قدمت شركة الإلكترونيات الصينية “شاومي” (Xiaomi) روبوت “سايبر ون” (CyberOne) في أغسطس/آب الماضي، وشاركت مؤخرا مقطع فيديو جديدا له وهو يعزف على الطبول.
وعلى الرغم من أن الإيقاع بطيء في الوقت الحالي، فإن المميز أنه يمكن أن يحافظ على الإيقاع بشكل مناسب.
وقد أظهر “سايبر ون” قدرته على تنسيق مجموعة متنوعة من الحركات المعقدة بدقة، مثل ضرب أعواد الطبل معًا، والنقر على الصنج، واستخدام دواسة القدم، واستخدام مجموعة من 4 طبول لإنتاج مجموعة متنوعة من الأصوات.
كيف تعلم “سايبر ون” القيام بذلك؟
يستخدم هذا الروبوت ملفا بصيغة “ميدي” (MIDI) كمدخل لتعلم الإيقاع، والذي يمكن للروبوت فك تشفيره وتحويله لدقات على الطبل، وفقًا لما ذكرته “آي إي إي إي سبيكترم” (IEEE Spectrum).
بعد ذلك، يقوم الروبوت ببناء متواليات بطول الأغنية لمسارات متزامنة لكامل جسم المعزوفة، وهو أمر يمثل تحديًا لأن المؤثرات النهائية يجب أن تضمن تشغيل الطبول بدقة وفق الإيقاع. حتى عندما تتحرك ذهابًا وإيابًا عبر مجموعة الطبول، يعمل “سايبر ون” بشكل جيد.
وقال زيو رين كبير مهندسي الأجهزة في “شاومي ربوتكس لاب” (Xiaomi Robotics Lab) لآي إي إي إي سبيكترم “بعد الإصدار الرسمي لشاومي (سايبر ون) يوم 11 أغسطس/آب الماضي، تلقينا الكثير من التعليقات من الجمهور الذي لم يكن لديه خلفية في مجال الروبوتات. وأوضحوا أنهم مهتمون أكثر برؤية الروبوتات التي تعمل أشياء لا يستطيع البشر القيام بها بسهولة. وبصراحة، من الصعب جدًا العثور على مثل هذه السيناريوهات، لأننا نعلم أن النموذج الأولي الأول من (سايبر ون) يتخلف كثيرًا عن البشر”.
وأضاف “لكن ذات يوم، اقترح أحد مهندسينا الذين بدؤوا للتو العزف على الطبول أن قرع الطبول قد يكون استثناءً. اعتقدت أنه مقارنة بعازفي الطبول المبتدئين، تتمتع الروبوتات بمزيد من المزايا في الحركة المنسقة لليد والقدم والتحكم الإيقاعي. اعتقدنا جميعًا أنها فكرة جيدة، كما أن العزف على الطبول أمر رائع وممتع للغاية. لذلك اخترنا تجربة العزف على الطبول لإظهار قوة بحثنا”.
المزيد عن “سايبر ون”
يقول لي جن المؤسس والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة شاومي “تم تطوير كل من الذكاء الاصطناعي والقدرات الميكانيكية الخاصة بـ (سايبر ون) ذاتيًا بواسطة شاومي ربوتكس لاب. لقد استثمرنا بكثافة في البحث والتطوير في مجالات مختلفة، بما في ذلك ابتكار البرامج والأجهزة والخوارزميات”.
و”سايبر ون” روبوت آلي يبلغ طوله 177 سنتيمترا، ويزن 52 كيلوغراما، ويبلغ طول ذراعيه 168 سنتيمترا. يعتبر هذا الروبوت أكثر تعقيدًا ميكانيكيًا من الروبوت رباعي الأرجل، حيث يحتاج إلى محركات أكثر فاعلية، وخوارزميات تحكم متطورة ذات قدمين بشريين.
ويمكن لـ “سايبر ون” تقليد الحركات البشرية تمامًا لأنها تدعم ما يبلغ 21 مستوى من الحركة، وتحقق سرعة استجابة في الوقت الفعلي تبلغ 0.5 مللي/ ثانية لكل حركة.
المصدر: الجزيرة نت – وكالات
اقرأ أيضاً: علماء يطورون “إسفنج جزيئي” يمتص الماء من هواء الصحراء
طور العلماء بالأردن إسفنجًا جزيئيًّا بلوريًّا يمكنه تجميع بخار الماء من الهواء، حتى في أشد الأحوال الجوية جفافًا، وإنتاج مياه صالحة للشرب عند الحاجة1، وتمكّن هؤلاء الباحثون -الذين يعملون في مركز البحوث المتقدمة بالجمعية العلمية الملكية (RSS) بعمان في الأردن- من دمج تقنيتهم تلك في جهاز مستجمع للمياه محمول وصغير الحجم.
وقد صرحوا بأن المعالجة التي طوروها، عند إجرائها باستخدام الكهرباء، تنتج لتر المياه الواحد بتكلفة تقل بنسبة 46% عن سعر المياه المعبأة والمتاحة تجاريًّا.
وتَجدُر الإشارة إلى أن الأردن تحتل المرتبة الثانية بين الدول الأكثر معاناةً من شح المياه، وفي هذا السياق يقول كايل كوردوفا، المدير التنفيذي للبحث العلمي بالجمعية العلمية الملكية، والمتخصص في علم كيمياء المواد: “إن تأمين الحصول على المياه يمثل أزمة وجودية، [لذا] سعينا للاستفادة من المخزون غير المستغَل في الغلاف الجوي، الذي يحتوي على كميات هائلة من المياه في شكل رطوبة”.
تعتمد هذه المعالجة على إطار فلزي عضوي (MOF)، وهو عبارة عن مادة هجينة تتألف من مراكز فلزية تربط بينها مجموعات من الروابط العضوية (المصنوعة من الكربون)، تحتوي الأطر الفلزية العضوية على بنى هيكلية ثلاثية الأبعاد، وعالية المسامية، ويؤدي تنويع المكونات الفلزية ومجموعات الروابط إلى خلق تنوُّع كبير في البنى الهيكلية الناتجة، ويستكشف الكيميائيون حول العالم إمكانيات تلك البنى في إجراء عمليات الفصل الجزيئي والتحفيز، من بين تطبيقات أخرى.
يحتوي الإطار الفلزي العضوي الذي يستخدمه كوردوفا وزملاؤه على مسام من شأنها التقاط جزيئات المياه من الهواء بشكل انتقائي، ويمكن تحفيزها بعد ذلك كي تُطلق ما جمعته على هيئة مياه سائلة.
ووجد الفريق أن التقلُّبات في درجات الحرارة والرطوبة لها تأثيرٌ كبيرٌ على كفاءة تجميع المياه، وكم الطاقة اللازمة لتشغيل الجهاز الذي ابتكروه، وقادهم ذلك إلى تطوير خوارزميات تحكُّم تُحسِّن من أداء دورات جمع المياه تلقائيًّا بما يتماشى مع الظروف البيئية، حسّنت هذه الميزة التي تساعد على التكيُّف الذاتي من أداء الجهاز لينتج 3.5 لترات من المياه لكل كيلوجرام من الإطار الفلزي العضوي يوميًّا.
يقول كوردوفا: “يمثل هذا زيادةً في كفاءة الإنتاج تعادل 169% مقارنةً بالجهاز التالي الأفضل أداءً”.
علاوةً على ذلك، يصف يويه-بياو جانج -الأستاذ بجامعة شنغهاي تك بالصين، والباحث المتخصص في الأطر الفلزية العضوية- الجهاز بأنه “إنجازٌ كبير، يدفع باستخدام الأطر الفلزية العضوية في مجال تجميع المياه من الغلاف الجوي خطوةً إضافيةً إلى الأمام نحو التطبيقات على أرض الواقع”، ويضيف أنه يشعر بالحماس لأن الأطر الفلزية العضوية “ستغير العالم عبر استخلاص المياه الصالحة للشرب من هواء الصحراء في الشرق الأوسط وأماكن قاحلة أخرى”، والجدير بالذكر أن جانج لم يشارك في ابتكار هذا الجهاز.
ويأتي مركز البحوث المتقدمة بالجمعية العلمية الملكية نتاجًا للمبادرة العالمية للعلوم2، التي بدأت في جامعة كاليفورنيا حيث عمل كوردوفا سابقًا، تتيح هذه المبادرة للعلماء المتمرِّسين أن يُنشئوا مراكز خبرة في البلدان التي تعاني من قواعد بحثية ضعيفة نسبيًّا، وهكذا يقدم باحثون مثل كوردوفا الإرشاد والتوجيه للباحثين الناشئين، يعلق كوردوفا على ذلك بقوله: ” تهدف المبادرة إلى توفير الفرص، وإضفاء الطابع الديمقراطي على إمكانية الاطلاع على الأبحاث العلمية في جميع أنحاء العالم”.
ويأمل الفريق الآن الانتقال سريعًا إلى مرحلتَي الاستغلال التجاري والتطبيق الواسع النطاق للجهاز الذي طوروه، يمثل تصنيع الأطر الفلزية العضوية الجزء الأكبر من تكلفة إنتاج الجهاز، لذا يتعاون الفريق مع شركاء محليين ودوليين من أجل تصنيع هذه المواد على نطاق واسع، ويعمل الفريق حاليًّا على تجربة نسخة تجارية أولية، ويأملون أن يُسهم الدعم المقدم من الحكومة الأردنية في تصنيع وحدات منزلية فردية بحلول العام القادم.
المصدر: “scientificamerican”