“ماء فريداً” و”أسراب من كائنات صغيرة” في “أنتاركتيكا”.. ماذا وجد العلماء؟
على جرف جليدي كبير يقع داخل كهف في القارة القطبية الجنوبية، قفز علماء نيوزيلنديون فرحا لاكتشافهم نظاما بيئيا مهما تحت الماء.
فالعلماء الذين توجهوا للمنطقة بقصد دراسة تأثيرات المناخ على الجرف، وجدو أسرابا من كائنات صغيرة تشبه الروبيان على عمق 500 متر تحت ما اعتبره “ماء فريدا”.
ودعم معهد “أنتاركتيكا نيوزيلندا” مجموعة باحثين من جامعات في ويلينغتون وأوكلاند وأوتاغو، والمعهد الوطني للمياه والغلاف الجوي (نيوا)، للتحقيق في الدور الذي يمكن أن يلعبه المناخ في ذوبان الجرف الجليدي.
لكن المفاجأة كانت سيدة المشهد، فعندما حفروا في الجليد إلى الأسفل امتلأت كاميراتهم بمزدوجات الأرجل، وهي مخلوقات صغيرة من نفس نسب الكركند وسرطان البحر.
وقال كريغ ستيفنز من معهد “نيوا”: “لفترة من الوقت اعتقدنا أن خطأ ما حصل في الكاميرا، لكن عندما تحسن التركيز لاحظنا وجود سرب من المفصليات بحجم 5 مم تقريبا”.
وأوضح هو هورغان قائد البحث، أن زملاءه كانوا على دراية بشبكة من بحيرات المياه العذبة والأنهار المخفية أسفل الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي، لكن لم يتم مسحها بشكل مباشر بعد.
وأضاف هورغان: “كانت مراقبة النهر وأخذ عينات منه بمثابة أول من يدخل عالما خفيا”.
ولفت إلى أن مجموعة من الأدوات تركت في النهر لمراقبة سلوكه، بينما سيقوم باحثو المختبر بالتحقيق فيما يجعل المياه فريدة من نوعها.
المصدر: ترجمات
اقرأ أيضاً: علماء يعثرون على بكتيريا تتمتع بـ “قدرات خارقة” في القطب الجنوبي
اكتشف علماء في تشيلي بكتيريا في القارة القطبية الجنوبية، لها جينات تمنحها مقاومة طبيعية للمضادات الحيوية ومضادات الميكروبات، ولديها القدرة على الانتشار خارج المناطق القطبية.
أندريس ماركوليتا، الباحث بجامعة تشيلي، الذي ترأس الدراسة التي نشرتها مجلة علم البيئة الكلي، في مارس/آذار، قال إن هذه “القدرات الخارقة” التي تتيح مقاومة الظروف القاسية موجودة في أجزاء متنقلة من الحمض النووي، ويمكن أن تنتقل بسهولة إلى بكتيريا أخرى.
وأضاف ماركوليتا: “نعلم أن تربة شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، وهي إحدى المناطق القطبية الأشد تضرراً من ذوبان الجليد، بها مجموعة كبيرة متنوعة من البكتيريا، وأن بعضها يمثل مصدراً محتملاً لجينات ورثتها من الأجداد تمنح مقاومة للمضادات الحيوية”.
وجمع العلماء من جامعة تشيلي عدة عينات من شبه الجزيرة القطبية من 2017 إلى 2019، فيما أشار ماركوليتا: “يجدر التساؤل حول ما إذا كان تغير المناخ يمكن أن يكون له تأثير في حدوث الأمراض المعدية”، مضيفاً “في سيناريو محتمل يمكن لهذه الجينات أن تغادر هذا الخزان (الذي تعيش فيه) وتكون عاملاً معزِّزاً لظهور أمراض معدية وتفشيها”.
وجد الباحثون أن البكتيريا المعروفة باسم الزائفة الزنجارية، وهي إحدى مجموعات البكتيريا السائدة في شبه الجزيرة القطبية، ليست مسببة للأمراض، لكن من الممكن أن تكون مصدراً “لجينات المقاومة”، وهو ما لا يمكن وقفه باستخدام المطهرات الشائعة مثل الكلور أو الأمونيوم الرباعي.
ومع ذلك، فإن النوع الآخر من البكتيريا التي أخضعوها لدراستهم، وهي بكتيريا الدقائق القطبية أحادية الخلية، لديها “القدرة على تعطيل عمل المضادات الحيوية من نوع بيتا لاكتاماز، التي تُعدّ ضرورية لعلاج الالتهابات المختلفة”، حسبما قال ماركوليتا.
تحذيرات من ذوبان الجليد
يشار إلى أنه في وقت سابق حذَّر علماء من كارثة تهدد البشرية جراء ذوبان نهر ثويتس، أحد أكبر الأنهار الجليدية بالعالم، ويقع غرب المنطقة القطبية الجنوبية في شبه جزيرة “أنتاركتيكا”، وهو عبارة عن حوض جليدي شاسع المساحة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت إن سنوات من الأبحاث التي أجراها باحثون بريطانيون وأمريكيون أظهرت أن شقوقاً وتصدعات كبيرة فُتحت في الطبقات العليا والسفلى من نهر ثويتس الجليدي، ويخشى العلماء من انهيار النهر الجليدي، وربما ذوبانه في غضون خمس سنوات أو أقل من ذلك.
كما أشاروا إلى أن ذوبانه يمكن أن يُطلق نفايات نووية ومسببات الأمراض القاتلة، إذ يرى الباحثون أنه مع ذوبان الجليد في القطب الشمالي من المحتمل أن يرفع مستوى سطح البحر، ويُسهم في تدمير النُّظم البيئية حول العالم، ولكن يمكنه أيضاً إطلاق مخاطر كيميائية وبيولوجية تم عزلها بأمان في السابق.
يمكن أن تشمل هذه المخاطر الفيروسات والبكتيريا القديمة أو غير المكتشفة، والمواد الكيميائية السامة، وحتى النفايات النووية.
وأضاف الباحثون: “كانت التربة الصقيعية القطبية الشمالية بؤرة للنشاط الصناعي واستخراج الموارد، وحتى الاختبارات النووية السوفييتية، ما يعني أن هناك كثيراً من القمامة الخطرة الكامنة في الداخل وتنتظر إطلاقها إذا واصلنا حرق الكوكب”.
وبحسب التقرير هناك أكثر من 100 نوع مختلف من الميكروبات المحصورة في التربة الصقيعية القطبية الشمالية، مقاومة لأدوية المضادات الحيوية.
المصدر: رويترز
اقرأ أيضاً: قد تكشف شكل القارة قبل تجمدها.. اكتشاف بحيرة بحجم مدينة تحت القطب الجنوبي
اكتشف العلماء الذين يحققون في الجانب السفلي من أكبر صفيحة جليدية في العالم في القارة القطبية الجنوبية بحيرة بحجم مدينة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، تقع البحيرة التي سميت “سنو إيغل”، في واد يبلغ عمقه ميلًا في مرتفعات أرض الأميرة إليزابيث في أنتاركتيكا، على بعد بضع مئات الأميال من الساحل.
وتبلغ مساحة البحيرة حوالي 370 كيلومترًا مربعًا أي في مساحة مدينة فيلادلفيا. وتقع البحيرة تحت الصفيحة الجليدية في شرق أنتاركتيكا، وهي واحدة من صفيحتين جليديتين كبيرتين في القارة القطبية الجنوبية وأكبر صفيحة جليدية على الكوكب بأسره.
ووفقًا للعلماء، فقد تحتوي الرواسب في بحيرة “سنو إيغل” على تاريخ الصفيحة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية منذ بداياتها الأولى.
ويمكّنهم هذا الاكتشاف من الكشف عن شكل القارة القطبية الجنوبية قبل أن يتجمد، وكيف أثر تغير المناخ عليها وكيف يمكن أن يتغير الغطاء الجليدي مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
وتم الكشف عن البحيرة، التي يغطيها ميلان من الجليد، بواسطة طائرة مزودة برادار لاختراق الجليد، والذي يرسل موجات الراديو والوقت الذي يستغرقه انعكاسه مرة أخرى.
وقال مؤلف الدراسة دون بلانكينشيب من جامعة تكساس في أوستن: “قد يكون لهذه البحيرة سجل كامل من تاريخ الصفيحة الجليدية في شرق القارة القطبية الجنوبية، والذي بدأ منذ أكثر من 34 مليون سنة، بالإضافة إلى نموها وتطورها عبر الدورات الجليدية منذ ذلك الحين”.
وكانت أول علامة على وجود البحيرة هي اكتشاف العلماء انخفاضًا سلسًا على صور الأقمار الصناعية للغطاء الجليدي. ولتأكيد ذلك، أمضى العلماء ثلاث سنوات في إجراء مسوحات فوق الموقع باستخدام رادار اختراق الجليد وأجهزة الاستشعار التي تقيس التغيرات الدقيقة في جاذبية الأرض والمجال المغناطيسي.
ويبلغ عمق الرواسب في قاع البحيرة 1000 قدم، وقد تشمل رواسب نهرية أقدم من الغطاء الجليدي نفسه.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عثر باحثون على مستعمرة “للأسماك الجليدية” في المحيط المتجمّد الجنوبي، ربما تكون الأكثر اتساعًا في العالم.
وتعتبر المناطق القطبية موقعًا مناسبًا للاكتشافات العلمية، حيث يمكن للعلماء أن يدرسوا فيزياء الغلاف الجوي والسحب المتكونة في طبقات الجو العليا مثل سحب الستراتوسفير القطبية والتي يعتقد أنها تؤدي دورًا رئيسيًا في تدمير طبقة الأوزون، فضلًا عن دراسة الإشعاعات الكونية لفهم أوسع للكون ونشأته.
كما يمثل القطبان أيضًا منجمًا ذهبيًا لعلماء الجيولوجيا، فهناك كنز من البيانات لفهم تاريخ الأرض والصفائح التكتونية، بل وحتى البحث عن أسلاف الديناصورات.
المصدر: وكالات