ما يقرب من 190 عامًا، بحث العلماء عن أصول الزواحف البحرية القديمة التي عاشت في عصر الديناصوراتوكان لها أسلاف سبقت هذه الكائنات العملاقة.
ومؤخراً اكتشف فريق من علماء الحفريات السويديين والنرويجيين بقايا أقدم إكثيوصور عاش في هذا العصر والمعروف باسم “السحلية السمكية” في جزيرة سبيتسبيرجين النائية في القطب الشمالي.
والإكثيوصورات هي مجموعة منقرضة من الزواحف البحرية تم اكتشاف أحافيرها في جميع أنحاء العالم. وتعتبر هذه الكائنات من بين أولى الحيوانات التي سارت على اليابسة وتكيفت مع الحياة في البحر، وطوّرت شكل جسم “يشبه السمكة” يشبه الحيتان الحديثة، بحسب ما ذكر موقع “ساي تك دايلي”.
كانت الإكثيوصورات على قمة السلسلة الغذائية في المحيطات في الوقت الذي جابت فيه الديناصورات الأرض، وسيطرت على الموائل البحرية لأكثر من 160 مليون سنة.
وفقًا للمراجع العلمية، فقد غامرت الزواحف لأول مرة بالنزول إلى البحر المفتوح بعد حادث الانقراض الجماعي الذي وقع في نهاية العصر البرمي، وهو الحدث الذي دمر النظم البيئية البحرية ومهد الطريق لفجر عصر الديناصورات منذ ما يقرب من 252 مليون سنة، بحسب موقع “ايفوليوشن نيوز”.
وبحسب الرواية التاريخية العلمية فقد غزت الزواحف سطح الأرض وكان لديها أقدام تستعملها للمشي في البيئات الساحلية الضحلة للاستفادة من المناطق الشاغرة التي غادرتها الحيوانات المفترسة البحرية بعد وقوع حدث الانقراض الكارثي.
وبمرور الوقت، أصبحت هذه الزواحف البرمائية أكثر كفاءة في السباحة، وفي النهاية تطورت أطرافها وتحولت إلى زعانف، كما طوّرت شكل جسم يشبه السمكة، وبدأت في الولادة؛ ومع الوقت قطعت علاقتها نهائياً مع الأرض من خلال عدم الحاجة إلى القدوم إلى الشاطئ لوضع البيض.
وتمثل الحفريات الجديدة المكتشفة في جزيرة سبيتسبيرجين مرجعاً شديد الأهمية للتحقق من مدى دقة هذه النظرية والمقبولة منذ زمن طويل.
وعلى الشاطئ الجنوبي لمضيق صغير في غرب الجزيرة القطبية تكشف الجبال المغطاة بالثلوج عن طبقات الصخور التي كانت ذات يوم قاعاً طينياً للبحر منذ حوالي 250 مليون سنة.
وبحسب النظرية العلمية فقد أدى جريان نهر سريع التدفق – يغذيه ذوبان الجليد – إلى تآكل الحجر الطيني ليكشف عن صخور من الحجر الجيري. تشكلت هذه من الرواسب الجيرية التي استقرت حول بقايا الحيوانات المتحللة في قاع البحر القديم، وبالتالي حفظتها بتفاصيل مذهلة ثلاثية الأبعاد.
وفي الوقت الحالي يقوم علماء الأحافير بالبحث عن هذه الكتل الصلبة لفحص الآثار الأحفورية لتلك المخلوقات البحرية المنقرضة منذ ملايين السنين، وفق ما ذكر موقع “نيو ساينتست”.
يحاول العلماء تأكيد فرضة أن أنواع من الإكثيوصور عاشت قبل عصر الديناصورات على الأرض وتطورت لتتحول إلى كائنات بحرية بشكل كامل
وتتطابق الحفريات الجديدة المكتشفة مع حفريات قديمة للغاية للإكثيوصورات، وإن كانت أكبر حجماً، ما جعل العلماء يعتبرونها السلف الأول للإكثيوصور البرمائي، بل أن العلماء لاحظوا تطابقاً بين البنية المجهرية الداخلية للعظام التي تُظهر السمات المميزة التكيفية للنمو والتمثيل الغذائي السريعين ونمط الحياة البحري لهذه الكائنات بالكامل.
أكدت الاختبارات الجيوكيميائية للصخور المحيطة بتلك البقايا عمر الحفريات بحوالي مليوني سنة بعد الانقراض الجماعي.
وبالنظر إلى النطاق الزمني المقدر لتطور الزواحف البحرية، فإن هذا الأمر أكد على أن أصل وتنويع الإكثيوصورات المبكرة يعود إلى ما قبل بداية عصر الديناصورات؛ وبالتالي يدعم ذلك الفرضية القائلة بأن الإكثيوصورات كانت تتنقل بين البر والبحر قبل حدوث الانقراض الكبير.
المصدر: DW.COM