أحدث صور من الأقمار الاصطناعية تكشف بدء السعودية بناء “ذا لاين” في نيوم
كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن بدء الأعمال الإنشائية لمشروع “ذا لاين” بمدينة نيوم السعودية العملاقة على شواطئ البحر الأحمر.
وبحسب ما نقل موقع “باراميتريك أرتكتشر” عن “سور إيرث”، أظهرت الصور التي التقطت بطائرة بدون طيار في أكتوبر أساطيل من الجرافات والشاحنات والحفارات وهي تعمل على الأساسات بموقع مدينة “ذا لاين”.
“وذا لاين” هي المدينة السكنية الرئيسية في مشروع نيوم الذي يعتبر جزءا أساسيا في خطة التحول الوطني للمملكة “رؤية 2030” لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.
بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، تعكس تصاميم “ذا لاين” بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95 بالمئة من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمئة لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية.
وذكر موقع ” باراميتريك أرتكتشر” أن لقطات الأقمار الصناعية يمكن رؤيتها على “سور إيرث”، لكن المنطقة ذاتها لا تظهر على خرائط “غوغل إيرث”. وأثار الموقع تساؤلات بشأن ما يمكن لتقنية الأقمار الصناعية عالية الدقة الوصول إليه من عدمه.
وقال الموقع إنه إذا لم يظهر أكبر موقع بناء حضري على هذا الكوكب على خرائط “غوغل”، فما الذي لا يمكننا رؤيته أيضا؟
كان موقع “إم آي تي تكنولوجي ريفيو” قد نشر الصور من قبل “سور إيرث، وهي شركة أسترالية ناشئة تجمع صور الأقمار الصناعية وخرائط رقمية عبر الإنترنت.
وأشارت اللقطات إلى أن العمال قد حفروا بالفعل حوالي 26 مليون متر مكعب من الأرض والصخور – أي 78 ضعف حجم برج خليفة الأطول في العالم.
تحصل غوغل على صور الأقمار الصناعية الخاصة بها من مجموعة من مقدمي الخدمات، بما في ذلك الأقمار الصناعية الحكومية مثل “لاند سات” في الولايات المتحدة و”سينتال 2″ التابع للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مزودي الخدمات التجارية مثل “ماكسار” و”بلانيت”.
بينما كانت الصور ذات الدقة المنخفضة من “لاند سات” و”سينتال 2″ متاحة للتنزيل، مما يؤكد حدوث بعض أنشطة البناء، يبدو أن شركة خاصة واحدة على الأقل قد توقفت عن التقاط صور عالية الدقة لموقع “ذا لاين” في وقت ما في شهر مارس قبل شهر واحد من بدء الأعمال، بحسب موقع “إم آي تي تكنولوجي ريفيو”.
ويتمثل أحد الاستخدامات التجارية الرئيسية لصور الأقمار الصناعية في مساعدة الشركات على فهم كيفية أداء منافسيها أو البلدان بأكملها في السوق العالمية، فعلى سبيل المثال معرفة “عدد الرافعات النشطة في أفق مانهاتن الآن أو عدد ناقلات النفط في الميناء”، حسبما قال جامون فان دين هوك، وهو أستاذ الجغرافيا بجامعة ولاية أوريغون.
وقال دين هوك: “إذا لم تكن هناك صور ماكسار في منطقة تشهد استثمارًا اقتصاديًا سريعًا، فإن شيئًا مريبًا يحدث”.
ومع ذلك، تبدو الآراء متضاربة في هذا الشأن دون أن يتفق الخبراء على تفسير واضح. وقال أستاذ الجغرافيا بجامعة وستمنستر في لندن، دوغ سبيخت، “رد فعلي الفوري هو أن لا أحد يزعج نفسه بالدقة العالية؛ لأنها (منطقة) تقع في وسط صحراء وأن الصور عالية الدقة مكلفة للغاية لامتلاكها وتوزيعها”.
ومن أهم مواصفات مدينة “ذا لاين” أن عرضها يبلغ 200 متر فقط على امتداد 170 كيلو مترا وارتفاعٍ يبلغ 500 متر فوق سطح البحر.
وستُبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو متراً مربعاً وستتسع لنحو 9 ملايين نسمة، وهو أمر غير مسبوق تماماً في مدنٍ بهذا الحجم.
وقال كبير مديري المكتب الإخباري في شركة ماكسار، ستيفن وود، “ليس لدينا أي صور حديثة عالية الدقة تم جمعها في هذه المناطق”.
وأضاف أن الشركة تركز في المقام الأول على مجالات اهتمام عملائها، ولكن “عندما يتوفر لدينا وقت التصوير، سنجمع مناطق أخرى كجزء من مهمتنا الشاملة لتحديث العالم بأسره باستمرار بصور عالية الدقة.
وأوضح: “نميل إلى التركيز أولا على تلك المناطق التي تُظهر أكبر قدر من التغيير، ولكننا سنملأ تلك المناطق الأخرى من العالم أيضا”.
المصدر: الحرة
اقرأ : بتكلفة بسيطة.. ابتكار بطارية جديدة ذات سعة فائقة وعمر طويل للهواتف المحمولة
ابتكر باحثون نوعاً جديداً من البطاريات يحمل أربعة أضعاف كمية الطاقة الموجودة داخل بطاريات «الليثيوم أيون» التقليدية، وبتكلفة بسيطة جداً.
ففي اختراق علمي من شأنه إحداث تغييرات في مجالات كثيرة، تمكّن باحثون في إحدى الجامعات الأسترالية من تطوير نوع جديد من البطاريات تتمتع بمواصفات فريدة.
وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية الثلاثاء، إن باحثين ابتكروا نوعاً جديداً من البطاريات يحمل أربعة أضعاف كمية الطاقة مقارنة ببطاريات “الليثيوم أيون” المستخدمة حالياً في الأجهزة المحمولة.
وأضافت أنه باستخدام تقنية جديدة لبناء بطاريات الصوديوم والكبريت، تمكن فريق من جامعة سيدني في أستراليا من إنشاء بطارية فائقة السعة وطويلة العمر.
البطارية الجديدة بحسب المصدر، صُنعت باستخدام الصوديوم والكبريت من الملح المصهور الذي يمكن الحصول عليه من مياه البحر، مما يعني أنها أيضاً أقلّ سميّة وأضراراً بيئية من بطاريات “الليثيوم أيون” الموجودة حالياً في كل شيء من الهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية.
ويرى العلماء المشرفون على تطوير البطارية أن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تساهم بالانتقال إلى اقتصاد خال من انبعاثات كربون، كما يأملون في مواصلة تحسين تكنولوجيا البطاريات بهدف تسويقها في نهاية المطاف.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور شينلونج جاو من كلية الهندسة الكيميائية والجزيئية الحيوية بالجامعة: “تتمتع بطارية الصوديوم لدينا بالقدرة على خفض التكاليف بشكل كبير مع توفير أربعة أضعاف سعة التخزين”.
وأضاف أنه عندما لا تكون الشمس مشرقة ولا يهب النسيم، نحتاج إلى حلول تخزين عالية الجودة لا تكلف الأرض ويمكن الوصول إليها بسهولة على المستوى المحلي أو الإقليمي”.
اقرأ : هواوي تبيع تراخيص تقنيات الجيل الخامس من خدمات المحمول إلى منافسيها
أعلنت شركة هواوي عقدها شراكة جديدة مع شركة أوبو، والتي تتضمن تبادل تراخيص تقنيات مختلفة في مجالات الاتصالات وخاصة على مستوى شبكات الجيل الخامس من خدمات المحمول 5G، وذلك بعد تقارير عن بيع هواوي لترخيص استخدام تقنيات 5G إلى العملاق الكوري “سامسونج إليكترونيكس”.
أوضحت هواوي، بحسب بيان رسمي، أن شراكتها الجديدة مع أوبو ستفتح المجال أمام الشركتين لتطوير المزيد من المنتجات والخدمات التنافسية المميزة للمستخدمين، بحسب تصريح آلان فان رئيس قطاع حقوق الملكية الفكرية بهواوي.
إلى جانب ذلك، أشار آدلير فينج، مدير قطاع حقوق الملكية بأوبو، إلى أن الشراكة الجديدة هي “خطوة رابحة للطرفين تمهد الطريق أمام إنشاء بيئة صحية لتبادل حقوق الملكية واستغلالها بشكل يفيد السوق التقني، ويحترم القيمة التي تقدمها جميع الأطراف”.
وبحسب موقع GSMarena، فإن الشراكة الجديدة ستفيد هواوي في تسويق خبراتها الطويلة في مجال صناعة وتطوير تقنيات الاتصالات وخاصة في سوق شبكات 5G، وتقديم تلك الخبرة إلى أوبو، في المقابل ستستفيد من خبرات أوبو في مجال تقنيات الفيديو والصوتيات المتطورة.
وأشار موقع “نيكاي آسيا” إلى أن هواوي أعلنت بيع ترخيص استخدام تقنياتها في مجال 5G إلى العملاق الكوري “سامسونج إليكترونيكس”، وتعد تلك المرة الأولى التي يخرج تصريح رسمي من العملاق الصيني بشأن ترخيص تقنياتها في مجال الاتصالات إلى منافستها الكورية الجنوبية، خاصة أن سامسونج حاولت على مدى الفترة الماضية، تعزيز دورها في سوق تقنيات الاتصالات اللاسلكية، مع الغياب الواضح لغريمتها الصينية.
محاولات تخفيف الضغط
وتعد خطوة بيع ترخيص استخدام تقنيات هواوي للاتصالات إلى شركات منافسة هي حلقة جديدة من سلسلة إجراءات تعمل الشركة الصينية مؤخراً على اتخاذها لتخفيف الضغط المتزايد من جانب الحكومة الأميركية عليها في مجال صناعة تقنيات الاتصالات والشبكات اللاسلكية، على خلفية الاتهامات الموجهة إليها بالتجسس على الأميركيين وعلاقتها المشبوهة بالحزب الصيني الحاكم.
يذكر أن تقريراً نشرته مجلة “بوليتيكو” الأميركية في نوفبمر الماضي، قد أكد أن شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي تعمل على التخلص من جماعات الضغط الغربية الخاصة بها، فضلاً عن تقليص عملياتها الأوروبية، لتعلق طموحاتها في الريادة العالمية.
وقالت المجلة نقلاً عن مقابلات أجريت مع أكثر من 20 موظفاً حالياً وسابقاً ومستشارين استراتيجيين للشركة قولهم، إن “أسباب القيام بذلك لا علاقة له بالإمكانات التجارية للشركة، إذ لا تزال هواوي قادرة على تقديم التكنولوجيا المتطورة بتكاليف أقل من منافسيها، بل الأمر كله يتعلق بالأمور السياسية”.
وقال أحد مسؤولي الشركة، الذي تحدث بشرط عدم كشف هويته، إن “الشركة لم تعد قادرة على مجابهة رياح العولمة، وتحاول إنقاذ نفسها في السوق المحلية”.
من جانبه، لخص مؤسس هواوي رين تشنجفي، مأزق الشركة في كلمة ألقاها أمام المديرين التنفيذيين في مقرها في شنتشن في يوليو الماضي، وعرض التحديات الثلاثية التي واجهتها هواوي على مدى السنوات الثلاث الماضية، مشيراً إلى أن “العداء من واشنطن والاضطرابات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا”، الذي قلب سلاسل التوريد العالمية وزاد من المخاوف الأوروبية بشأن الاعتماد المفرط على دول مثل الصين.
وقال رين في الكلمة غير المعلنة والتي اطلعت “بوليتيكو” على نصها إن “البيئة التي واجهناها في عام 2019 كانت مختلفة عن تلك التي نواجهها اليوم (…) لا تفترضوا أنه سيكون لدينا مستقبل أكثر إشراقاً”.
وأضاف: “كان لدينا في السابق مثل أعلى للعولمة بالسعي جاهدين لخدمة البشرية جمعاء، لكن ما هو مثلنا الأعلى اليوم؟ إنه النجاة!”.
وتحت ضغط الولايات المتحدة بشكل متزايد في قارة كانت تعتبرها هواوي ذات يوم سوقها الخارجية الأكثر استراتيجية، بدأت الشركة ترتد نحو السوق الصينية، وتركز اهتمامها الأوروبي المتبقي على دول قليلة مثل ألمانيا وإسبانيا والمجر، التي لا تزال على استعداد لاستضافة شركة ينظر إليها على نطاق واسع في الغرب على أنها “خطر أمني”.
المصدر: الشرق
اقرأ : “أرض العرب” على المريخ تكشف عن تاريخ المياه على الكوكب الأحمر
ينقسم نصف الكرة الشمالي للمريخ إلى منطقتين مميزتين على نطاق واسع: الأراضي المنخفضة الشمالية الملساء والمرتفعات الجنوبية المتناثرة هنا وهناك.
وتقع منطقة “أرض العرب” (Arabia Terra) بين هاتين المنطقتين، ويعتقد أنها تحتوي على بعض أقدم صخور الكوكب، التي يزيد عمرها عن 3.7 مليار سنة.
وأطلق عالم الفلك الإيطالي جيوفاني شياباريلي اسم “Arabia Terra”، وهي عبارة لاتينية تعني “الأرض العربية”، على هذه المنطقة في عام 1879 والتي تشبه أرض الجزيرة العربية.
واكتشف فريق من العلماء مؤخرا، يضم علماء من جامعة نورثرن أريزونا وجامعة جونز هوبكنز، أن الماء كان موجودا في منطقة “أرض العرب” المريخية، وهي منطقة مرتفعة كبيرة في شمال المريخ. وتغطي “أرض العرب” مساحة أكبر قليلا من القارة الأوروبية، وتحتوي على فوهات، كالديرا بركانية، ووديان، وتكوينات صخرية جميلة تذكرنا بطبقات الصخور الرسوبية في الصحراء الملونة أو الأراضي الوعرة.
وجلبت هذه الطبقات الصخرية وتكوينها اهتمام العلماء لسنوات، للحصول على فهم أفضل للبيئات الماضية منذ ثلاثة إلى أربعة مليارات سنة وما إذا كانت هناك ظروف مناخية مناسبة للحياة على السطح.
واستخدم عالم الكواكب زاكاري ديكسون وزملاؤه، صورا وبيانات من كاميرا ناسا NASA’s Context Camera أو كما تعرف اختصارا CTX، وكاميرا HiRISE عالية الدقة على متن مركبة مارس ريكونيسانس أوربيتر، ونظام التصوير الحراري (THEMIS)، لدراسة مساحة تبلغ نحو 22 ألف كم مربع من “أرض العرب” بالتفصيل.
ومن هذه الصور، أنشأ الفريق خرائط عالية الدقة ونماذج ارتفاع رقمية لدراسة جيومورفولوجيا المنطقة (علم شكل الأرض أو شكلياء الأرض)، ما سمح لهم بتحديد ووصف سبع بحيرات قديمة جديدة في المنطقة.
ونُشر العمل في مجلة Journal of Geophysical Research: Planets. وركز العلماء على ميزات paleolake (هي بحيرة كانت موجودة في الماضي)، بما في ذلك مستويات البحيرة ومستجمعات الصرف ومنافذ البحيرة.
ووجدوا أن أشكال البحيرات كانت غير منتظمة مقارنة بالبحيرات ذات الشكل الدائري الموجودة في الحفر في المرتفعات الجنوبية. وكان هناك دليل على تدفقات المياه السطحية التي ملأت البحيرات وكذلك مجاري الخروج التي استنزفتها، ما شكل سلسلة متتالية من البحيرات.
ولاحظ الفريق أيضا مستويات مياه سابقة متعددة داخل كل من الحفريات القديمة، ما يشير إلى أن البحيرات استمرت على مدى فترات طويلة من الزمن خلال “نواتشيان” (وهو نظام جيولوجي وفترة زمنية مبكرة على كوكب المريخ تتميز بمعدلات عالية من النيازك والكويكبات والآثار واحتمال وجود المياه السطحية الوفيرة)، بدلا من التكوين والاختفاء بسرعة.
وخلص العلماء إلى أنه للحفاظ على ملء البحيرات وتصريفها، يجب أن تكون المياه السائلة شائعة، مع مدخلات ثابتة في نظام البحيرة من هطول الأمطار والمياه الجوفية. ويفترضون أن البيئة التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن في الماضي البعيد للمريخ، والتي أشارت إليها هذه الحفريات القديمة، توفر موقعا مثاليا لبيولوجيا الفلك المستقبلية ودراسات المناخ القديم.
المصدر: phys.org
اقرأ : في نقطة بعيدة.. تلسكوب جيمس ويب يحقق إنجازا علميا
تمكّن التلسكوب الفضائي، جيمس ويب، من رصد نجمين لم يكونا ظاهرين سابقاً في سديم الحلقة الجنوبي الذي يحيط بنجم آيل إلى الأفول، وذلك في أحد الاكتشافات الأولى للمرصد الذي يمتاز بدقة كبيرة.
يقع هذا السديم الغريب في مجرة درب التبانة على بعد حوالى 2000 سنة ضوئية من النظام الشمسي، وهو عبارة عن سحابة عملاقة من الغاز والغبار ينتجها نجم، إذ يلفظ بعض مادته عندما يأفل، وهي تحوي الكثير من الغاز والقليل من الغبار.
ويبقى في وسط السديم قلب هذا النجم الذي تُطلق عليه تسمية القزم الأبيض، وهو عبارة عن نجم شديد الحرارة وبالغ الصغر، تصعب رؤيته مباشرة، ولكن يمكن تخمين وجوده بفضل الحلقات البرتقالية التي تحيط به، وهي آثار المادة التي لفظها.
ويُفترض أن يكون مصير شمسنا مشابهاً في غضون بضعة مليارات من السنين، كما يحصل للغالبية العظمى من النجوم.
لكن خلافاً للشمس التي ستأفل وحيدة، ليس القزم الأبيض الموجود في قلب سديم الحلقة الجنوبي وحيداً. فقد كان معروفاً حتى الآن أن له نجماً “رفيقاً”، يسهل رصده أكثر من القزم الأبيض لأنه ما يزال في مقتبل العمر.
وهذا النجم المصاحب هو الذي يبدو الأكثر توهجاً في وسط قرص الغبار في الصور التي التقطها التلسكوب جيمس ويب، المتموضع منذ الصيف الفائت على بعد 1,5 مليون كيلومتر من كوكب الأرض.
لكن هذه الثنائية النجمية المألوفة في مجرة درب التبانة، لم تكن توفّر مبرراً للبنية “غير النمطية” للسديم، على ما أوضح فيليب أمرام، من مختبر مرسيليا للفيزياء الفلكية ، وهو أحد معدّي الدراسة التي نشرت الخميس في مجلة “نيتشر أسترونومي” وتتضمن شرحاً مفصلاً لأحدث ما رصده التلسكوب.
وأضاف الباحث التابع للمركز الوطني للبحوث العلمية أن العلماء يسعون منذ اكتشاف عالم الفلك جون هيرشل سديم الحلقة الجنوبي عام 1835 إلى معرفة سبب “شكله الغريب غير الكروي”.
وتساهم ملاحظات جيمس ويب في توضيح هذا اللغز، إذ أن أدوات التلسكوب التي تتمتع برؤية على مستوى الأشعة دون الحمراء، وهي طول موجي غير مرئي للعين البشرية، وفرت دليلاً على وجود نجمين آخرين على الأقل داخل السديم.
ويقع هذان النجمان المكتشفان في وسط السديم الذي يمتد على قطر يعادل 1500 مرة المسافة من الشمس إلى بلوتو. وهما أبعد من القزم الأبيض مما هو النجم المرافق ، لكن النجوم الأربعة قريبة عموماً بعضها من بعض بما يكفي لتتفاعل.
المصدر: وكالات
اقرأ : على ارتفاع 890 كيلومتر.. قمر اصطناعي جديد يوفر بيانات أكبر وأكثر دقة عن مياه المحيطات
يؤمّل في أن يساهم القمر الاصطناعي الفرنسي الأميركي “سووت”، الذي يُطلَق الخميس في تعزيز المعلومات المتوافرة عن دورة الماء للمحيطات والبحيرات والأنهار، وفي توفير فهم أكبر لتأثيرها على المناخ، بعدما كان قمر سابق أتاح الإضاءة على ظاهرة النينيو عام 1994.
ولمهمة القمر الاصطناعي “توبكس- بوزيدون” أهمية كبيرة في نظر وكالة الفضاء الفرنسية ونظيرتها الأميركية “ناسا”، اللتين تتعاونان في هذا المجال منذ 30 عاماً، وخصوصاً أن الموازنة المخصصة لها تبلغ مليار دولار. وكان هذا التعاون مدار بحث خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمقر “ناسا” في واشنطن في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وسيتولى صاروخ تابع لشركة “سبايس إكس” يُطلَق من قاعدة فاندنبرغ في كاليفورنيا، وضع القمر الاصطناعي العملاق البالغ وزنه 2.2 طن في المدار. وما إن يصبح في الفضاء، ستتمثل مهمة “سووت” الذي يتألف من الأحرف الأولى لعبارة “طوبوغرافيا المياه السطحية والمحيطات” بالإنجليزية، في قياس مستوى المياه السطحية للمحيطات والبحيرات والأنهار.
تحديد مستوى ارتفاع الماء
وجُهّز القمر الاصطناعي لهذه الغاية بأداة تُعتبر بمثابة ثورة في هذا المجال، هي عبارة عن مقياس تَداخل واسع النطاق أُطلقت عليه تسمية “كارين”، يتألف من رادارين تفصل بينهما عشرة أمتار، يجريان مسحاً لسطح الماء على نطاق بعرض 120 كيلومتراً، ما يوفر صورة ثنائية البُعد. وتسمح الإشارة التي يلتقطها كل منهما، والمختلفة قليلاً عن تلك التي يلتقطها الآخر، بتحديد مستوى ارتفاع الماء.
وتشرح مديرة مراقبة كوكب الأرض في “ناسا” كارِن سان جيرمان، أن من شأن المسافة بين الهوائيين وثبات القمر الاصطناعي توفير “دقة أكبر بعشر مرات مما تنتجه التقنيات الحالية، لقياس ارتفاع المحيطات وفهم كيفية تأثير اأعاصير المحيطات على المناخ”.
أما رئيس مشروع “سووت” في وكالة الفضاء الفرنسية تييري لافون، فيوضح أن “الأمر أشبه بالقدرة على تمييز تفاصيل لوحة تسجيل سيارة من الفضاء، في حين لم يكن ممكناً في الماضي إلا رؤية الشارع فحسب”.
ولهذا التطور أهمية كبيرة، فإذا كان تأثير التيارات الرئيسية للمحيطات على المناخ معروفاً، كما هي حال تيار الخليج الدافئ (“غولف ستريم”)، فهذا لا ينطبق على التيارات والأعاصير المحلية المحصورة في نطاق عشرة كيلومترات، مع أن هذه العوامل تؤثر في درجة حرارة سطح البحر، ونقل الحرارة ، وعلى قدرة المحيط على امتصاص ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي ، بحسب ما يشرح تييري لافون. وسيساعد ذلك على تحسين نماذج أحوال الطقس والمناخ، ومراقبة تآكل السواحل والتغير المناخي في المستقبل.
عودة بلا حطام
ويشير لافون إلى أن وجود القمر في مدار يقع على ارتفاع 890 كيلومتراً “مثالي، لأنه يمكّن من رصد كل المكونات التي تؤثر في ارتفاع الماء، كالمد والجزر أو الشمس”.
ويؤدي “سووت” كذلك دوراً هيدرولوجياً، إذ يتمتع بالقدرة على مراقبة أكثر من 20 مليون بحيرة، من حيث ارتفاع منسوبها ومساحة سطحها وتطور كمية المياه فيها، ومراقبة الأنهار التي يزيد عرضها عن 100 متر واحتساب تدفقها.
ويتوقع لافون أن تساهم البيانات التي سيوفرها القمر الاصطناعي، في تحسين إدارة الموارد المائية والوقاية من الفيضانات والجفاف. وبرزت صعوبة كبيرة في نقل القمر من موقع تاليس ألينيا سبايس في مدينة كان، حيث تم تجميعه، إلى موقع فاندنبرغ.
الاعتماد على جهود “ناسا”
ويشرح مدير المشروع في تاليس ألينيا سبايس كريستوف دوبلاي، أن “طائرات النقل من طراز أنتونوف لم تعد متوافرة بسبب الحرب في أوكرانيا ، وتبيّن أن من غير الممكن إدخال القمر الاصطناعي إلى طائرة بوينغ 747″، ومن هنا برزت ضرورة الاستعانة الاعتماد على جهود “ناسا”، لتأمين إحدى طائرات “سي-5 غالاكسي” العملاقة من سلاح الجو الأميركي لنقله.
وفي نهاية عمره الافتراضي البالغ ثلاث سنوات مع “ألا شيء يمنع استمرار المهمة خمس سنوات إلى ثماني سنوات”، وفقًا لتييري لافون، سيكون “سووت” أول قمر اصطناعي يُنفذ عملية إعادة دخول مضبوطة إلى الغلاف الجوي، للحؤول دون انتشار حطامه في الفضاء، بموجب القانون الفرنسي للعمليات الفضائية. وخُصصت لهذا الغرض نسبة 80% تقريباً من نحو 400 كيلوغرام من الوقود يحملها القمر.
المصادر : وكالات