل تسرع الدينامية بين محوري الاقتصاد المغربي المنتجين لأكثر من ثلثي الدخل الخام”.
و يوفر “البراق” حوالي ثلاثة آلاف فرصة عمل لكوادر بشرية، تلقى بعضها تدريبات خاصة في تقنيات السرعة الفائقة خارج المغرب أو في معهد التكوين السككي المغربي.
ويطمح المغرب من مشروعه النوعي إلى أن يلعب دور الوسيط الاقتصادي بين القارة السمراء وأوروبا، وقد أهله موقعه الإستراتيجي لجذب مشاريع استثمارية ضخمة، كان آخرها مشروع لتوليد الطاقة الشمسية في طنجة. كما يخطط لنقل تجربته في مضمار السكك الحديدية إقليميا بعد تطوير منظومة صناعية سككية خاصة به.
المصادر : مواقع الكترونية عربية