“من النفايات” ..طالب سوري يبهر الأتراك باختراع سيغيّر شكل المدن الحديثة في العالم
احتفت وسائل إعلام تركية بنجاح شاب سوري يعمل مع فريق أكاديمي في جامعة إينونو بولاية ملاطية على تطوير مشروع لصناعة الأنابيب الخرسانية عبر الاستفادة من النفايات، وهو ما قد يفتح الباب لثورة جديدة بالعالم بمجال إنشاء البنية التحتية للمدن الحديثة.
وسلط موقع haber7 التركي، أمس الثلاثاء، الضوء على النجاح الذي حققه السوري براء ريحاوي بمشاركة فريق أكاديمي مكون من 5 أشخاص من جامعة إينونو عبر تطوير أنابيب خرسانية مقاومة لضغط يصل إلى 12 طناً، وذلك من خلال استخدام مواد النفايات.
وأشار الموقع إلى أن المشروع الرائد هو الأول من نوعه في تركيا، وقد بدأ العمل عليه منذ حوالي 4 أشهر، حيث من المتوقع أن يفتح المشروع آفاقًا جديدة في تكنولوجيا البنية التحتية العالمية، فضلاً عن كونه صديقاً للبيئة وقليل التكاليف.
بديل للخرسانة الإسمنتية
وحول طبيعة المشروع، قال السوري ريحاوي وهو طالب دراسات عليا في الجامعة، وأحد أعضاء فريق المشروع: “في هذه الدراسة، أنتجنا جيلاً جديداً من الخرسانة الجيوبوليمرية الخالية من الإسمنت كبديل للخرسانة الإسمنتية، والتي تسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”.
وتابع: “لقد حرصنا على تطبيق هذا الجيوبوليمر (نوع من الخرسانة المستخدمة في البناء) في مشاريع البنية التحتية الخرسانية التي قمنا بإنتاجها”.
وأعرب ريحاوي عن شكره لأعضاء الفريق وأساتذته في الجامعة ومسؤولي البلدية الذين ساهموا في دعم المشروع الذي تم اختباره في بيئة خاصة للتأكد من مدى فعاليته وإمكانية الاستفادة منه في البناء.
تحمل ضغط يصل لـ12 طناً
من جهته، قال إركاي كوتلوسوي، وهو طالب دراسات عليا في قسم الهندسة المدنية بجامعة إينونو، إن الأنابيب تم تصنيعها باستخدام ألياف صلبة وهي توفر مرونة كبيرة وتتحمل ضغطاً عالياً، فضلاً عن كونها اقتصادية جداً لأنها تعتمد على مواد من النفايات.
فيما أثنى الدكتور في جامعة إينونو، مسلم مرعش، على المشروع وقال إنه تم تنفيذه بالتعاون مع بلدية ملاطية.
وأشار مرعش إلى أن ما يميز الأنابيب المصنّعة هو أنها تُستخدم في مشاريع البنية التحتية ذاتية الإصلاح، حيث من المهم مقاومتها للتأثيرات الكيميائية لبعض المواد مثل الأحماض والكبريتات.
وأوضح أن تلك الأنابيب هي صديقة للبيئة بالكامل ولا تتسبب بانبعاث أي غازات احتباس حراري وهي مطابقة للمعايير الأوروبية، فضلاً عن كونها قليلة التكلفة ولا تحتاج معالجة وفائقة القوة.
ويعيش في تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سوري، انخرط مئات الآلاف منهم في الجامعات التركية وسوق العمل وباتوا يشكلون قوة رافدة للاقتصاد التركي في مختلف المجالات، خاصة السياحية والتعليمية والإنتاجية.
المصدر: أورينت نت