“أجداد وحش البحار”.. اكتشاف نادر لميغالودون في قاع المحيط الهندي
اكتشف علماء في أستراليا “مقبرة حيتان” في قاع المحيط الهندي، تضم أحد أسنان “سلف وحش البحار” المعروف بـ”ميغالودون”، وأقرب قريب له، يبلغ طوله 40 قدما.
و”ميغالودون” هو نوع منقرض من القروش، وكان أحد أكثر الكائنات التي عاشت على الأرض شراسة على الإطلاق، إذ “حكم البحار” قبل 23 مليون سنة.
وعلى الرغم من طوله البالغ 52 قدما ووزنه الضخم البالغ 61 طنا، فإنه لا يُعرف إلا من بقايا مجزأة، مثل أسنانه. وما هو أكثر إثارة للاهتمام هو ما جاء قبل ميغالودون، وتطور إلى وحش الأعماق، كونه أمر لا يزال غير واضح للعلماء.
وتم العثور على “سن سلف ميغالودون” مع أكثر من 750 من الأسنان المتحجرة الأخرى، في “مقبرة لأسماك القرش” في قاع المحيط الهندي.
وقال أمين قسم الأسماك في متحف أستراليا الغربية، غلين مور: “يبدو أن الأسنان تأتي من أسماك القرش الحديثة، مثل أسماك القرش ماكو وأسماك القرش البيضاء، لكن أيضا من أسماك القرش القديمة، بما في ذلك السلف المباشر لسمك القرش الضخم الميغالودون”.
وتابع: “تطور هذا القرش إلى ميغالودون، والذي كان الأكبر بين جميع أسماك القرش، لكنه انقرض منذ حوالي 3.5 مليون سنة”، حسب ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وقال مور، الذي كان جزءا من الفريق الذي توصل إلى الاكتشاف، إنه “من المذهل أن يتم جمع مثل هذا العدد الكبير من الأسنان، من منطقة صغيرة نسبيا في قاع البحر”.
وأضاف: “إنه لأمر لا يصدق أن نعتقد أننا جمعنا كل هذه الأسنان في شبكة من قاع البحر على بعد حوالي 4 إلى 5 كيلومترات تحت سطح المحيط”.
وكانت هذه الرحلة واحدة من مسحين للتنوع البيولوجي، لأحدث المنتزهات البحرية في أستراليا، ونفذها خبراء في سفينة أبحاث منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO).
وبالإضافة إلى مقبرة أسماك القرش، اكتشفوا أيضا عينة من نوع جديد من أسماك القرش.
اقرأ أيضاَ: سابقة بالغة الأهمية.. مركبة برسيفرنس ترصد “شيطان الغبار” في المريخ
تمكنت مركبة “برسيفرنس” الجوالة من تسجيل صوت ظاهرة “شيطان الغبار” على سطح المريخ، في سابقة بالغة الأهمية ستساعد على فهم مناخ الكوكب الأحمر بشكل أفضل، مما يشكل أخبارًا سارة على صعيد درس مناخ هذه الكوكب.
وبحسب دراسة نُشرت نتائجها أمس الثلاثاء، فإن زوابع الغبار هذه المسماة “دوامات الحمل الحراري” والشبيهة بزوابع الرمال التي تضرب بعض الصحاري على الأرض، تشكل إحدى الظواهر الجوية الأساسية في المريخ، وهو كوكب جاف ذو غلاف جوي قليل الكثافة للغاية.
كيف تتشكل “دوامات الحمل الحراري”؟
وهي تتشكل عندما يكون هناك اختلاف قوي في درجة الحرارة بين التربة والهواء، وغالبًا ما تعترض طريق مهام الاستكشاف الروبوتية التي يرسلها البشر.
كما أن فوهة جيزيرو، حيث يعمل روبوت “برسيفرنس” الجوال منذ فبراير/ شباط 2021، تشهد الكثير من هذه الظواهر، لكن هذه المركبة المصنعة من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لم تتمكن قبلًا من رصد صوتها بصورة مباشرة.
ولحسن الحظ، في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي، مرت زوبعة بارتفاع 118 مترًا فوق رأس الروبوت وأداة “سوبركام” الخاصة به المجهزة بميكروفون سجل أول صوت من المريخ بعد هبوطه مباشرة، ووصلت البيانات إلى الأرض بعد بضعة أيام.
وفي هذا الإطار، أوضحت المعدة الرئيسة للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز”، ناومي موردوك: أنه “عندما أدركنا أننا حصلنا على الصور من الكاميرا وأيضًا على بيانات أجهزة استشعار الطقس وقياس الصوت في الموقع، شعرنا كما لو أننا فزنا بالجائزة الكبرى!”.
وأضافت الأخصائية بعلم الكواكب في معهد إيساي-سوبيرو بمدينة تولوز الفرنسية، حيث صُمم الميكروفون، “نسمع الريح المرتبطة بالزوبعة، لحظة وصولها، ثم يختفي كل شيء لأننا في عين الدوامة، ثم يعود الصوت مجددًا عندما يمر الميكروفون من خلال الجدار الثاني”.
عواصف رملية
وقد نقل الميكروفون خصوصًا صوت نقر دقيق يتيح “احتساب عدد الجسيمات” من أجل التمكن من دراسة بنية الغبار وسلوكه.
وأكدت ناومي موردوك أن “دورة الغبار على سطح المريخ وفي السماء تؤدي دورًا مهمًا للغاية بالنسبة للمناخ، مثل دورة المياه على الأرض”.
وأشار المسؤول العلمي عن أداة “سوبركام” سيلفستر موريس المشارك في الدراسة، إلى أن تحليل الغبار يجعل من الممكن “استكشاف التفاعلات” بين الأرض وهذا الغلاف الجوي الناعم للغاية، والذي كان أكثر كثافة قبل مليارات السنين ما سمح بوجود الماء السائل على السطح.
ومن شأن هذه البيانات الجديدة أن تشرح كيف يُرفع الغبار عن سطح المريخ، وهو أمر لا يعرفه العلماء حتى الآن.
ولفتت ناومي موردوك بالقول: “في بعض المناطق، تمر زوابع وتسحب الغبار وتنظف الألواح الشمسية للروبوتات في طريقها.
وفي مناطق أخرى، تمر الزوابع من دون رفع الغبار، لسبب غير معروف، “وتكون مجرد هواء متحرك”، كما الحال في الموقع الذي يعمل فيه مسبار “إنسايت” الأميركي الذي “تُغطى ألواحه الشمسية بالغبار” لعدم تمكنها من الاستفادة من أجهزة الشفط الطبيعية هذه.
“شياطين الغبار”
وقد يساعد توضيح هذه الآلية في وضع نماذج بيانية عن “شياطين الغبار” للتنبؤ بها بشكل أفضل. وعلى نطاق أوسع، يمكن لذلك أن يتيح توقع العواصف الترابية الضخمة التي يمكن أن تغطي الكوكب بأسره، بما يشبه سيناريو فيلم الخيال العلمي “ذي مارشيان” الذي طُرح سنة 2015 ووصفته العالمة بأنه “غير واقعي”.
واعتبر سيلفستر موريس “أننا في صدد تحسين نموذج الطقس الخاص بنا. هذا الأمر مهم لصيانة مركباتنا ولمهام الاستكشاف البشرية المستقبلية”.
أما عن مساهمة هذه النتائج في البحوث عن آثار حياة خارج كوكب الأرض، فلفت عالم الفيزياء إلى أن المرء قد يعتقد أن دراسة مناخ المريخ اليوم لا علاقة لها بالبحث عن آثار للحياة قبل مليارات السنين، لكن الأمر تكاملي لأن تاريخ المريخ شهد تغيرًا مناخيًا شديدًا جعله ينتقل من مناخ رطب وحار (وبالتالي مناسب لظهور الحياة) إلى كوكب جاف تمامًا وبارد.
المصدر: أ.ف.ب
اقرأ أيضا: نظرية جديدة تقدم تفسيرا حول نشأة القمر قبل 4.5 مليارات سنة
اشتبه علماء الفلك في أن القمر نشأ عندما ضرب كوكب أولي عملاق يسمى” ثيا” الأرض. ومع ذلك، فإن طبيعة هذا التصادم وما حدث بعده مباشرة كانت موضع نقاش علمي لمئات السنين.
ورجح بعض العلماء أن الاصطدام خلق سحابة واسعة من الحطام اندمجت في القمر بمرور الوقت، لكن دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة دورهام، تدعي أن الاصطدام العملاق وضع القمر على الفور في مدار حول الأرض.
وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة Astrophysical Journal Letters، مؤخرا، فإن القمر، ربما يكون تشكل في ساعات، وليس في شهور أو سنوات كما هو شائع، اعتمادا على نموذج فيزيائي فلكي متقدم ابتكره علماء ناسا بمساعدة أجهزة الكمبيوتر العملاقة.
وباستخدام دقة أعلى مما كان متاحا حين تم وضع النظرية الشائعة حول أصل القمر، تمكن العلماء من إنشاء محاكاة لمئات التأثيرات المختلفة، وتغيير زاوية الاصطدام وسرعته بالإضافة إلى كتل ودوران الجسمين المتصادمين.
واصطدم جسم بحجم المريخ، يُدعى ثيا، بالأرض البدائية منذ نحو 4.5 مليار سنة، بعد 150 مليون سنة من تشكل النظام الشمسي، وتجمع الحطام الناتج عن الاصطدام في القمر على مدى أشهر أو سنوات.
لكن الجدل احتدم بين العلماء حول ما حدث بالضبط خلال هذا الاصطدام، وظل السؤال عن سبب تشابه القمر والأرض في تكوينهما لغزا.
ولذلك، استخدم فريق جامعة دورهام نموذج محاكاة، هو الأكثر تفصيلا حتى الآن، يُظهر أن القمر تشكل بسرعة أكبر بكثير من المادة التي مصدرها كل من الأرض وثيا.
وتظهر المحاكاة ثيا يصطدم بأرض صغيرة. ويتم إلقاء القشرة الخارجية للكوكبين في المدار من جراء الاصطدام، وسرعان ما تندمج في قمرين غير مستقرين، يستقر أصغرهما في القمر، بينما يتم امتصاص الأكبر في الأرض.
وتساعد النظرية الجديدة في تفسير سبب تشارك القمر والأرض في تركيبة معدنية متماثلة، خاصة عند قشرتيهما – وهي خاصية يصعب تفسيرها إذا كان من المفترض أن تتكون بالكامل تقريبا من حطام ثيا، كما تنص النظرية السائدة.
وكانت هناك نظريات عدة لتفسير التشابه في التركيب الكيميائي بين الأرض والقمر، مثل نظرية السينستيا، التي تشير إلى أن القمر تشكل داخل دوامة من الصخور المتبخرة من اصطدام ثيا بالأرض، لكنها لا تفسر بشكل مرضٍ مداره.
ويأمل العلماء أن تساعد النتائج الجديدة في إجراء المزيد من البحث في تكوين القمر وبنيته الداخلية.
وخلص الفريق إلى أن “المهمات القمرية العديدة القادمة يجب أن تكشف عن أدلة جديدة حول نوع التأثير العملاق الذي أدى إلى تكوين القمر، والذي سيخبرنا بدوره عن تاريخ الأرض نفسها”.
وتسعى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى استخدام نماذج متقدمة مماثلة وعالية الدقة بالتزامن مع عينات جديدة سيتم إحضارها من بعثات “أرتميس” المخطط لها، لاختبار هذه النظريات ونظريات أخرى عن تطور القمر.
المصدر: R T
اقرأ ايضا: قبل 12 ألف سنة.. من أول البشر الذين “صادقوا القطط”؟
تعد القطط واحدة من أكثر الحيوانات الأليفة شعبية في العالم، إلا أن اكتشاف أول من اتخذها كحيوان أليف كان محل خلاف بين بعض العلماء والباحثين، وهذا ما رصدته دراسة جديدة من جامعة ميزوري الأميركية، موضحة أن الأمر مرتبط بمنطقة تضم “دولا عربية”.
وقالت الدراسة إن “تاريخ أول قطط مستأنسة يعود إلى 12 ألف سنة، في منطقة الهلال الخصيب في حوض البحر المتوسط، وتحديدا بالقرب من العراق الحديث”.
وتم اتخاذ القطط كحيوانات أليفة من قبل مزارعين، مع انتقال الحضارات من الصيد إلى الزراعة منذ ما بين 12 ألفا و8 آلاف سنة قبل قدماء المصريين، الذين كان يعتقد أنهم أول من اتخذوها كحيوانات أليفة.
وقال علماء في جامعة ميسوري، إن “البشر استقبلوا الحيوانات الأليفة أولا في منطقة الهلال الخصيب، وتحديدا في مناطق الشرق الأوسط المحيطة بنهري دجلة والفرات، لاستخدمها (القطط) في مكافحة الآفات بمستوطناتهم الجديدة”، وفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وتوصلت الدراسة الجديدة إلى أن “التحول المهم في نمط الحياة بالنسبة للبشر، كان الحافز الذي أطلق شرارة أول استخدام للقطط كحيوانات أليفة في العالم، لكن تم إنشاء الرابط بينهما، بمجرد أن بدأ البشر في السفر حول العالم وجلبوا معهم أصدقاء القطط الجدد”.
و”على عكس الخيول والماشية التي يعود تدجينها لأحداث مختلفة، يبدو أن القطط هي الحيوانات الوحيدة التي يتم تدجينها من خلال حدث وموقع واحد”، وفق الدراسة.
والهلال الخصيب هو منطقة على شكل هلال في الشرق الأوسط، يغطي العراق وبلاد الشام، جنبا إلى جنب مع المنطقة الشمالية من الكويت والجزء الجنوبي الشرقي من تركيا والجزء الغربي من إيران.
ومنذ آلاف السنين يُفترض أن السومريين القدماء – أقدم حضارة معروفة في بلاد ما بين النهرين القديمة – هم أول حضارة بشرية في أي مكان في العالم. وقبل 10 آلاف عام، عاشت هذه المجموعة في حياة مستقرة.
من أجل الدراسة الجديدة، جمع الباحثون عينات من أكثر من ألف قط عشوائي من أصل أوراسي في المقام الأول، إلى جانب 4 قطط برية إفريقية، و10 أنواع هجينة من القطط البرية المحلية والأوروبية. ثم قارن الفريق ما يقرب من 200 علامة جينية مختلفة.
وأظهرت النتائج أن أصول “القطط المنزلية” جاءت في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي، ثم انتشرت إلى الجزر المجاورة وسافرت جنوبا عبر ساحل بلاد الشام إلى وادي النيل.
ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر”، فإن هذا التحرك للقطط يتبع نفس نمط الهجرة للبشر القدامى. وبمجرد أن بدأ البشر في الانتشار من المنطقة الواقعة بالهلال الخصيب، بدأت القطط تشق طريقها حول العالم.
وهاجرت القطط إلى أوروبا وإلى الشرق من الهلال الخصيب، جنبا إلى جنب مع التنمية الزراعية والتجارة. ومن أوروبا، ركبت القطط على متن قوارب متوجهة إلى الأميركيتين.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضا: إيلون ماسك يفقد لقب أغنى شخص في العالم.. من استحوذ عليه؟
فقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك شركة صناعة السيارات الكهربائية “تسلا” (Tesla) ومنصة التواصل الاجتماعي تويتر لقب أغنى شخص في العالم، ليخلفه رجل الأعمال الفرنسي برنار أرنو في صدارة قائمة مليارديرات العالم.
وأصبح ماسك أغنى رجل في العالم بثروة بلغت 340 مليار دولار، لكنه فقد منذ يناير/كانون الثاني الماضي وحتى الآن أكثر من 100 مليار دولار من ثروته التي تراجعت إلى 168.5 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات.
وأشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى أن ثروة ماسك أصبحت أقل من ثروة الملياردير الفرنسي أرنو (73 عاما) البالغة 172.9 مليار دولار، بفضل امتلاكه 48% من أسهم مجموعة الأزياء والموضة الفرنسية العملاقة “إل في إم إتش” (LVMH).
وأضافت الوكالة أن تراجع ترتيب ماسك في قائمة الأثرياء يأتي للمرة الأولى منذ احتلاله المركز الثاني في سبتمبر/أيلول 2021، وفي أبريل/نيسان الماضي فاجأ ماسك الأسواق بتقديم عرض استحواذ على منصة التواصل الاجتماعي تويتر مقابل 44 مليار دولار وشطب الشركة من البورصة، في إشارة إلى كيفية استغلال الأثرياء ثرواتهم الضخمة بشكل غير معتاد.
وتزامن استحواذ ماسك على شركة تويتر مع بدء زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، مما دفع أسعار أسهم العديد من القطاعات إلى التراجع.
وفقد سهم شركة تسلا نحو 50% من قيمته خلال العام الحالي، الأمر الذي قلص ثروة ماسك بشدة.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضا: اكتشاف النواة الأصلية التي نمت حولها جميع النجوم والكواكب في درب التبانة
ربما اكتشف علماء الفيزياء الفلكية الذين يحققون في أصول درب التبانة “القلب القديم” لمجرتنا، وهو النواة الأصلية القديمة التي نمت حولها جميع النجوم والكواكب في المجرة. وتقع مجموعة من 18 ألفا من أقدم النجوم في مجرتنا، في كوكبة القوس (كوكبة الرامي)، وهي من مجرة درب التبانة البدائية، عبارة عن كتلة بدائية من الغاز والغبار تشكل النجوم الأولى لمجرة صغيرة، عمرها أكثر من 12.5 مليار سنة.
ووجد العلماء أن المجموعة تمثل ما يقدر بنحو 0.2% من إجمالي كتلة مجرتنا، وهي النواة التي نمت حولها مجرة درب التبانة في النهاية.
ورغم أن هذه النتائج نشرت منذ 8 سبتمبر في مجلة arXiv، إلا أن مراجعتها لم تتم بعد لتحديد مدى دقتها.
ولاكتشاف المجموعة البدائية من النجوم، اعتمد علماء الفلك على بيانات من مرصد غايا التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وهو كناية عن مركبة فضائية تزن 1630 كغ، تم إطلاقها في عام 2013 بهدف إنشاء الخريطة الأكثر تفصيلا ودقة لدرب التبانة.
وقال عالم الفلك في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك في هايدلبرغ بألمانيا، هانز والتر ريكس، لموقع “لايف ساينس”: “لقد ساد الاعتقاد منذ فترة طويلة (على أساس النظرية والمحاكاة) أن أقدم النجوم يقع في قلب المجرة. وأظهرنا الآن وجودها هناك بأعداد كبيرة. الأمر يشبه استخدام علم الآثار في مدينة قديمة.
لقد أظهرنا أن الآثار الأقدم والأكثر بدائية تقع في وسط المدينة الحديثة.
بدأ العثور على القلب القديم لمجرتنا بالبحث عن نسبة ضئيلة من النجوم في نفس عمر مجرة درب التبانة، البالغ نحو 13 مليار عام، في المنطقة الأكثر ازدحاما، منطقة الانتفاخ المجرّي (المجموعة المركزية من النجوم)،
ولرصد هذه المجموعة الصغيرة – وهذا أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش – فحص العلماء البيانات التي جُمعت من غايا من مليوني نجم تقع على بعد 30 درجة من مركز المجرة، بحثا عن نجوم ذات كتلة منخفضة وأطول عمرا وذات محتوى معدني منخفض.
وقد وُلدت النجوم المطابقة لهذا الوصف في ظروف كون أصغر بكثير لم يكن ممتلئا بعد بالمعادن الثقيلة المنتشرة على نطاق واسع بسبب انفجارات المستعِرِ الأعظم.
ولكن هذا ليس سوى نصف القصة، حيث أن النجوم الفقيرة بالمعادن داخل مجرة درب التبانة ربما أتت أيضا من مجرات قزمة أصغر تحطمت واندمجت بمجرتنا طوال حياتها.
ومن خلال فحص مسارات هذه النجوم عبر الفضاء مع الاحتفاظ فقط بتلك التي لم تنحرف إلى المناطق الفقيرة بالمعادن في المجرة، تمكن العلماء من فصل النجوم التي تشكل القلب القديم عن النجوم التي نشأت في المجرة القزمة.
وترك هذا للعلماء بعض الهياكل الأصلية للنجوم التي نمت حولها مجرة درب التبانة – عددها يقدر بما بين 50 مليون إلى 200 مليون ضعف كتلة شمسنا.
ونظرا لأن النجوم الأثقل تموت أسرع من النجوم الصغيرة، فإن النجوم المتبقية تكون في المتوسط أخف بنحو 1.5 مرة من الشمس، وفقا للعلماء.
وقال ريكس: “تشكل هذه النجوم حوالي نصف الكتلة النجمية الكلية عند ولادتها. لذا، ما يقارب نصف النجوم من المجرة الأولية باقٍ حتى الآن”.
وكشف فحص العلماء للقلب القديم المكشوف لمجرة درب التبانة عن شيئين: أولا، نظرا لأن نجوم المجرة البدائية القديمة تدور بشكل أقل حول مركز المجرة مقارنة بالنجوم الأصغر سناً، فإنها تؤكد الملاحظات السابقة ألا وهي أن نواة مجرة درب التبانة بدأت حياتها ثابتة، وفي النهاية اكتسبت سرعة في الدوران مع نمو مركز كتلة المجرة.
وثانيا، على الرغم من الاندماجات المتعددة مع المجرات الأصغر، فإن التجمعات القريبة من النجوم في مركز مجرة درب التبانة تشير إلى أن قلبها لم يتعرض لغزو تصادمات من مجرات أخرى.
وكشف ريكس أن “مجرة درب التبانة لم تتأثر قط بشكل كبير. لقد عاشت مجرتنا حياة محمية”.
ومع مزيد من الدراسة، يأمل الفريق أن يتمكن القلب القديم للمجرة من تعليمهم المزيد عن السنوات الأولى لدرب التبانة، مثل أنواع المستعرات الأعظمية التي لا بد أنها انفجرت خلال وقت إنشائها لإنتاج نسب العناصر الكيميائية المبكرة التي نراها اليوم.
المصدر: لايف ساينس
اقرأ أيضا: اكتشاف مقبرة رومانية تعود لـ2000 عام في غزة
أعلنت وزارة الآثار والسياحة الفلسطينية، اكتشاف عشرات القبور في مقبرة رومانية تعود إلى نحو 2000 عام قرب مخيم الشاطئ بشمال غربي قطاع غزة.
وقال فضل العطل رئيس فريق التنقيب الذي يضم 12 فنياً ومتخصصاً، إنه “تم العثور على 51 قبراً رومانياً يعود إلى القرن الأول الميلادي، ونتوقع العثور على ما بين 75 و 80 قبراً”.
وأشار العطل إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على قبور ذات “شكل هرمي، ومقبرة كاملة من العهد الروماني في غزة، وهذا دليل على أن الطريق الروماني القديم كان موجوداً، إذ لدينا 4 أنواع من القبور الرومانية”.
ويستخدم الفنيون أدوات بدائية عند القيام بأعمال التنقيب والحفر تحت الأرض، في محيط القبور التي تم العثور عليها، وذلك على بعد عشرات الأمتار من مدينة سكنية جديدة تقيمها مصر لدعم سكان قطاع غزة.
وفي يونيو الماضي، عثر عمال بناء على عدد من القبور في المنطقة نفسها أثناء إقامة المدينة السكنية.
“مدينة البلاخية”
وعثر على عدد من القطع الأثرية والجرار الفخارية وبعض الأواني الزجاجي، بحسب العطل، الذي أضاف: “نحن في مرحلة التوثيق و البحث والحماية، ومن ثم نريد معرفة عدد الأشخاص في القبور وسبب الوفاة وستتم دراسة المكان بالكامل”.
وقال مدير عام الآثار في الوزارة جمال أبو ريدة، إن الوزارة بدأت مشروع “التنقيب عن الآثار في المقبرة الرومانية القديمة” قرب مخيم الشاطئ.
واعتبر أبو ريدة أن الموقع يتميز “بأهمية بالغة، ويعد بمثابة امتداد لموقع مدينة الأنثيدون الأثرية (مدينة البلاخية)، والذي كان عبارة عن ميناء غزة القديم خلال الفترة اليونانية والرومانية”.
وتستمر أعمال التنقيب التي تقدر تكلفتها بمئات آلاف الدولارات، لفترة خمسة شهور في هذه المقبرة، بتمويل من صندوق حماية التراث في المجلس الثقافي البريطاني.
المصدر: وكالات