وجد عدد من علماء الفلك نظاماً كوكبياً يضم عالماً كونياً “ممنوعاً” من الوجود، بحسب وصفهم، ما من شأنه أن يعيد كتابة الطريقة التي تشكلت بها مثل هذه الكواكب.
يمتلك النظام كوكباً غازياً عملاقاً، يشبه كوكب المشتري Jupiter، ولكن يصنف نجمه ضمن فئة “الأقزام الحمراء”، ويبلغ حجمه أربعة أضعاف حجم المشتري نفسه.
في السابق، اعتقد العلماء أن نجماً صغيراً إلى هذا الحد غير قادر على استضافة مثل هذا الكوكب الغازي الضخم.
“النجم المضيف، ويسمى “تي أو آي- 5205” (TOI-5205)، يبلغ حجمه نحو أربعة أضعاف حجم كوكب المشتري، ولكنه مع ذلك نجح بطريقة ما في تكوين كوكب بحجم المشتري، في ظاهرة ثثير الدهشة تماماً!”، قال الباحث الذي تولى الإشراف على البحث شوبهام كانوديا، من “معهد كارنيغي للعلوم” في واشنطن.
في السابق، تكونت كواكب عملاقة غازية حول نجوم أقزام من النوع “أم”M شأن “تي أو آي- 5205″، ولكن النجم المكتشف حديثاً أصغر سناً، وكتلته أصغر مقارنة مع هذه الفئة من النجوم.
أطلق العلماء على الكوكب المكتشف اسم “تي أو أي 5205 بي” (TOI 5205b)، نسبة إلى اسم النجم الذي يدور حوله.
وفق كانوديا، “يوسع وجود “تي أو أي 5205 بي” معرفتنا عن الأقراص الكوكبية التي ولدت فيها هذه الكواكب”.
“في البداية، إذا لم تتوفر مواد صخرية كافية في القرص الكوكبي لتشكيل اللب الأولي، لا يمكنه أن يشكل كوكباً غازياً عملاقاً. وفي النهاية، إذا تبخر القرص الكوكبي قبل أن يتشكل اللب الضخم، فلن يتمكن القرص من تكوين كوكب غازي عملاق. ومع ذلك، تشكل “تي أو أي 5205 بي” على رغم هذه المعوقات.
“استناداً إلى فهمنا الحالي الشكلي لتكوين الكواكب، يجب ألا يكون “تي أو أي 5205 بي” موجوداً، إنه كوكب “ممنوع” من الوجود.
رصد العلماء “تي أو أي 5205 بي” للمرة الأولى بوصفه كوكباً محتملاً بواسطة “القمر الصناعي الاستقصائي للكواكب العابرة الموجودة خارج المجموعة الشمسية”، أو “تيس” TESS، علماً أنه يبحث عن الانخفاض المميز في الضوء الذي يحدث عندما تعبر الكواكب نجومها، والمعروف باسم “العبور”. كان “تي أو أي 5205 بي” ملحوظاً بسبب التشابه النسبي في الحجم بين الكوكب ونجمه، مما يعني أنه يحجب نحو سبعة في المئة من ضوء النجم، وهي إحدى أكبر عمليات العبور المعروفة.
في مرحلة لاحقة، تفحص العلماء “تي أو أي 5205 بي” باستخدام تلسكوبات فضائية أخرى، وأكدوا أنه كوكب، وأنه ذو حجم كان يعتقد سابقاً أنه مستحيل.
الآن، يأمل الباحثون في النهوض ببحوث إضافية حول هذا العالم الكوني باستخدام “تلسكوب جيمس ويب الفضائي” التابع لوكالة الفضاء “ناسا” الذي بدأ مهامه أخيراً. يعني العبور الضخم أن عمليات الرصد الفضائية تلك لا بد من أن تكون مثمرة جداً- وتساعد في تسليط الضوء على تكوين تلك الكواكب، فضلاً عن التفاصيل المتصلة بولادتها الاستثنائية.
© The Independent