ينقسم نصف الكرة الشمالي للمريخ إلى منطقتين مميزتين على نطاق واسع: الأراضي المنخفضة الشمالية الملساء والمرتفعات الجنوبية المتناثرة هنا وهناك.
وتقع منطقة “أرض العرب” (Arabia Terra) بين هاتين المنطقتين، ويعتقد أنها تحتوي على بعض أقدم صخور الكوكب، التي يزيد عمرها عن 3.7 مليار سنة.
وأطلق عالم الفلك الإيطالي جيوفاني شياباريلي اسم “Arabia Terra”، وهي عبارة لاتينية تعني “الأرض العربية”، على هذه المنطقة في عام 1879 والتي تشبه أرض الجزيرة العربية.
واكتشف فريق من العلماء مؤخرا، يضم علماء من جامعة نورثرن أريزونا وجامعة جونز هوبكنز، أن الماء كان موجودا في منطقة “أرض العرب” المريخية، وهي منطقة مرتفعة كبيرة في شمال المريخ. وتغطي “أرض العرب” مساحة أكبر قليلا من القارة الأوروبية، وتحتوي على فوهات، كالديرا بركانية، ووديان، وتكوينات صخرية جميلة تذكرنا بطبقات الصخور الرسوبية في الصحراء الملونة أو الأراضي الوعرة.
وجلبت هذه الطبقات الصخرية وتكوينها اهتمام العلماء لسنوات، للحصول على فهم أفضل للبيئات الماضية منذ ثلاثة إلى أربعة مليارات سنة وما إذا كانت هناك ظروف مناخية مناسبة للحياة على السطح.
واستخدم عالم الكواكب زاكاري ديكسون وزملاؤه، صورا وبيانات من كاميرا ناسا NASA’s Context Camera أو كما تعرف اختصارا CTX، وكاميرا HiRISE عالية الدقة على متن مركبة مارس ريكونيسانس أوربيتر، ونظام التصوير الحراري (THEMIS)، لدراسة مساحة تبلغ نحو 22 ألف كم مربع من “أرض العرب” بالتفصيل.
ومن هذه الصور، أنشأ الفريق خرائط عالية الدقة ونماذج ارتفاع رقمية لدراسة جيومورفولوجيا المنطقة (علم شكل الأرض أو شكلياء الأرض)، ما سمح لهم بتحديد ووصف سبع بحيرات قديمة جديدة في المنطقة.
ونُشر العمل في مجلة Journal of Geophysical Research: Planets. وركز العلماء على ميزات paleolake (هي بحيرة كانت موجودة في الماضي)، بما في ذلك مستويات البحيرة ومستجمعات الصرف ومنافذ البحيرة.
ووجدوا أن أشكال البحيرات كانت غير منتظمة مقارنة بالبحيرات ذات الشكل الدائري الموجودة في الحفر في المرتفعات الجنوبية. وكان هناك دليل على تدفقات المياه السطحية التي ملأت البحيرات وكذلك مجاري الخروج التي استنزفتها، ما شكل سلسلة متتالية من البحيرات.
ولاحظ الفريق أيضا مستويات مياه سابقة متعددة داخل كل من الحفريات القديمة، ما يشير إلى أن البحيرات استمرت على مدى فترات طويلة من الزمن خلال “نواتشيان” (وهو نظام جيولوجي وفترة زمنية مبكرة على كوكب المريخ تتميز بمعدلات عالية من النيازك والكويكبات والآثار واحتمال وجود المياه السطحية الوفيرة)، بدلا من التكوين والاختفاء بسرعة.
وخلص العلماء إلى أنه للحفاظ على ملء البحيرات وتصريفها، يجب أن تكون المياه السائلة شائعة، مع مدخلات ثابتة في نظام البحيرة من هطول الأمطار والمياه الجوفية. ويفترضون أن البيئة التي يحتمل أن تكون صالحة للسكن في الماضي البعيد للمريخ، والتي أشارت إليها هذه الحفريات القديمة، توفر موقعا مثاليا لبيولوجيا الفلك المستقبلية ودراسات المناخ القديم.
المصدر: phys.org