تُعد عوالم الكواكب الخارجية محط دراسة علماء الفلك لإيجاد حياة خارج حدود كوكب الأرض. فعلى بعد 31 سنة ضوئية فقط من الأرض اكتُشف كوكب خارجي بنفس حجم الأرض، من المحتمل أن يحوي علامات على وجود الحياة، يدور على مسافة من نجمه ولف 1609 في النطاق الصالح للعيش.
لا توجد أية أدلة لحد الآن تدعم فرضية وجود الحياة في هذا الكوكب المسمى ولف 1069 ب، وتعد عوالم كهذه محط أنظار علماء الفلك للبحث عن بصمات مستقبلية لحياة ممكنة.
تعيق التكنولوجيا الحديثة اكتشاف عوالم خارج نظامنا الشمسي، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بكواكب صغيرة الحجم ، وذلك بسبب اعتماد دراسة تأثيرها على نجومها من خلال ظاهرة العبور التي تكشف عن التغيرات الطفيفة التي تحدث لضوء نجم عندما يمر كوكب خارجي أمامه، وتكتشف طريقة السرعة الشعاعية التغيرات الطفيفة في الطول الموجي للضوء حيث يتحرك النجم بشكل طفيف جدًا، من خلال تفاعل جاذبي بينه وبين كوكبه.
اكتُشف ما يزيد عن 5200 كوكب خارجي، وتوجد العشرات منها على مسافة من نجومها تسمح بظهور مياه في حالتها السائلة.
إن ما يسمى بالنطاق الصالح للحياة هو ما يساهم في تسهيل عملية البحث عن كواكب خارجية صالحة للحياة، لأن علماء الفلك يقومون بحصر عملية البحث في هذا النطاق دون البحث في النظام النجمي بأكمله.
يتمم الكوكب ولف 1609 ب -المكتشف من قبل معهد ماكس بلانك لعلوم الفلك بقيادة ديانا كوساكوفسكي- دورةً كاملةً حول نجمه خلال 15 يومًا أرضيًا تقريبًا، هذا يعني أنه أقرب إلى نجمه بـ 15 ضعفًا من قرب الأرض إلى الشمس، يُحتمل في مسافة كهذه استحالة ظهور الحياة فيها، هذا إن كان كوكب ولف 1609 ب يدور حول نجم مثل شمسنا، لكن عندما يتعلق الأمر بنجم قزم أحمر، فإن النطاق الصالح للعيش يكون أقرب للنجم مقارنة بالنجوم الأخرى.
رغم قرب ولف 1609 ب من نجمه فإنه يتلقى إشعاعًا من نجمه يصل إلى 65% فقط مما تتلقاه الأرض من الشمس، وعلى هذا النحو فإنه من المفترض أن تكون حرارة الكوكب سالب 23 درجة مئوية، هذا يعني أن المياه ستكون متجمدة، لكن مع غياب الغلاف الجوي سيتحول الماء من الحالة الصلبة إلى الغازية.
يمكن أن يرفع الغلاف الجوي درجة حرارة كوكب خارجي ما بحبس الحرارة، لكن من الضروري أن يكون الغلاف كثيفًا، فالمريخ أيضًا يمتلك غلافًا جويًا، لكن درجة الحرارة تصل فيه إلى سالب 65 درجة مئوية ويرجع ذلك إلى رقة غلافه الجوي. يعتقد أغلب علماء الفلك أن غلاف المريخ الجوي الرقيق، يعود لفقدانه مجاله المغناطيسي الواقي.
ينتج المجال المغناطيسي بواسطة دوران وتحويل وتوصيل السوائل داخل نواة الكوكب، فتتحول الطاقة الحركية إلى طاقة مغناطيسية تشكل مجال الكوكب المغناطيسي.
تكشف عمليات المحاكاة عن مرحلة من المواجهات العنيفة في أثناء بناء النظام الكوكبي ولف 1609 ب، ستؤدي هذه المواجهات إلى تسخين الكوكب في مرحلة شبابه، ما يشير إلى أن لب ولف 1069 ب ما يزال منصهرًا مثل قلب الأرض، وبالتالي يمكن أن يولد مجالًا مغناطيسيًا.
نظرًا إلى أن المنطقة الصالحة للسكن في أنظمة النجوم القزمة الحمراء قريبة جدًا من النجم، فإن معظم الكواكب الخارجية التي تدور حولها في هذا النطاق تكون في مدار مقفل. هذا يعني أن أحد الجانبين في نهار دائم والآخر في ليل دائم.
مع ذلك، تظهر الأبحاث أن عوالم مثل كوكب خارجي كهذا ما يزال من الممكن أن تستضيف حياة، لا سيما في المناطق الموجودة في الخط الفاصل بين الليل والنهار، وتظهر خريطة محاكاة درجة الحرارة لكوكب ولف 1609 ب أن الماء السائل من المرجح أن يكون موجودًا في المنطقة النهارية التي تواجه النجم مباشرةً.
المصدر: ساينس أليرت – ترجمة: ibelieveinsci