رغم انطلاقتها الصعبة في عام 2014، تمضي شركة نيكولا الأميركية الناشئة، نحو تصنيع شاحنات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، وطرح شاحنتها “تري” في سوق الشحن لمسافات طويلة.
وبدأ نجم الشركة الأميركية يسطع في حقلي سيارات البطاريات ومركبات خلايا الوقود بحلول عام 2016، بحسب ما نشره موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica) الأميركي المعني بأخبار التكنولوجيا النظيفة والطاقة المستدامة والسيارات الكهربائية.
وبدت “نيكولا” مستعدة للمنافسة في سوق الشحن المحايد كربونيًا، وهو ما تبين من التزام شركة أنهايزر بوش الأميركية بشراء 800 شاحنة من نيكولا في عام 2018، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الطريق إلى خلال وقود الهيدروجين
تبددت آمال شركة نيكولا الأميركية سريعًا؛ ففي سبتمبر/أيلول من عام 2020، استقال رئيسها التنفيذي السابق، تريفور ميلتون، من منصبه بعد اتهامه بالاحتيال، وهرب المستثمرون، وألغيت الطلبات، وبدا أن الشركة مستعدة للتوقف عن العمل.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، بدأت الشركة بيع نسخة تعمل بالبطاريات الكهربائية من شاحنتها “تري” لمسافات طويلة في أوروبا، قبل أن يتسلم مطار لوس أنجلوس الدولي في ديسمبر/كانون الأول 2022، شاحنة “تري” الصغيرة الكهربائية، مستفيدًا من خصم بقيمة 120 ألف دولار أميركي من برنامج حوافز القسائم في ولاية كاليفورنيا.
وأشار المحلل لدى موقع كلين تكنيكا، جو بوراس، إلى أن شاحنات نيكولا مؤهلة للحصول على “حوافز ضخمة” في ولاية نيويورك؛ ما يمهّد الطريق للمبيعات المستقبلية في الولايات المتحدة، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعند انطلاقة الشركة الأميركية لأول مرة في عام 2014، لم تكن فكرة شاحنات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين فكرة مستدامة؛ حيث كان الغاز الطبيعي (ولا يزال) المصدر الأساسي لإمدادات الهيدروجين العالمية، إلى جانب مصادر أحفورية أخرى.
بحلول عام 2019، يبدو أن الجدول الزمني للهيدروجين المستدام أخذ بالتسارع، وتحظى سوق الهيدروجين الأخضر الآن باحترام صانعي سياسات الطاقة وأصحاب المصلحة الآخرين في مجال الطاقة المتجددة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
زيادة اعتماد الهيدروجين الأخضر
أدرجت شركة نيكولا الهيدروجين الأخضر في خططها طويلة المدى منذ البداية، وحتى وقت قريب بدا من المرجّح أن شاحنات خلايا الوقود التابعة للشركة ستعتمد على الهيدروجين من مصادر أحفورية.
في ضوء ذلك، سارعت الشركة إلى زيادة إمدادات الهيدروجين الأخضر، وفي ديسمبر/كانون الأول، انضمت نيكولا لشركة ناشئة أخرى تعمل بخلايا الوقود في الولايات المتحدة، وهي شركة بلوغ باور، التي بدأت بتركيز أولي على خلايا الوقود للرافعات الشوكية المحايدة كربونيًا.
وبحلول عام 2020، كانت اهتمام شركة بلوغ باور ينصبّ على إنتاج الهيدروجين، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، يُلزم إعلان ديسمبر/كانون الأول شركة بلوغ باور بشراء ما يصل إلى 75 شاحنة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين على مدار السنوات الـ3 المقبلة.
وستربط شركة بلوغ باور شاحنات خلايا الوقود بناقلات الهيدروجين السائل لديها، لتشكيل شبكة توصيل تتوافق مع خطط شركة نيكولا لإنشاء مركز هيدروجين أخضر في مدينة باكاي بولاية أريزونا الأميركية.
وبحسب الشركة الأميركية؛ فقد “اختيرت شركة بلوغ باور لتوفير نظام تسييل متكامل تمامًا للمشروع الذي سيُصَمم لإنتاج 30 طنًا متريًا يوميًا في مرحلته الأولى، بزيادة تصل إلى 150 طنًا متريًا يوميًا”، حسبما نشر موقع كلين تكنيكا (CleanTechnica).
وتتوقع نيكولا أن تزودها شراكة العرض والبيع بما لا يقل عن 100 طن متري يوميًا من الهيدروجين، وهذا فقط في المراحل الأولى.
في حالة سارت الأمور وفقًا للخطة، فإن شركة نيكولا ستحصل على المزيد من الهيدروجين من شركة بلوغ باور، التي تُوَسِّع شبكتها إلى مواقع متعددة.
دعم إدارة بايدن
في عام 2013، رفضت إحدى شركات صناعة السيارات الكبرى خلايا وقود الهيدروجين، لكن الدعم المقدم من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يمكن أن يبرر طموحات الشركة الأميركية على المدى الطويل.
وتدير وزارة الطاقة الأميركية برنامج منح بقيمة 8 مليارات دولار يهدف إلى إنشاء شبكة كاملة من مراكز الهيدروجين في جميع أنحاء البلاد، وربط الطلب بالعرض والنقل.
ويُموَّل البرنامج من خلال قانون البنية التحتية الفيدرالي بين الحزبين، الذي ينص على أن المصادر الأحفورية يجب أن تؤدي دورًا مهمًا في تحول الطاقة، ومع ذلك؛ فإن التركيز الرئيس ينصبّ على الهيدروجين الأخضر وغيره من المصادر غير الأحفورية.
بالنسبة لشاحنة “تري”، التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين؛ فإن شركة نيكولا تقدمها في إطار عقد إيجار متكامل يغطي تكلفة الشاحنة والوقود والصيانة في دفعة شهرية واحدة، ومن المتوقع بدء الإنتاج في عام 2023.
وأصبحت تكلفة الهيدروجين الأخضر مستمرة في الانخفاض مع نضوج سلسلة التوريد وتحسن تقنية المحلل الكهربائي، وفق المعلومات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
جدير بالذكر أن برنامج “هيدروجين شوت” التابع لوزارة الطاقة الأميركية يهدف إلى خفض تكلفة الهيدروجين غير الأحفوري إلى 1 دولار للكيلوغرام، بانخفاض 80% عن مستواه الحالي، وتُبذَل جهود حثيثة بشأن تحسينات الكفاءة للمحلل الكهربائي.
المصدر: الطاقة