بعد 500 يوم وعلى عمق 70 مترا.. رياضية إسبانية تخرج من تحت الأرض وتحقق رقما قياسيا
صعدت الرياضية الإسبانية بياتريز فلاميني إلى سطح الأرض مجددا بعد أن قضت 500 يوم في كهف على عمق 70 مترا تحت الأرض، محطمة بذلك الرقم القياسي.
وكانت فلاميني، البالغة من العمر خمسين عاما، قد نزلت وحدها إلى الكهف الواقع بالقرب من مدينة موتريل جنوبي غرناطة في الأندلس.
الإيقاع الحيوي
فلاميني تمارس ما يعرف بالرياضة المتطرفة Extreme Athlete ، وقد انقطعت طيلة الأيام الـ 500 عن العالم الخارجي ضمن تجربة راقبها الباحثون عن كثب، كي يعرفوا المزيد عن قدرات العقل البشري ونظام التواتر اليومي، أي الإيقاع الحيوي داخل الجسم والذي يحدث على مدار 24 ساعة.
هذا التحدي بدأته الرياضية في نوفمبر / تشرين الثاني عام 2021، أي قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، وقبل انتهاء الإغلاق الصارم الذي فرضته إسبانيا أثناء جائحة كورونا، وقبل وفاة ملكة بريطانيا إليزابث الثانية.
وبعد خروجها من الكهف، تحدثت فلاميني إلى الحاضرين، قائلة إنها كانت صامتة لمدة عام ونصف العام، ولم تتحدث إلا مع نفسها. وحول تجربتها قالت: “إنها لا تُضاهى، إنها ممتازة.”
قرأت ستين كتابا
وقضت فلاميني الوقت تحت الأرض بممارسة الرياضة للحفاظ على لياقتها وإشغال نفسها، كما واظبت على الرسم ونسج قبعات من الصوف. وكان بحوزتها كاميراتان صغيرتان لتوثيق ما يحدث معها. وخلال هذه الفترة، قرأت فلاميني أكثر من ستين كتابا واستهلكت أكثر من ألف لتر ماء، حسب ما قال الفريق المشرف على التجربة.
وقال عالم الكهوف الإسباني باكو مورالس واصفا فلاميني: “كان نهج التجربة واضحا جدا بالنسبة لها. كانت قوية جدًا من الناحية العقلية، سواء من حيث التغذية، لأنها كانت تعرف جيدًا ما يجب أن تأكل، وكذلك من حيث الشرب. كانت منهجية جدا في التعامل مع الماء. إنها شخص قوي”.
وبهذه التجربة تكون فلاميني قد حطمت الرقم القياسي للانعزال تحت الأرض، والذي ظل طيلة خمسين عاما يبلغ 103 أيام. لكنها حطمت أيضا الرقم القياسي الذي حققته الإيطالية كريستين لانتزوني عام 2007، والتي قضت 269 يوما في مختبر تحت الأرض، حسب الاتحاد الأندلسي لعلوم الكهوف والوديان.
المصدر: يورونيوز