تراجع سعر برميل النفط عالميًا بأكثر من 4% في ختام اليوم الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني (2023)، وسط تعاملات متقلبة، مع تجدد المخاوف من ضعف الطلب من الصين، والقلق بشأن الركود الاقتصادي.
كانت أسواق النفط قد استهلت تعاملاتها الصباحية على تراجع من أعلى مستوياتها في شهر، بعد أن أثّرت البيانات الاقتصادية الصينية وتحذيرات رئيس صندوق النقد الدولي من صرامة عام 2023 في معنويات السوق، وصعدت نحو 1% في وقت سابق قبل أن تعاود التراجع من جديد.
سعر برميل النفط عالميًا اليوم
في نهاية التعاملات، تراجع أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم شهر مارس/آذار 2023- بنحو 4.4%، إلى 82.10 دولارًا للبرميل.
كان خام برنت قد حقق مكاسب بنسبة 10.4% خلال 2022، بعد أن قفز بنسبة 50.2% في عام 2021؛ إذ ارتفع سعر برميل النفط عالميًا في مارس/آذار إلى ذروة بلغت 139.13 دولارًا للبرميل، وهو مستوى لم يُشهَد منذ عام 2008، بعد غزو روسيا أوكرانيا؛ ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات وأمن الطاقة.
كما انخفض سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي -تسليم فبراير/شباط 2023- بنسبة 4.2%، إلى 76.93 دولارًا للبرميل، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وارتفع الخام الأميركي بنسبة 6.7% في عام 2022، بعد مكاسب بلغت 55% العام الماضي.
وكانت أسعار النفط الخام قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة الماضي 30 ديسمبر/كانون الأول (2022)، على ارتفاع بنحو 3%، ليحقق مكاسبه السنوية الثانية على التوالي.
الطلب في الصين
أثّرت بيانات الصناعة الضعيفة في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم وثاني أكبر مستهلك للنفط ، في سعر برميل النفط عالميًا.
انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 49.0 في ديسمبر/كانون الأول من 49.4 في نوفمبر/تشرين الثاني.
وظل المؤشر دون مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين النمو والانكماش لمدة خمسة أشهر متتالية، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ومع ذلك، كانت هناك عودة إلى النشاط المنتظم في الصين اليوم الإثنين، إذ تحدّى بعض الناس في المدن الرئيسة البرد وزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، مما رفع احتمال تعزيز الاقتصاد والطلب على النفط مع مزيد من التّعافي.
أوضاع سوق النفط
قال المحلل في سي إم سي ماركيتس، ليون لي: “لا يمكن للسوق أن يتوقع انتعاشًا سريعًا للاقتصاد الصيني بعد 3 سنوات من محاولات السيطرة على الوباء، والإفلاس الجماعي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وارتفاع معدل البطالة، والزيادة السريعة في معدل الادخار الاجتماعي، والنمو السريع في عدد الإصابات والوفيات، الأشهر الأخيرة”.
جاء ذلك بعد أنباء عن زيادة أكبر من المتوقع في الدفعة الأولى من حصص تصدير المنتجات النفطية لعام 2023 التي أصدرتها الحكومة الصينية.
وعزا عدد قليل من التجّار ذلك إلى توقعات ضعف الطلب المحلي، إذ تواصل البلاد محاربة موجات كوفيد -19.
علاوة على ذلك، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، يوم الأحد، إن الولايات المتحدة وأوروبا والصين – المحركة الرئيسة للنمو العالمي- تتباطأ جميعها في وقت واحد، مما يجعل عام 2023 أكثر صعوبة من عام 2022 بالنسبة للاقتصاد العالمي.
تدفقات النفط الروسي
قال محللو سوسيتيه جنرال، إن السلع شهدت تدفقات صعودية كبيرة بلغت 12.3 مليار دولار في الأسبوع الذي انتهى في 27 ديسمبر/كانون الأول، وهو أكبر تدفّق صعودي أسبوعي منفرد في عام 2022.
وقال المحللون: “السلعة ذات أكبر تدفقات كانت خام برنت، الذي شهد تدفقًا صعوديًا بقيمة 3.4 مليار دولار، إذ أوجزت روسيا ردّها على الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع التي فرضت سقفًا لسعر صادرات البلاد من النفط الخام إلى أطراف ثالثة”.
وحظر الرئيس فلاديمير بوتين إمداد النفط الخام والمنتجات النفطية بدءًا من الأول من فبراير/شباط لمدة 5 أشهر للدول التي التزمت بالسقف، وتضمَّن مرسومه أيضًا بندًا يسمح له بإلغاء الحظر في حالات خاصة.
حُوِّل النفط الروسي إلى الهند والصين من أوروبا، إذ قال تجّار، إن موسكو تعتزم زيادة صادرات الديزل من ميناء بريمورسك على بحر البلطيق إلى 1.81 مليون طن في يناير/كانون الثاني، لكن من المتوقع أن تنخفض الصادرات من توابسي إلى 1.333 مليون طن.
توقعات سعر النفط
بالنظر إلى الأشهر المقبلة، يتوقع محللو الطاقة بأن تستمر المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي في التنافس مع وتيرة إعادة فتح الصين في دعم سعر برميل النفط عالميًا.
يرى المحللون أن ضعف الدولار سيساعد إلى حدّ ما، بينما العوامل قصيرة المدى ستشمل تحديثات المخزون وبيانات عن الإمدادات الروسية.
المصدر: الطاقة