حظيت القوارب العاملة بالطاقة الشمسية بشعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، وباتت خيارًا مهمًا لتسخير طاقة الشمس للإبحار وبديلًا موفرًا للطاقة وصديقًا للبيئة.
وتمتاز هذه القوارب عن نظيرتها التقليدية بقدرتها على الإبحار لمسافات طويلة دون الحاجة إلى التوقف لتموين الوقود، كما أنها لا تنتج انبعاثات كربونية.
فقد أسهم ازدهار صناعة الألواح الشمسية والبطاريات القابلة لإعادة الشحن في تحويل حلم القوارب العاملة بالطاقة الشمسية إلى حقيقة.
ويستعمل هذا النوع من القوارب العاملة بالطاقة الشمسية، لتشغيل المحرك وأنظمة الملاحة والأجهزة الأخرى الموجودة على متنها.
ويعمل النظام الشمسي مثل أي نظام شمسي آخر، مع بعض الاختلافات الهيكلية لتلبية المتطلبات والتحديات الفريدة التي تواجه البيئة البحرية.
فالألواح الشمسية المركبة على القارب دورها تجميع الطاقة من الشمس وإرسالها إلى جهاز التحكم في الشحن الشمسي، الذي يتحكم في تدفق الكهرباء إلى البطاريات القابلة لإعادة الشحن، التي عادة ما تكون من الليثيوم أيون.
ومن البطاريات، تُرسل الكهرباء إلى المحركات الكهربائية وأنظمة الملاحة والأجهزة، مثل الغلايات وأفران الميكرويف، عبر العاكس الذي يحوّل التيار المباشر إلى التيار المتردد.
وتستعرض منصة الطاقة المتخصصة في هذه السطور أفضل القوارب العاملة بالطاقة الشمسية لعام 2022..
سايلنت 60
تشتهر شركة سايلنت بريادتها في تطوير القوارب العاملة بالطاقة الشمسية، واستطاعت من خلال قارب سايلنت 66 الفوز في نوفمبر/تشرين الثاني (2021) بجائزة “بست أوف بوتس” في فئة “الأفضل للسفر”.
ووفقًا لموقع الشركة، تُعد هذه الفئة مناسبة للسفر لمسافات طويلة مع توافر وسائل الراحة كافّة، للعيش على متنها بصورة دائمة، وقدرتها على التكيف مع الظروف القاسية في البحر.
ويُعد قارب سايلنت 60 أحد اليخوت العاملة بالطاقة الشمسية القادرة على الإبحار بهدوء ودون انبعاثات، ويبلغ طوله 60 قدمًا ويتميّز بسقفه وواجهته المليئة بألواح الطاقة الشمسية.
كما أنه أول يخت يعمل بالطاقة الشمسية يعبر المحيط الأطلسي، ويتميّز بوجود 42 لوحًا شمسيًا بقوة 17 كيلوواط على السطح.
ويمكنه الإبحار بسرعة 7 إلى 8 أميال في الساعة لمدة تصل إلى 9 ساعات أو قرابة 100 ميل بحري يوميًا.
80 إيكو
استطاعت شركة “صنريف” لفت أنظار العالم بعرض قارب 80 إيكو في مهرجان كان لليخوت هذا العام.
فهو عبارة عن قارب فاخر يحتوي على منظومة طاقة شمسية متكاملة، وحاصل على براءة اختراع مع خلايا مدمجة في هيكل القارب وسطحه وعلى جانبيه.
ويمكن للقارب استيعاب 8 أشخاص للإبحار في جو هادئ، وتتوفر به وسائل الرفاهية كافّة.
وتمكّن مهندسو الشركة من تركيب 1720 قدمًا مربعة من الألواح الشمسية، وتتميز هذه الألواح بخصائص فريدة، إذ عملوا على تصميم خلايا كهروضوئية خاصة بالشركة.
وفي أثناء النهار، يمكن أن تتجاوز الطاقة التي تنتجها الألواح الشمسية استهلاك القارب، ويمكن أن تصل كثافة الشحن بسبب الطاقة الشمسية فقط إلى 20 كيلوواط.
سيرينيتي 74
كشفت شركة سيرينيتي يخت -التي تتخذ من جزر كايمان مقرًا لها- الستار عن يخت سيرينيتي 64 الذي يعمل بالطاقة الشمسية خلال معرض ميامي الدولي للقوارب في 2020، لكنها وعدت بثورة جديدة في صناعة اليخوت الفاخرة مع إطلاق سيرينيتي 74.
ووفقًا لموقع الشركة، ما يزال سيرينيتي 74 قيد الإنشاء، لكنها تتوقع أن يغيّر قواعد اللعبة في صناعة اليخوت الفاخرة.
ويحتوي القارب على 110 أمتار مربعة من ألواح صن باور، بقدرة 240 واط/متر مربع.
وهذا يعطي للقارب القدرة على الإبحار بسرعة 7-9 عُقد مع استمرار تشغيل الأجهزة كافّة على متنه، كما يتميّز القارب ببطارية بقوة 306 كيلوواط.
أديتيا
بدأ مؤسس شركة “نافلت سولار آند إلكتريك بوتس”، سانديت ثانداشروي، عام 2013 تصميم قوارب وسفن لا تنتج عنها انبعاثات كربونية.
وأطلق أول عبّارة تعمل بالطاقة الشمسية في الهند خلال عام 2017، والمعروفة باسم “أديتيا”، كما يعمل على تطوير سفن شحن تعمل بالطاقة النظيفة للصيادين بأسعار معقولة وسهلة الاستعمال.
واستطاعت الشركة تطوير القوارب العاملة بالطاقة الشمسية خلال الشهور الماضية، وتلقت أول طلب تصدير لها في عام 2022.
وأعلنت الشركة أنها تلقت طلبًا بقيمة 650 ألف دولار من جزر المالديف للحصول على عبارات أديتيا، التي يبلغ طولها 20 مترًا وعرضها 7 أمتار، لاستعمالها في نقل الركاب بين الجزر.
ويتميّز محرك العبارة بقدرة 40 كيلوواط، وبطارية بقدرة 40 كيلوواط/ساعة، التي يمكن شحنها عن طريق الشبكة أو بألواح شمسية بقدرة 20 كيلوواط مثبتة على السطح.
وقال ثانداشروي إنه يبيع القوارب منذ عام 2009، في حين بدأ بيع عبّارات أديتيا منذ 6 سنوات، موضحًا أن هذه العبارات نقلت نحو مليوني راكب، ووفرت مليوني لتر من الديزل.
سول سنسز
انضم قارب سول سنسز إلى صفوف القوارب العاملة بالطاقة الشمسية.
ومع إضافة قارب سول سنسز 62 الجديد بطول 18.8 مترًا، تمتلك شركة سول يخت -حاليًا- أسطولًا مكون من 6 يخوت تعمل بالكهرباء أو الطاقة الشمسية.
وتركز سول سنسز على تطوير القوارب العاملة بالطاقة الشمسية منذ عام 2016.
وتتميّز قواربها بوجود محركين كهربائيين بقدرة 40 كيلوواط، وبطارية بقدرة 106 كيلوواط/ساعة.
زورق خالد
مع زيادة أسعار الوقود والمولدات في مصر، بدأ أصحاب الزوارق البخارية واليخوت يتجهون إلى الطاقة الشمسية.
ويمثّل الزورق السياحي “آل خالد” في مدينة الغردقة في محافظة البحر الأحمر نموذجًا وحلًا رائدًا يمكن تطبيقه.
واستعان الزورق بمنظومة طاقة شمسية متكاملة بقدرة 3 آلاف و200 واط، وتعمل على تشغيل كل أعمال الإنارة والكشافات ومضخات المياه العذبة والمالحة ومضخة النقعية وشاشة و3 مكيفات صحراوية، ونظام صوتي، وثلاجة تجميد طوال اليوم، وشفاط 40 سنتيمترًا ومروحة مكتب، وشواحن جوالات، إلى جانب منظمة طاقة شمسية لشحن بطاريات التشغيل دون مولد كهربائي حال عدم تشغيل المحرك.
كما شهدت منطقة حماطة جنوب مدينة مرسى علم تركيب محطة طاقة شمسية متكاملة بقدرة 2 كيلوواط بزورق صيد سياحي.
ويمكن للمنظومة تشغيل أحمال الإنارة ومضخات المياه العذبة والمالحة وأجهزة الملاحة والاتصالات وشواحن الهواتف، إلى جانب جهاز تكييف 1.5 حصانًا يعمل نهارًا -فقط- في ساعات الذروة.
اليخت السياحي روجا
يُعد اليخت الشراعي السياحي روجا واحدًا من أبرز اليخوت التي استغلت الطاقة الشمسية لتشغيلها، ويوجد -أيضًا- في منطقة حماطة جنوب الغردقة.
وتُسهم المحطة الشمسية في شحن البطاريات وتوفير سعة 12 فولتًا لأحمال الإنارة وبعض الأحمال الكهربائية كمضخات المياه، وثلاجة، وأجهزة الملاحة والاتصالات وشواحن الجوالات.
كما شهدت قرية مارينا السياحية في الساحل الشمالي بمصر تركيب منظومة طاقة شمسية متكاملة بأحد الزوارق السياحية لتوفير كهرباء نظيفة على مدار 24 ساعة.
وتصل سعة المحطة 7 كيلوواط/ساعة يوميًا، وبقدرة أحمال قصوى 2 كيلوواط، لتشغيل أحمال التيار المتردد للإنارة وثلاجة ميني بار وشواحن الجوالات وشاحن الحاسب المحمول، إلى جانب أحمال التيار المستمر لبعض أعمال الإنارة ومضخات المياه العذبة والمالحة ومضخة النقعية، وأجهزة الملاحة والاتصالات.
المصدر: الطاقة