انتشرت العديد من المهن الجديدة في سوريا لم يألفها السوريون، لاسيما في الآونة الأخيرة التي شهد فيها الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد تراجعاً غير مسبوق بالتزامن مع تدهور في سعر صرف الليرة السورية بشكل كبير أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات الأجنبية.
وأشارت تقارير محلية إلى أن مهنة نقل البضائع عبر المسافرين من إلى سوريا أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل كبير، حيث أن شركات الشحن باتت تشتكي من هذا الأمر كون هذه الهنة تعتبر مضاربة مباشر على عمل تلك الشركات.
وبينت التقارير أن هذه المهنة أصبحت مهنة راسخة الأركان نظراً لأنها تدر أرباح خيالية ومبالغ مالية ضخمة على السوريين العاملين بها، حيث تصل المبالغ إلى مئات آلاف الليرات السورية في السفرة الواحدة.
وبحسب التقارير فإن الشحن عبر المسافرين يتميز بالعديد من الأمور بالمقارنة مع شركات الشحن النظامية، حيث أن الشحن عن طريق المسافرين يتميز بفرصة وصول الأغراض بوقت أسرع.
كما أن الشحن عن طريق المسافرين يوفر على الزبائن مسألة إنجاز المعاملات الورقية والعديد من الأمور التي يجب القيام بها عند الشحن عبر الشركات النظامية.
وأشارت التقارير إلى أن العاملين في هذه المهنة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي ويقومون بإنشاء مجموعات على “فيس بوك” و”واتس آب” مختصة بهذه المهنة.
وأضافت أن العاملين في هذه المهنة يعلنون عبر تلك المجموعات مواعيد الرحلات ذهاباً وإياباً، ويشيرون إلى أنهم على استعداد لنقل الأغراض من وإلى سوريا مقابل مبالغ مالية يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.
وحول قانونية هذه المهنة، أكد رئـ.ـيس اتحـ.ـاد شركات الشحن الـ.ـدولي في سوريا “صالح كيشور” في حديث لموقع “أثر برس” المحلي أن هذا العمل قانوني، وذلك في إطار تعليقه على انتشار هذه الظاهرة بين السوريين حالياً.
وأوضح “كيشور” أن ضمانة شركات الشحن النظامية العاملة في السوق هي قدرتها على شحن أوزان أكبر من تلك التي يحـ.ـق للمسافرين حلمها على متن خطوط الطـ.ـيران.
وبالنسبة لأسعار الشحن عن طريق المسافرين، أشارت التقارير إلى أن المسافرين يطلبون أجوراً متفاوتة وغير ثابتة مقابل الخدمات التي يقدمونها، وذلك حسب نوع ووزن الأغراض المراد شحنها.
وذكرت المصادر أنه على سبيل المثال، فإن الشحن من إلى إيران يكلف نحو 5 دولارات عن كيلو من الأغراض مثل الملابس والأطعمة، و3 دولارات عن كـ.ـل علبة دواء.
ونوهت إلى أن تكلفة نقل الملابس من سوريا إلى السويد عن كيلو غرام واحد حوالي 66 ألف ليرة سورية، أما تكلفة نقل جهاز موبايل بين البلدين فتقدر بنحو 180 ألف ليرة سورية.
أما شحن خمس كيلو غرامات ملابس من ألمانيا إلى الأراضي السورية فتقدر تكلفته بنحو 700 ألف ليرة سورية، فيما تبلغ تكلفة نقل موبايل سامسونج نحو 350 ألف ليرة سورية.
وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن الأرقام الواردة تعتمد على بعض التجارب الشخصية لبعض الزبائن، لكنها توضح أن المسافرين يمكنهم تحقيق أرباح بمئات آلاف الليرة في السفرة الواحدة.
طيف بوست