يجني أرباحاً طائلة.. سوري يحقق نجاح باهر ويؤسس أول مشروع لزراعة الفراولة

يجني أرباحاً طائلة.. سوري يحقق نجاح باهر ويؤسس أول مشروع لزراعة الفراولة

“زراعة الفراولة تتطلب مجهوداً كبيراً مقارنة مع ما نفعله مع الفاكهة الرائجة بالمنطقة، لكننا عازمون على توسعة مشروعنا”، هكذا لخص السوري رامي صولاق تجربته مع زراعة هذه الفاكهة الجديدة على محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

بعد تعلمه في تركيا.. سوري يحقق نجاح باهر ويؤسس أول مشروع لزراعة الفراولة في إدلب

وصولاق، سوري من أبناء المكون التركماني، وهو أول من زرع الفراولة في إدلب، حيث تعرف أيضاً باسم “الفريز”.

تعلم في تركيا
وبدأ صولاق تعلم أساليب وتقنيات زراعة الفراولة بولاية هطاي التركية بعد لجوئه إليها على وقع الحرب في بلاده، ثم استقر في بلدة “يايلاداغي” التركية الحدودية مع بلده.

بعد تعلمه في تركيا.. سوري يحقق نجاح باهر ويؤسس أول مشروع لزراعة الفراولة في إدلب

وينحدر صولاق من منطقة “بايربوجاق” ذات الغالبية التركمانية في محافظة اللاذقية السورية، ووقعت معظم قرى المنطقة بيد قوات النظام السوري في 2016، بفعل الدعم الجوي الروسي.

وفي 2017، أطلقت السلطات المحلية في بلدة “يايلاداغي”، مشروعاً زراعياً يستهدف إعطاء دورات لأبناء “بايربوجاق” في تعلم أساليب وتقنيات زراعة الفراولة.

بعد تعلمه في تركيا.. سوري يحقق نجاح باهر ويؤسس أول مشروع لزراعة الفراولة في إدلب

ورغم أن أبناء “بايربوجاق” ملمون بالزراعة بشكل كبير؛ إلا أن إنتاج الفراولة لم يكن رائجاً لديهم بسبب الطبيعة الباردة لمناطقهم الجبلية المرتفعة، غير الصالحة لزراعة فاكهة من هذا النوع.

وخضع صولاق لدورات تعليمية مكثفة في تعلم أساليب رعاية الفراولة وطرق زراعتها وسقايتها وحمايتها من الحشرات والأعشاب الضارة، وجني محصولها.

وبعد أن تقدم في هذا المجال، واكتسب المعرفة الكافية والمهارة في أصول زراعة الفراولة، قرر صولاق نقل هذه التجربة الثرية إلى الداخل السوري في منطقة إدلب.

انطلاقة مبشرة
وزرع صولاق 50 ألف شتلة فراولة في إدلب في سبتمبر/ أيلول الماضي على مساحة 10 دونمات، وينتظر بفارغ الصبر موسم قطاف ثمارها في أبريل/ نيسان المقبل.

وعن خطوات تأسيس أول مشروع زراعة فراولة في إدلب، قال صولاق :”بحثنا عن منطقة مناسبة لزراعة الفراولة”.

وأضاف، في حديث لوكالة الأناضول، أن “العمل في زراعة الفراولة يعد شاقاً، فهو يتطلب مجهوداً كبيراً مقارنة مع زراعة الفاكهة الرائجة بالمنطقة”.

وأردف: “نواجه صعوبات في الحصول على بعض المواد الأساسية، وخاصة السماد الذي لا يمكن إيجاده في كل حين ولحظة بالمنطقة”.

واستدرك صولاق: “فهذه منطقة حرب كما تعلمون، حيث أن صواريخ وقذائف قوات النظام السوري التي تستهدف المنطقة تشكل عائقا أمام عملنا”.

ومع ذلك، أعرب عن أمله في تطوير المشروع العام المقبل، عبر زيادة المساحات المزروعة في المنطقة، 10 أضعاف.

فرصة مهمة

وعن سبب اختياره منطقة إدلب، أوضح المزارع السوري أنه كان يمنّي نفسه بزراعة الفراولة في قريته بمنطقة بايربوجاق.

واستدرك قائلاً: “لكن قوات النظام سيطرت على مناطق واسعة بالمنطقة خلال السنوات الماضية، ولا يمكنه العودة إليها في الوقت الحالي”.

وعن تأثير المشروع على إدلب، لفت المزارع إلى أن مشروعه وفّر 15 فرصة عمل لأبناء المنطقة بينهم رجال ونساء.

من جانبها، أكدت خالدية سيدو، وهي إحدى السيدات التي تعمل في المشروع تحت إشراف صولاق، أن الظروف المعيشية بالمنطقة صعبة بسبب وطأة الحرب.

وأضافت لوكالة الأناضول: “أحمد الله أني وجدت فرصة للعمل في مشروع الفراولة الذي يشكل مصدر دخل لي ولأسرتي”.

بدورها، تمنت سلوى الكردي، هي الأخرى النجاح للمشروع الوليد في المنطقة، آملة في ازدياد فرص العمل بإدلب للنهوض بالواقع المعيشي.

ولفتت الكردي إلى أن زوجها معتقل لدى النظام السوري، وقالت إن “الظروف المعيشية صعبة في إدلب بسبب الحرب، وفي غياب زوجي أعمل على تربية ورعاية أبنائي الخمسة بمجهودي الفردي، وأحمد الله على انطلاق هذا المشروع”.

ومنذ 2011، تشهد سوريا حرباً بدأت إثر تعامل نظام بشار الأسد بقوة مع ثورة شعبية خرجت ضده في 15 مارس/ آذار من العام ذاته، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.

وفي 5 مايو/ أيار 2020 توصلت موسكو وأنقرة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، إلا أن قوات النظام تقوم بخرق الاتفاق بين حين وآخر.

اقرأ : الفراولة.. زراعة جديدة في عفرين تعد المزارعين بمستقبل أفضل

يجول ناصر المحمد في حقل الفراولة الخاص به في كل صباح، حيث يقضي بعض الساعات في جني المحصول وتجهيزه وإرساله إلى السوق المحلية، كفاكهة محلية طازجة، وذلك بعد قيام المكتب الزراعي في عفرين بإطلاق مشروع تجريبي يهدف لإدخال زراعة الفراولة إلى منطقة عفرين، وقبول ناصر في المشروع.

أسباب إطلاق المشروع ومساحته وعدد المزارعين وشروط القبول

بحسب سليمان السليمان “مدير المكتب الزراعي في عفرين” فإن نجاح زراعة الفراولة في الأراضي التركية المجاورة لمنطقة عفرين دفع المكتب للتفكير بنقل هذه الزراعة إلى المنطقة لتنويع المحاصيل الزراعية وتحسين دخل المزارعين.

وشمل المشروع التجريبي 18 دونماً موزعة على منطقتي جنديرس وعفرين بريف حلب الشمالي، لكل مزارع دونم واحد، واشترط لقبول المشروع أن يمتلك المزارع أرضاً خصبة ومصدرا مائيا دائما؛ لكون الفراولة من المحاصيل المرورية، فضلاً عن التفرغ التام لمتابعة المشروع من قبل أحد أفراد العائلة المقبولة ضمن المشروع، وأشرف على تنفيذ المشروع التجريبي كل من المكتب الزراعي في عفرين ومنظمة “تيكا” التركية.

صعوبات قليلة وتشجيع كبير للمزارعين
وبما أن زراعة الفراولة جديدة كلياً في منطقة عفرين فكان الجهل في زراعتها والعناية بالشتول وكيفية ومواعيد قطاف الثمار من أبرز المصاعب التي واجهت المزارعين، لكن المكتب الزراعي والمنظمة الداعمة كانا على تواصل مباشر ومستمر مع المزارعين فضلاً عن الإشراف المباشر على الشتول عبر فرق دورية تزور الأراضي المشمولة في المشروع، الأمر الذي خفف من المصاعب التي واجهها المزارعون وأكسبهم الخبرة في زراعة الفراولة.

في المقابل ولتشجيع هذه الزراعة قُدمت الشتول مجاناً للمزارعين في المشروع التجريبي، بالإضافة لشبكات الري بالتنقيط والأسمدة والأدوية وحراثة الأرض وكل مستلزمات هذه الزراعة من قبل المنظمة التركية الداعمة.

فضلاً عن قيامها بتوظيف مهندسين زراعيين رافقوا المزارعين في الدورة الزراعية ابتداءً بغرس الشتول وانتهاءً بجني المحصول مقدمين لهم التعليمات والتوجيهات المباشرة في كل خطوة.

آراء المزارعين
يعتبر ناصر بأن التجربة الأولى كانت ناجحة للغاية ويقول بأنه يأمل بأن يزرع في العام المقبل كامل أرضه والبالغة أربعين دونماً، إن توفرت الشتول، وذلك بعد نحاج الدونم الذي زرعه هذا العام كتجربة.

يقول المحمد: كنا نزرع القمح والشعير والشوندر السكري في السابق لكن سننتقل إلى زراعة الفراولة كلياً لكونها سهلة وممتعة ومربحة.

ويضيف المحمد: “تعتبر زراعة الفريز من الزراعات السهلة فيكفي وجود عاملين لجني الثمار من دونم واحد خلال أقل من ساعة”، حيث يتم جني المحصول مرة كل ثلاثة أيام، وينتج الدونم الواحد وسطياً بحسب المزارع ناصر المحمد قرابة 20 كيلوغراما، أي ينتج الدونم الواحد قرابة 200 كيلوغرام من ثمار الفراولة شهرياً، ويباع الكيلو غرام الواحد بـ 15 ليرة تركية في أسوأ الحالات.

ويردف المحمد:” في الزراعات الموسمية كالقمح والشعير يضيق الحال بالمزارع لعدة أشهر حتى جني المحصول لمرة واحدة في العام، أما زراعة الفراولة فهي مختلفة كلياً وتشكل مصدر دخل مستمر للمزارع” .

ويضيف:” أنا مثلاً زرعت الفراولة في شهر تشرين الأول من العام الفائت وبدأت بجني المحصول في شهر آذار هذا العام ومازلت مستمراً بجنيه حتى الآن وربما لعدة أشهر مقبلة، فمحصوله يدوم لستة أشهر”.

أيضاً حسين الجابر وهو أحد مزارعي سهل الروج بريف إدلب أعرب عن إعجابه في المشروع، ونيته نقله إلى منطقته في العام المقبل، لكن غياب الدعم الزراعي والخوف من فشل المشروع وما يترتب عليه من خسائر مادية سيجعله يزرع نصف دونم كتجربة أولى فقط.

هذا وتعتبر الفراولة من الفاكهة اللذيذة والغنية بالسعرات الحرارية والكربوهيدرات وتباع طازجة ومجمدة ويمكن تصديرها لكثير من البلدان التي لا يمكن زراعتها فيها كدول الخليج العربي مثلاً، ومن المتوقع أن تحدث زراعة الفراولة نقلة نوعية في الزراعات المروية في منطقة عفرين ذات الأراضي الخصبة والمياه الوفيرة.

مواقع عربية وأجنبية

Exit mobile version