أكد مدير الخدمات المُدارة لدى (Intelcia IT Solutions)، فيصل اهلالي، الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب يتوفر على كل المقومات ليصبح رائدا إقليميا في مجال تكنولوجيا المعلومات في أفق 2030 ، والتمكن من نشر خدماته على المستوى القاري .
وأكد السيد اهلالي، خلال مداخلة له في إطار الصباحية الرابعة من سلسلة ندوات مجموعة (لوماتان/Le Matin)، المنظمة حول موضوع “قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال 5 إلى 10 سنوات: أي مهن جديدة، وأي مهارات جديدة ؟”، أن تموقع المملكة كمركز إفريقي وقربها من أوروبا يمنحها “إمكانات كبيرة” في مجال تكنولوجيا المعلومات ينبغي الاستفادة منها لتحسين القدرة التنافسية الوطنية .
وسجل، خلال هذا اللقاء-مناقشة المنظم بشراكة مع (Intelcia IT Solutions)، أنه على غرار نجاحه في تطوير صناعات السيارات والطيران، فإن المغرب مدعو الآن للانضمام إلى الدينامية العالمية لنشر تكنولوجيا المعلومات .
في سياق ذلك، قال إلياس العماري، رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة أن إنعقاد مؤتمر “سايفاي أفريقيا 2018 “يأتي في وقت تؤكد فيه البيانات المتاحة أن التكنولوجيا باتت محركاً أساسياً للنمو وخلق الوظائف في القارة الافريقية التي شهدت خلال الفترة الماضية نمواً متسارعاً أسفر عن قفزة قياسية في عدد مراكز التكنولوجيا لتصل إلى مستوى يبلغ 314 مركزاً تكنولوجيا في 93 مدينة في 42 دولة بالقارة.
وتابع قائلاً “ولما كانت المملكة المغربية رائدة افريقيا في قطاع التكنولوجيا فإن ريادتها تفرض عليها بحث المستقبل الذي تحملة التكنولوجيا للقارة الافريقية خصوصا أن المملكة المغربية تسيطر على حصة حاكمة تبلغ نحو 45 في المائة من مجموع الصادرات التكنولوجية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى باقي دول العالم ، وفقا لأحدث البيانات الرسمية المتاحة.
واشار إلى أنه “وانطلاقا من طنجة فإن سايفاي افريقيا 2018 يبحث حزمة من التحديات التي أنتجها التطور التكنولوجي المتسارع في القارة الافريقية بمشاركة واسعة من خبراء دوليين وعالميين “.
ومن جانبه، شدد مدير التحول والبيانات لدى التجاري وفابنك، عصام العلوي، على أهمية إشراك جميع فاعلي تكنولوجيا المعلومات لتحقيق هذه الدينامية، لاسيما من خلال تكامل منظومة المقاولات الناشئة لإدارة المواهب .
كما دعا العلوي إلى تعميق النقاش حول الإشكاليات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، حتى يتمكن المغرب من ترسيخ ريادته في هذا المجال على المستوى الإقليمي، وتطوير منظومة غنية ومتكاملة لفائدة اقتصاده وخدماته الرقمية .
وتميز هذا اللقاء بمناقشة آفاق مهن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أفق 2025 و2030، واحتياجات القطاع المستقبلية، من قبل ثلة من الأخصائيين .
وانقسمت هذه السلسلة من الندوات إلى أربع صباحيات، همت كلها مهن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وناقشت الصباحيات الثلاثة الأولى مواضيع “الوضع الراهن وآفاق فاعلي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، و”بروفايلات العاملين بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: أي مستخدمين وأي مهارات؟”، و”أي استراتيجية لمقاولات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل استقطاب والحفاظ على المهارات”.
جدير بالذكر أن أبرز القضايا التي يبحثها سايفاي أفريقيا 2018 بطنجة، التدفق الأفقي للابتكار من إفريقيا إلى البلدان النامية الأخرى إلى جانب استعراض آليات انشاء مجتمع رقمي للجميع في افريقيا مع تعزيز الإدماج المالي والاجتماعي كما يناقش سايفاي افريقيا 2018 أيضاً طرق تعزيز نمو الاقتصاد الإبداعي الأفريقي وآليات تأمين أنظمة الدفع بواسطة الهاتف في أفريقيا وتأثير وسائل الإعلام الاجتماعية على النتائج الانتخابية.
الإلكترونيات الدقيقة.. قطاع أدرك المغرب أهميته في مواكبة مجالات حيوية للتنمية
ترتبط الإلكترونيات الدقيقة بدراسة وتصنيع العناصر والمكونات الإلكترونية الدقيقة، كما يوحي بذلك اسمها، وتعد صناعتها واحدا من المؤشرات المهمة التي تستخدم لقياس تقدم الدول والشعوب، ومن ثمة أهمية وضرورة تطوير واستغلال هذا القطاع.
وتعد الإلكترونيات الدقيقة واحدة من أسرع الصناعات نموا في السنوات الأخيرة، بل أضحت واحدة من أهم الصناعات الحديثة التي تتيح إمكانيات كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير الآلاف من مناصب الشغل.
ووعيا منه بأهمية هذا القطاع، خلد المغرب، السبت، اليوم الوطني للإلكترونيات الدقيقة، الذي يحتفل به في 13 فبراير من كل سنة، كموعد سنوي للوقوف على مدى تطوير وتعزيز هذا القطاع الحيوي الهام الذي فرض نفسه، في السنوات الأخيرة، كخيار حتمي لمواكبة العديد من أوراش التنمية، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة والاتصالات وصناعة السيارات والطائرات.
وتتركز جهود المغرب على زيادة الوعي بالتقنيات والتطبيقات الحديثة وتعزيز الترابط العلمي بين الجامعات بالمملكة ونظيراتها من الجامعات العالمية، والرقي بمستوى البحث العلمي في مجال الإلكترونيات الدقيقة باعتباره أحد المجالات الرئيسة للتطوير التقني الذي يشهده العالم في العصر الحالي.
ويتم العمل، في هذا الإطار، على تطوير هذا القطاع الذي يتوفر على إمكانيات هامة، عبر خلق الظروف التي تضمن تنميته، لاسيما من خلال الابتكار والبحث والتطوير ودعم الاستثمار في هذا القطاع المعتمد على الابتكار وتعزيز تنافسيته، في سوق عالمية يفوق رقم معاملاتها 300 مليار دولار.
ويبذل المغرب جهدا لتحقيق طموحه لأن يصبح بلدا منتجا للتكنولوجيا، حيث تندرج في هذا الإطار الاتفاقيتان الموقعتان قبل سنتين بين شركات “موروكو ميكرو إلكترونيك كلوستير” و”مونتور غرافيك”و”إس تي-إيركسون”، بوصف هذه الجهات من الفاعلين المرجعيين على الصعيد العالمي، وذلك بغية توفير أرضية تيسر تحقيق المشاريع المشتركة بين الشركات ومختبرات البحث والجامعات بما يمكن من تعزيز قطاع الالكترونيات الدقيقة في المغرب.
كما تم خلال سنة 2009 إطلاق “إستراتيجية المغرب ابتكار”، والتي تم، في إطار تفعيلها، التوقيع على عقود برامج بين الدولة وأربعة أقطاب مغربية للتنافسية والابتكار، وكذا إحداث 3 صناديق عمومية بقيمة 510 ملايين درهم، وذلك بغية تسريع عملية تنمية المغرب وإدراجه بشكل مستدام في اقتصاد المعرفة من خلال تحفيز الابتكار والبحث والتطوير، خاصة في القطاعات الصناعية والتكنولوجيا، بما في ذلك الالكترونيات الدقيقة.
وفي إطار الانفتاح على التجارب الدولية والاطلاع على مستجدات القطاع، احتضنت مدينة الدار البيضاء، أواخر شهر دجنبر الماضي، أشغال “المؤتمر الدولي ال27 للإلكترونيات الدقيقة”، والذي نظمته المدرسة المغربية لعلوم المهندس بشراكة مع مجموعة من الجامعات الدولية كالمدرسة المتعددة التقنيات بموريال كندا والجامعة الفرنسية بلورين وجامعة وترلو كندا والجامعة اللبنانية والمؤسسة الدولية للالكترونيات بمدينة الدار البيضاء- المملكة المغربية.
واستعرض خلاله أزيد من 200 من كبار الباحثين والخبراء من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وإفريقيا وآسيا نتائج آخر بحوث الإلكترونيات الدقيقة.
ومن شأن هذا التوجه وهذه الخطوات المساهمة في مواكبة مخطط تسريع التنمية الصناعية 2014-2020، كمنظوم شاملة لتطوير قطاعات حيوية، مثل صناعة الطائرات والسيارات والاتصالات والطاقات المتجددة، تكتسي فيها التكنولوجيات الحديثة، والإلكترونيات الدقيقة، أهمية قصوى.
صادرات التكنولوجيا تبوئ المغرب ريادة شمال إفريقيا والشرق الأوسط
شفت بيانات إحصائية صادرة عن مصالح وزارتي المالية والتجارة الخارجية عن استمرار تسجيل مزيد من الارتفاع على مستوى صادرات المغرب من المنتجات والخدمات التكنولوجية المتطورة، التي أهلته لمواصلة ريادة قائمة الدول العربية المصدرة للتكنولوجيا.
ويسيطر المغرب على نحو 45 في المائة من مجموع الصادرات التكنولوجية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى باقي دول العالم، في الوقت الذي سجلت فيه صادرات الجزائر من هذه المنتجات والخدمات تدهورا كبيرا خلال العقد الحالي، بعد تقهقرها من 21 مليون دولار سنة 2000 إلى أقل من 3 ملايين دولار فقط حاليا.
وكشفت البيانات الرسمية عن ارتفاع قيمة الصادرات المغربية من المنتجات التكنولوجية نحو الخارج، خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، بنسبة 100 في المائة، حيث انتقلت من نحو 500 مليون دولار في بداية العقد الماضي إلى 950 مليون دولار قبل أن تستقر في أزيد من مليار دولار مع نهاية السنة الماضية.
ويعزو الخبراء الاقتصاديون هذا الانتعاش اللافت في حجم الصادرات المغربية من المنتجات والخدمات التكنولوجية إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بالمناخ الاستثماري للمغرب.
وأكد الخبير عزيز لحلو، في تصريح لهسبريس، أن هذه العوامل تتمثل بالدرجة الأولى في انخفاض كلفة اليد العاملة المؤهلة التي تشتغل في القطاعات التكنولوجية والتسهيلات الجبائية التي منحت لكبريات الشركات الأوربية والأمريكية من أجل فتح وحدات إنتاجية صناعية في المغرب، مضيفا أن “المغرب نجح في استقطاب استثمارات أوروبا التكنولوجية، نتيجة اتفاقيات مشتركة تلتزم فيها الشركات الغربية بتشغيل اليد العاملة المحلية المغربية”.
وأقدمت شركات تصنيع السيارات والشرائح الإلكترونية المستعملة في الحواسيب وأجهزة التلفاز والاتصالات، على مدى السنوات الخمس عشرة الأخيرة، على فتح وحداتها الصناعية بالمغرب؛ وهو ما أسهم في زيادة أداء هذا القطاع زيادة لافتة أثرت إيجابا على مداخيل المغرب من العملة الصعبة.
المصدر: مواقع الكترونية عربية