من المستحيلات في عالمنا الحالي ان يوجد من لا يعرف ما هو اليوتيوب، ولكن حتماً يوجد الكثيرون الذين يجلهون كل شيء عن قصة اليوتيوب. يوتيوب هو موقع الفيديوهات الأول على شبكة الانترنت الذي يحتوي على كل الفيديوهات التي يمكن ان تقفز في ذهنك في أي مجال أياً كان. قال احدهم ان عالمنا اليوم بعيد عن المدينة الفاضلة ” يوتوبيا ” ، ولكنه عالم ” يوتيوب ” بالكامل، الحروف متقاربة لكن المعنى مختلف تماماً !
اليوتيـوب هو ظاهرة العصر، النافذة التي يمكنك من خلالها متابعة كل شيء في كافة انحاء العالم بكل الجنسيات بكل الثقافات واللغات بأي أحداث. في يوتيوب يمكنك ان تسمع اغنية وبرنامج قديم وترفيه واغاني واحداث سياسية وتاريخية وصوتية ومرئية ومكتوبة ، وتتعلم كل التخصصات التي تقفز في ذهنك. بمعنى آخر، كل شيء سوف تجد مرئياً على شاشة اليوتيوب.
قصة اليوتيوب تبدأ من أروقة شركة باي بال
هذا النجاح الضخم، الذي سحب البُساط من مشاهدة التلفاز، وحول الانظار الى هذه الشبكة الاجتماعية المرئيّة المُدهشة ، حتماً لم يكن يتوقعه ستيف شيه شن ، الشاب تايواني الجنسية المُهاجر الى أميركا مع عائلته ، والذي درس بأكاديمية العلوم بولاية الينوي، وتخرّج بشهادة أكاديمية في علوم الحاسب الآلي أهّلته للعمل في ( باي بال Paypal ) لفترة.
وأيضاً لم يكن يتوقعه كل من ( شاد هيرلي ) و ( جاويد كريم ) ، اللذان كان يعمـلان مع ستيف في شركة باي بال ، وكوّنوا ثلاثياً رائعاً لصداقة ممتدة تتميزة بالذكاء والابداع طوال فترة عملهم المشترك.
لاحقاً قامت شركة eBay العملاقة بشراء الـ Pay Pal ، الامر الذي مكّن الثلاثة شباب من الحصول على مكافأة مالية كبيرة بعد عملية اتمام الاستحواذ على شركة باي بال التي عملوا فيها، وجعلهم يبدأون التفكير في استثمار هذا المال في بدء مشروع ناشئ جديد مميز.
بداية الفكـرة
في البداية ، لم تكن فكـرة المشروع واضحة. حتى حدث الامر مصادفة عندما قاموا بحضور حفل عشاء لطيف، قاموا من خلاله بإلتقاط مجموعة من الفيديوهات المختلفة الطريفة أثناء الحفل ، ثم حاولوا تبادل الفيديوهات سوياً ، إلا أنهم لم يستطيعوا تبادل كافة الفيديوهات بسبب حجمها الكبير. فضـلاً عن صعوبة ارسالها عبر الايميل!
كان هذا الموقف البسيط الصغير جداً الذي يمر به ملايين الشباب في ذلك الوقت، كان هو بداية الشرارة لإنطـلاق قصة اليوتيوب ، الموقع الذي يتخصص في مشاركة الفيديوهات على الانترنت بشكل سريع وسلس ، ويتيح للجميع رفع الفيديوهات التي يريدها أياً كان نوعها.
فقط بعد مرور أشهر من هذه الفكـرة انطلق الموقع الذي أسمـوه ( يوتيــوب ) ، وتم رفع أول فيديو على الإطلاق تحت عنـوان ( أنا في حديقة الحيـوان Me at the Zoo ) ، مدته 18 ثانية لأحد المؤسسين جاويد كريم :
منذ انطلاقه في أبريل 2005 ، حقق الموقع قبولاً كبيراً من المستخدمين ، جعله يحصل على دعم استثمار سريع وجيد ، أهّلهم الى اضافة خصائص فنّية اضافية جيدة جداً في الموقع مثل صندوق للبحث ، واستخدام خدمات اعلانيـة بهدف تغطيـة مصروفات الشركة.
في العام 2006 ، كان الموقع يحقق نمواً مذهلاً واستخداماً هائلاً من المستخدمين، الامر الذي لفت انظار شركة غوغل العملاقة لهذا الموقع المميز الذي يعتبر كنزاً حقيقياً، فقامت بتقديم عرض استحواذ بقيمة مليار ونصف مليار دولار ، وكان هذا العرض من اضخم صفقات عالم الانترنت في تلك الفترة، خصوصاً ان يوتيوب كان موقعا صغيرا ولم يمتلئ بالمحتوى او المستخدمين بعد.
استمر كل من ستيف وشاد في مهام ادارية في يوتيوب بعد بيعه ، بينما فضّـل جواد كريم أن يتوجّه للعمل كمدرّس في جامعة ستانفورد العريقة.
اليوم ، لم يعد يوتيـوب مجرد موقع بسيط لرفع الفيديوهات، بل أصبح أهم مصدر للمحتوى المرئي على شبكة الانترنت على الإطلاق ، والذي من خلاله يمكن مشاهدة أي شيء وكل شيء بمجرد كتابة اسمه على صندوق البحث الصغير في اعلى الموقع. وايضاً لم تعد قصة اليوتيوب ونجاحه امراً عادياً، بعد ان اصبحت القصة المعتادة التي يدرسها رواد الاعمال المبتدئين لاكتساب الالهام منها ومن مآلاتها.
المصدر: عرب فاوندرز