اكتشف أحد علماء الآثار الهواة نظام الكتابة البدائي الذي استخدم في العصر الجليدي، حيث خلص إلى أن العلامات التي يبلغ عمرها 20000 عام كانت شكلاً من أشكال التقويم القمري.
ويشير بحث بن بيكون إلى أن رسومات الكهوف لم تكن مجرد شكل من أشكال التعبير الفني ولكنها استخدمت أيضا لتسجيل معلومات معقدة حول توقيت دورات التكاثر لدى الحيوانات.
وقال البروفيسور بول بيتيت، عالم الآثار في جامعة دورهام ، إنه “مسرور لأنه أخذ الأمر على محمل الجد، عندما اتصل به بيكون، مضيفا: “تُظهر النتائج أن الصيادين وجامعي الثمار في العصر الجليدي كانوا أول من استخدم تقويما وعلامات منهجية لتسجيل المعلومات حول الأحداث البيئية الرئيسية في ذلك التقويم”.
شرع بيكون في فك هذه الرموز، والوصول إلى الأبحاث السابقة وصور فن الكهوف في المكتبة البريطانية والبحث عن الأنماط المتكررة، قائلاً إنه من “السريالي” معرفة ما كان يقوله الناس قبل 20000 عام.
باستخدام دورات ولادة الحيوانات المكافئة اليوم كنقطة مرجعية، استنتج الفريق الذي ساعد بيكون أن عدد العلامات المرتبطة بحيوانات العصر الجليدي كان رقماً قياسياً، حسب الشهر القمري، لوقت التزاوج، واعتقد أن إدراج علامة “Y”، تعني الولادة.
قال بيتيت: “نحن قادرون على إظهار أن هؤلاء الأشخاص، الذين تركوا إرثا من الفن المذهل في كهوف لاسكو وألتاميرا، تركوا أيضا سجلا في ضبط الوقت مبكرا والذي سيصبح في النهاية أمرا شائعا بين جنسنا البشري.”
ونظرا لأنه يُعتقد أن العلامات تسجل المعلومات رقميا بدلا من تسجيل الكلام، فإنها لا تعتبر كتابة بمعنى الأنظمة التصويرية والمسمارية التي ظهرت في سومر من 3400 قبل الميلاد فصاعدا ولكنها مصنفة على أنها نظام كتابة أولية.
قال بيكون: “بينما نتعمق في عالمهم، ما نكتشفه هو أن هؤلاء الأسلاف القدامى يشبهوننا كثيرا أكثر مما كنا نظن سابقا”.
شجعت النتائج الفريق على إجراء مزيد من البحث حول معنى العلامات الأخرى الموجودة في رسومات الكهوف.
وقال بيكون: “ما نأمله، هو أن فتح المزيد من أجزاء نظام الكتابة الأولية سيسمح لنا باكتساب فهم للمعلومات التي قدّرها أسلافنا”.
المصدر: وكالات