منوعات

كان متسولاً ..الصدفة التي تحولت إلى قصة نجاح أحد كبار نجوم الإذاعة في العالم

الحياة مليئة بالمفاجآت التي يمكن أن تغير أيامك وطريقة عيشك في لحظات، ودون سابق إنذار أو تخطيط!

فما حصل مع الرجل المتسول الذي انتهى به المطاف ليصبح من كبار نجوم الإذاعة، جدير بإثبات حقيقة الحياة المتقلّبة.

تابع معنا القصة المشوقة، إليك التفاصيل:

صحفي أمريكي يقود سيارته في ليلة ممطرة في شتاء العام 2011، في مدينة كولومبوس الأمريكية، لمح أمامه رجلاً واقفاً تحت المطر يحمل لافتة.

من الواضح أنه رجل متسوّل لا يملك بيتاً، إلا أن اللافتة التي يحملها الرجل لفتت نظر الصحفي.

اقترب الصحفي بسيارته من الرجل، ليتبين ملامحه؛ متسول أسود البشرة مبتسم ابتسامة واسعة تظهر أسنانه الصفراء، ويرتدي ملابس رثّة.

شعر الصحفي أن هناك قصة ما وراء هذا الرجل، فاقترب منه، ليحاول أن يتبين هذه اللافتة، فوجد مكتوباً عليها:

أنا أمتلك موهبة في صوتي .. عملت كمذيع راديو هاوِ في السابق ثم وقعت في كثير من المشاكل.. أرجوك، أي مساعدة منك سأقدرها جداً.. شكراً، فليحفظك الله!

أثارت اللافتة فضول الصحفي أكثر، فسأله عن موهبته هذه، وهو يمد يده لجيبه ليمنحه بعض العملة.

ليسمع أكبر مفاجأة على الإطلاق، عندما انطلق المتسول بهذا الصوت.

صوت إذاعي مذهل، شبيه بالأصوات الإذاعية العتيدة العريقة في الراديو الأمريكي على مدار عقود.

ويتكلم بصوت راديوي، بدون أي تعديلات صوتية أو مونتاج أو مؤثرات صوتية، كأنه صوت يخرج من الراديو مباشرة!

رفع الصحفي هذا الفيديو على اليوتيوب، لينال عدداً هائلاً من المشاهدات وقتها حول العالم في زمن قياسي، ونال شهرة واسعة، حتى أصبح الجميع يتداولون الفيديو في أمريكا، وأطلقوا عليه اسم ”المتسول ذو الصوت الذهبي”.

حياة صعبة

اسمه تيد ويليامز، كان في ذلك الوقت يبلغ الثالثة والخمسين من عمره، ومتسولاً بلا مأوى.

في السابق، كان قد خدم في الجيش، وقد تعرف على موهبته الإذاعية، إلا أنه سقط في وحل المخدرات والخمور وهو في نهاية العشرينيات والثلاثينيات من عمره، وأصبح عتيداً في عالم الجريمة.

اعتقل تيد ويليامز سبعة مرات كاملة، في عديد من التهم تشمل تعاطي المخدرات والاتجار بها، وإدمان الكحول والسرقة والتعدي على الممتلكات الخاصة والعامة.

وصدر في حقه أحكام بالحبس، قضى منها عاماً كاملاً في السجن.

لم يخرج من السجن أفضل مما كان بل أسوأ! ..بعد خروجه، عاد إلى عالم الجريمة، فاعتقل مرة أخرى في التسعينيات.

سُجن مرة أخرى وعاد إلى الحياة، و اعتقل مرة ثالثة في العام 2004 بتهم التزوير والسرقة.

عندما خرج من السجن هذه المرة أيضاً، قضى بقية سنواته متسكعاً ومتسولاً.

تزوج زواجات كثيرة وأهمل أطفاله وهجرته أسرته.

حياة كاملة في الإجرام، وحلٌ كامل من المشاكل ومستنقع من الأزمات، الا أن كل هذا تغير بسبب موقف واحد.

الموهبة التي ظهرت مرة أخرى

ضاقت به الدنيا بما رحبت، فتذكر موهبته القديمة، وقرر أن يقف على قارعة الطريق ليثير انتباه الناس.

انطلق إلى أحد الشوارع، وكتب لافتة يعرب بها عن موهبته التي تحلى بها، حتى يجذب اهتمام المارة، مقابل أن يمنحوه أي شيء مقابل أن يسمعوه، حفنة من الدولارات التي يمكن أن تساعده في يومه بدون الاضطرار للعودة إلى عالم الجريمة المغلق الذي قضى فيه حياته كلها.

ولحسن حظه، في تلك الليلة الباردة الممطرة تحديداً، مر الصحفي بسيارته، وسجل الفيديو، ورفعه إلى يوتيوب، فحظي بشهرة كبيرة، ولم تكد تمر عدة أيام بسيطة إلا وتمت استضافة تيد ويليامز في أحد برامج التوك شو الشهيرة في أمريكا ليحكي قصته!

الصوت الذهبي

بعد اللقاء، انهالت على تيد ويليامز عروض كبرى من وسائل الإعلام الأمريكية والإعلانية، للتعاون معه في أعمال وإعلانات ومحتوى إذاعي.

تحول المتشرد المتسول صاحب السجل الحافل في الجريمة، في ليلة وضحاها إلى إذاعي مميز يدرس عروض عمل مميزة في العديد من الإذاعات والقنوات الأمريكية.

بعد أيام، بدأ تيد ويليامز عمله بعمل دعاية لشركات كبرى مثل إعلانه لشركة كرافت العالمية للألبان، وشركات المشروبات الغازية، وكبرى الشركات التجارية، ثم تحول إلى واحد من أفضل الأصوات الإذاعية في أمريكا في زمن قياسي، وتمت استضافته في العديد من البرامج، ثم تحول هو نفسه إلى محاور “بودكاست” و”إذاعي” يستضيف النجوم ويتحدث إليهم.

لاحقاً، أصدر تيد ويليامز كتاباً بعنوان “الصوت الذهبي” الذي حقق نسبة أرباح كبيرة في أمريكا، يحكي فيها قصته ومعاناته وتحوله إلى نجم شهير في أفضل صدفة مر بها في حياته.

يبقى السؤال: ماذا لو كان استمر في حياة الجريمة ؟ ماذا لو لم يتوقف تيد ويليامز ، ويقرر أن يقوم بأبسط شيء ممكن؟.. لافتة مكتوب عليها شيء مثير للانتباه، وصوته الذي يسمعه للمارة تحت المطر.. ربما لم يكن ليحقق شيئاً الآن.

صدفة!

ربما.. ولكنها صدفة مدفوعة برغبة صادقة من ويليامز لتحسين حياته، وخروجه في ليلة شتوية ممطرة يسعى وراء ضربة الحظ التي تتماشى مع موهبته، وقد وجدها بالفعل!

إذا كنت تمتلك موهبة بسيطة فسارع بتنميتها، واستغلال وقتك مهما بلغت من العمر، وتذكر أن لا تستخف بها مهما بلغت من البساطة، وأن بداية نجاحك تبدأ بـ”الإيمان بنفسك”.

المصدر: عرب فاوندرز

Nasser Khatip

محرر مقالات_سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى