بدايةً، دعنا نخبرك بسرٍ صغير: امتلاك المال، مهما كان حجمه، لا يعني النجاح المالي. لكن النجاح المالي بمفهومه الحقيقي يركز على كيفية إدارة هذا المال وتوجيهه للاستخدام بأفضل طريقة ممكنة بعد امتلاكه.
وتأسيسًا على ذلك، نبشرك بأن عدم امتلاك المال، لا يعني أنك لست مؤهلًا للنجاح والريادة، بل يوجد 4 مفاتيح أو سمات، لو أنك قدرت على امتلاكها، فلن يبقى بينك وبين كسب المال والاستقلال المادي إلا التوفيق؛ ومن لم يمتلكها حتى لو حصل على المال سيفقده سريعًا.
المفتاح الأول: القدرة على التركيز
نمتلك في أذهاننا مئات الخطط، وعشرات المشاريع الجيدة التي نقول عنها “بتقص ذهب”، لكن ما مدى استعدادنا للتركيز فعليًا في تنفيذ أحدها؟!
تزخر الحياة بالإلهاءات على جميع المستويات، بعضها مهم وبعضها غير مهم، وهو ما يستدعي التركيز الذي يتمثل في القدرة على تحديد هدف واحد والتركيز عليه دون غيره من أجل تحقيقه.
فلا يمكن اعتبار تحقيق الثروة أمرا سهلا، إذ يمكن أن يستغرق أعواما، أو مدى الحياة، أو يمكن أن يكون ضربة حظ جيدة!
لكن معظم الثروات بُنيت ببطء عن طريق الاستثمار المستمر لجزء من أرباح الفرد بحكمة، حيث يجب التركيز على الوجهة، وتجنب الوقت الضائع والطاقة المهدرة، والاتجاهات الخاطئة والفرص.
المفتاح الثاني: التحلي بالانضباط الذاتي
الانضباط الذاتي، هو القدرة على التحكم في أفكار الفرد وأفعاله، إذ عرّف الكثيرون الانضباط على أنه القدرة على تأجيل إشباع الرغبات، وهو ما يتناسب مع الاستثمار الذي يتطلب الحرص على توفير جزء من الدخل بانتظام، وتجنب المتعة الفورية للشراء.
لذلك فإن الذين لا يستطيعون التحكم في إنفاقهم نادرًا ما يصنعون ثروة أو يحتفظون بها، فمعظم الناجحين ليسوا موهوبين بشكل غير عادي أو عبقريين لديهم مستوى ذكاء عالٍ، لكنهم أناس عاديون يتعلمون الربط بين أفعال اليوم ونتائج الغد.
يقول الفكاهي “ويل روجرز”: “يمكِّنُك الانضباط الذاتي من تجنب إنفاق الأموال التي لا تمتلكها، لشراء أشياء لا تحتاجها، لإثارة إعجاب أشخاص لا تحبهم”.
المفتاح الثالث: الارتقاء من المعرفة إلى الخبرة
يخلط الناس بين المعرفة التي تأتي من القراءة، والخبرة التي تأتي من القدرة على استخدام المعرفة للحصول على نتائج محددة، وكلاهما يمتلك أهمية خاصة في مرحلة معينة.
تتطور الخبرة عن طريق التطبيق المتسق والموضوعي للمعرفة المكتسبة، أو ما يسميه الباحثون “الممارسة المتعمدة”، وتظهر الأبحاث أنه من خلال العمل على ما لا يمكنك فعله وتطويره، يمكنك أن تصبح خبيرًا إذا ما أردت ذلك، نظرًا لأن الخبراء يُصنَعُون، لا يُولَدُون.
المفتاح الرابع: القدرة على إدارة المخاطر المالية
في عالم المال والأعمال المخاطر مثلها كمثل ملح الطعام، لكن يجب على المستثمرين الناجحين فهم أنواع المخاطر الكامنة في العمل وتقليل احتمالية حدوثها (التكرار) والخسارة المرتبطة بحدوثها (الحجم).
ويمكن الاستشهاد هنا بفلسفة الاستثمار الخاصة بـ “جورج سوروس”، أحد أنجح المستثمرين على الإطلاق، التي تركز على خسائر الاستثمار المحتملة، حيث يقول: “ليس مهمًّا إذا ما كنت على صواب أو خطأ، ولكن مقدار الأموال التي تربحها عندما تكون على حق ومقدار ما تخسره عندما تكون مخطئًا هو الأهم”.