تريد وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) تحديد المناطق الزمنية للقمر حيث يتم تعيين البشر للعمل والعيش في نهاية المطاف على سطح القمر.
كانت الفكرة مطروحة منذ العام الماضي، لكن وكالة الفضاء الأوروبية والشركاء الدوليين يمضون قدما في معمة إنشاء “وقت مرجعي مشترك على القمر” تقبله جميع الدول التي ترتاد الفضاء.
وفي الوقت الحالي، تعمل مهمة القمر حسب وقت الدولة التي تشغل المركبة الفضائية.
ويناقش الفريق الذي يبحث في الوقت القمري ما إذا كان يجب على منظمة واحدة تعيين الوقت على القمر والحفاظ عليه، لكنهم يحققون في مشكلة فنية.
تعمل الساعات على القمر أسرع منها على الأرض، وتكتسب حوالي 56 ميكروثانية كل يوم وتحدث الدقات بشكل مختلف على سطح القمر عنها في المدار القمري.
وربما الأهم من ذلك، أن الوقت القمري يجب أن يكون عمليا لرواد الفضاء هناك، كما أشار بيرنهارد هوفنباخ من وكالة الفضاء.
وتأتي هذه الأخبار فيما يتطلع العديد من الدول إلى إطلاق بعثات إلى القمر، وخاصة وكالة الفضاء الأمريكية.
وتتطلع ناسا إلى عام 2025 كعام إعادة البشر إلى القمر – وهي المرة الأولى منذ أكثر من 50 عاما.
وهذا جزء من برنامج Artemis، الذي أكمل المرحلة الأولى أواخر العام الماضي. الجزء القادم هو Artemis II، الذي سيرسل رواد فضاء ناسا في رحلة حول القمر في عام 2024.
وقال هوفنباخ في تصريح له: “سيكون هذا تحديا كبيرا، حيث يستمر كل يوم 29.5 يوما أرضيا. ولكن بعد أن أنشأنا نظام توقيت للعمل على سطح القمر، يمكننا المضي قدما في فعل الشيء نفسه بالنسبة لوجهات الكواكب الأخرى”.
وقد تم طرح محادثات لتحديد وقت محدد للقمر العام الماضي خلال اجتماع في مركز تكنولوجيا ESTEC التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في هولندا.
وقال مسؤولو الفضاء الأوروبيون إن المنطقة الزمنية القمرية المقبولة دوليا ستجعل الأمر أسهل على الجميع، وذلك أساسا لأن المزيد من الدول وحتى الشركات الخاصة تستهدف القمر وتستعد وكالة ناسا لإرسال رواد فضاء إلى هناك.
وكان على ناسا أن تتعامل مع مسألة الوقت أثناء تصميم وبناء محطة الفضاء الدولية، مع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإطلاق أول قطعة لها.
وبينما لا تحتوي المحطة الفضائية على منطقتها الزمنية الخاصة، إلا أنها تعمل بالتوقيت العالمي المنسق، أو UTC، والذي يعتمد بدقة على الساعات الذرية.
ويساعد ذلك في تقسيم الفارق الزمني بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الكندية وبرامج الفضاء الشريكة الأخرى في روسيا واليابان وأوروبا.
وقال يورج هان، كبير مهندسي جاليليو في وكالة الفضاء الأوروبية، والذي يقدم أيضا المشورة بشأن الجوانب الزمنية للقمر: “لقد تم تحقيق قابلية التشغيل البيني للوقت والأطر المرجعية الجيوديسية بنجاح هنا على الأرض لأنظمة الأقمار الصناعية للملاحة العالمية؛ جميع الهواتف الذكية اليوم قادرة على الاستفادة من نظام GNSS الحالي لحساب موقع المستخدم وصولا إلى مستوى المتر أو حتى ديسيمتر. يمكن إعادة استخدام تجربة هذا النجاح للأنظمة القمرية التقنية الطويلة المدى القادمة، على الرغم من أن ضبط الوقت المستقر على القمر سيطرح تحديات فريدة خاصة به – مثل مراعاة حقيقة أن الوقت يمر في توقيت مختلف بسبب تأثيرات الجاذبية والسرعة النوعية للقمر”.