حلل علماء الفلك أكثر من 200 ألف صورة مأخوذة من تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا، وأجروا عشرات الآلاف من القياسات لمحاولة تحديد موقع توهج غامض تمت ملاحظته في الصور.
أطلق على المشروع اسم Skysurf، ومقره في جامعة ولاية أريزونا ويضم باحثين من الجامعة ومن مراكز بحثية أخرى حول العالم.
جمع الفريق العلمي البيانات من الصور ثم أزال التوهج الناتج من الكواكب والنجوم والمجرات وحتى الضوء الموجود بين السُدُم الكوكبية، وهو الضوء الذي ينعكس عن الغبار داخل نظامنا الشمسي، بحسب ما ذكر موقع سي نت.
اكتشف العلماء بعد إزالة كل هذه الأضواء من الصور أنه لايزال هناك القليل من التوهج المتبقي أو ما أطلق عليه “الضوء الشبحي”، والذي وصفه الباحثون بأنه يعادل توهج 10 يراعات fireflies مضيئة فقط، وقال الفريق العلمي إن الضوء الخافت ربما يشير إلى أن هناك نجوم أصغر سناً وأقل ثراءً في العناصر الأثقل من الهيدروجين والهيليوم، وأن هذه الأضواء التي تظهر اليوم في الصور ربما يرجع عمرها إلى 2.5 مليار سنة، بحسب ما ذكر موقع سبيس.كوم.
أوضح الباحث في جامعة ولاية أريزونا تيم كارلتون في بيان: “نعتقد أنها ظاهرة محلية ليست بعيدة عن النظام الشمسي”، وأنه “قد يكون عنصرًا جديدًا لمحتويات النظام الشمسي تم افتراضه حسابياً ولكن لم يتم قياسه كميًا حتى الآن.”
تليسكوب جيمس ويب يخلف تليسكوب هابل الأسطوري
ويقول العلماء إن هناك تفسير آخر رائج حالياً لهذا الضوء الغامض وهو أن الوهج يأتي من مجال من الغبار لم يُحسب سابقًا وأن سببه هو انعكاس الضوء عن عدد لا يحصى من المذنبات الصغيرة اللامعة التي تنتقل عبر النظام الشمسي في جميع الاتجاهات.
وقالت كرستينا مارتينيز-لومبيلا من الفريق البحثي إن “الأجزاء الأكثر سطوعاً من الضوء المكتشف شديد الخفوت ما يجعل من الصعب للغاية اكتشافه حتى مع وجود أكبر التلسكوبات على الأرض أو في الفضاء”.
وأضافت: “لقد طورنا إجراءًا مخصصًا لمعالجة الصور يسمح لنا بتحليل أضعف الأضواء واتبعنا خطوات قياسية لدراسة هذا الضوء الباهت في الصور الفلكية والتي تتضمن عمل نماذج ثنائية الأبعاد وإزالة كل الضوء باستثناء الضوء القادم من خلف المجموعة الشمسية “.
تم توثيق هذا الاكتشاف في عدد قليل من الدراسات، نُشر اثنان منها في مجلة Astronomical Journal وآخر في مجلة Astrophysical Journal Letters.
قاد إحدى الدراسات البروفيسور روجير ويندهورست من جامعة ولاية أريزونا، والذي أشار إلى أن أكثر من 95 بالمائة من الفوتونات الضوئية التي تظهر في صور هابل تأتي من أماكن على بعد أقل من 3 مليارات سنة ضوئية من الأرض.
قال ويندهورست: “منذ أيام هابل المبكرة في العمل، تجاهل معظم مستخدمي التلسكوب فوتونات السماء هذه، لأنهم كانوا شديدي الاهتمام وقتها بالأجسام الكبيرة الباهتة المنفصلة في صور هابل، مثل النجوم والمجرات”، “لكن فوتونات السماء هذه تحتوي على معلومات مهمة يمكن استخلاصها بفضل قدرة هابل الفريدة على قياس مستويات السطوع الخافتة بدقة عالية على مدى ثلاثة عقود من عمرها.”
ويعتقد العلماء أنهم من خلال هذه التحليلات الجديدة للصور فإنهم قد يكونوا تمكنوا من تحديد جزء جديد تمامًا من التكوينات الأثيرية الكامنة وراء نظامنا الشمسي بأكمله.
المصدر: DW