خطى فريق نادي مانشستر سيتي الإنجليزي خطوة كبيرة نحو نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه بثلاثية نظيفة على ضيفه بايرن ميونيخ الألماني، يوم الثلاثاء، في مباراة ذهاب ربع نهائي البطولة التي أقيمت على ملعب الاتحاد.
وسجل إيرلينغ هالاند في المباراة هدفه رقم 45 هذا الموسم ليصبح الأعلى تهديفا في جميع المسابقات في موسم واحد للمرة الأولى منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 30 عاما، متجاوزا محمد صلاح ورود فان نيستلروي.
وقدّم سيتي عرضا قويا من جميع النواحي، ويواجه بايرن تحت قيادة المدرب الجديد توماس توخيل مهمة صعبة لتغيير مسار دور ربع النهائي في مباراة الإياب على ملعب أليانز أرينا.
وقال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي “عاطفيا أنا محطم.. كبرت 10 سنوات أخرى. لقد كانت مباراة تتطلب الكثير. لم تكن مريحة”.
“الآن علي أن أرتاح، يوم عطلة للاعبين، أستعد لليستر (في الدوري الممتاز يوم السبت)”.
سجل رودري بطريقة مذهلة بتسديدة بقدمه اليسرى في الزاوية العليا بعد 27 دقيقة من المباراة.
وشكل السيتي خطرا طوال المباراة، وضاعف النتيجة قبل 20 دقيقة من النهاية، حيث مرّر هالاند بشكل مثالي لبرناردو سيلفا ليرجع إلى الشباك بعد أن استولى جاك غريليش على الكرة من دايوت أوبيميكانو.
وسجل هالاند الهدف الثالث للسيتي بعد ستة دقائق، بعدما تلقّف تمريرة جون ستونز وتابعها إلى الشباك.
وأضاف غوارديولا الذي تولى تدريب بايرن ميونيخ من 2013 حتى 2016 وفاز بثلاثة ألقاب في الدوري وثنائيتين محليتين “كانت نتيجة مذهلة لكني أعرف قليلا ما يمكن أن يحدث في ميونيخ”.
وأضاف “إذا لم تقدّم أداء جيدا حقا، فسيكون بمقدورهم تسجيل واحد، اثنان، ثلاثة. أعرف ذلك، واللاعبون يعرفون ذلك.. إنها نتيجة مذهلة، لكن علينا أن نلعب مباراتنا بشخصية ضخمة. إذا لم نلعب بطريقتنا، يمكن أن يحدث أي شيء”.
وأكمل “للتغلب على هذه الفرق، يجب أن تكون لديك مباراتان جيدتان، وليست واحدة فقط”.
مان سيتي يقدّم عرضا كاملا
سيتصدّر تحطيم هالاند للأرقام القياسية عناوين الصحف حيث لا تُظهر شهية اللاعب النرويجي البالغ من العمر 22 عاما على تحقيق الأهداف، أي علامة على الرضا.
رغم ذلك، كان هذا أكثر من مجرد عرض فردي حيث تمتّع فريق غوارديولا بأداء متميز في جميع الأماكن، بينما يتابع السعي وراء الكأس الرئيسية التي ظلت بعيدة المنال خلال سنوات المدير الفني الذي حقّق فيها نجاحا هائلا في استاد الاتحاد.
عاش سيتي أوقاتا مؤسفة من قبل في دوري أبطال أوروبا وسيواجه إما حامل اللقب ريال مدريد أو تشيلسي في مهمة محفوفة بالمخاطر في دور الأربعة، إذا أكملوا ما ينبغي أن يكون شكليا في مباراة الإياب في ميونيخ، لكنهم يبدون في حالة ممتازة.
وبالنسبة لهالاند، لديهم آلة التسجيل التي تمنح فريقا متميزا بالفعل ميزة إضافية.
لديهم أيضا مركز قوي في خط الوسط، رودري، بينما دافعوا بمرونة حقيقية، واصل ناثان إيك موسما رائعا بأداء خالي من العيوب.
أظهر برناردو سيلفا كل قواه الإبداعية بالإضافة إلى تسجيل الهدف الثاني الحاسم، بينما تجسّد أداء جاك غريليش الدؤوب من خلال الطريقة التي سدّد بها الكرة من أوباميكانو في صناعة هذا الهدف.
ثلاثة أهداف وشباك نظيفة كانت مكافأة عادلة لتفوق السيتي، ومن المؤكد أن الأمر سيحتاج الآن شيئا غير عادي لمنعهم من حجز مكانهم في نصف نهائي آخر.
توخيل يواجه مهمة شاقة
أعلن توماس توخيل عن سعادته بالعودة إلى إنجلترا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أن خلف مؤخرا جوليان ناغليسمان في بايرن ميونيخ، لكن لم يكن هناك الكثير لمدرب تشيلسي السابق ليكون سعيدا في هذه الليلة المليئة بالأمطار في مانشستر.
تتمثل مهمة توخيل في إعادة بايرن ميونيخ إلى قمة الطاولة الأوروبية، وكان نشاطه المستمر في المجال الفني مؤشرا على حجم مهمته. يكاد يكون الفوز بالدوري الألماني أمرا مفروغا منه للبايرن، لكن هذا النادي الطموح بشدة يريد المزيد وقد تعرّض للهزيمة هنا.
لقد أثبت هذا المدرب المتميز جودته في الماضي، لكنه سيحتاج إلى معجزة لإخراج بايرن من الحفرة التي وقعوا فيها في ملعب الاتحاد.
توماس توخيل “يقضي ليالي بلا نوم” قبل مواجهة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا
وقال توخيل “أحاول ألا أسمح للاعبين بالتركيز على النتيجة.. أعتقد أنها ليست نتيجة مستحقة، فهي لا تحكي قصة هذه المباراة”.
“لعبنا بشخصية وشجاعة وكثير من الجودة لكننا لم نحصل على المكافآت التي نستحقها”.
“لا تبدو 3-0 لكنها 3-0. إنها مهمة ضخمة لتغييرها (النتيجة) لكننا لن نستسلم”.