من المؤكد أن جهود النازحين السوريين في إنتاج الفحم النباتي بطرق بدائية وبأدوات بسيطة تعكس رغبتهم الشديدة في توفير مصدر دخل لأنفسهم ولأسرهم، وتحسين ظروفهم المعيشية الصعبة.
إن العمل في صناعة الفحم النباتي يمكن أن يكون تحديًا صعبًا، ولكنهم يستمرون في ممارسة هذه المهنة التقليدية التي تم توريثها عبر الأجيال.
إن إنتاج الفحم النباتي يتطلب عملية متعددة المراحل، تبدأ بقطع الخشب وتجفيفه، ثم يتم حرق الخشب في غياب الأكسجين لفترة زمنية محددة. وبهذه الطريقة، يتم إنتاج قطع الفحم التي يمكن استخدامها كوقود للطهي والتدفئة.
عفرين هي إحدى المناطق السورية التي تضم عددًا كبيرًا من النازحين، وتوفر فرصًا محدودة للعمل والعيش. لذا، فإن إنتاج الفحم النباتي يمثل بالنسبة لهؤلاء النازحين فرصة لكسب العيش وتحسين أوضاعهم المادية.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن استخدام طرق بدائية وأدوات بسيطة في إنتاج الفحم النباتي قد يكون له تأثير سلبي على البيئة وصحة العمال.
قد تتسبب عملية الحرق في إنبعاث العديد من الملوثات الضارة للهواء وتلوث البيئة المحيطة.
لذلك، من المهم أن يتم دعم هؤلاء العمال بموارد وتقنيات تساعدهم على تحسين ظروف عملهم وتقليل التأثير البيئي السلبي.
يقول أحد العاملين في المهنة “نشتري الأخشاب من أصحاب الأراضي حيث يجمعون حطب أشجار السنديام والبلوط من الجبال ويبيعونه، ونحن نشتري منهم ونؤمن كميات لإنتاج الفحم وبالتالي بيعه”.
ويضيف “أحيانا يكون هناك أرباح وأحيانًا يكون هناك خسائر كبيرة، والمهنة متعبة لأننا لابد أن نظل متابعين للعمل ليل نهار”.
ورث هؤلاء النازحون المهنة عن أجدادهم ورغم صعوبتها فإنهم يجتهدون فيها لإعالة أسرهم (الجزيرة مباشر)
والفحم النباتي أو الخشبي شكل من أشكال الكربون غير النقي، حيث يُجمع الخشب في أكوام ويُغطى بالتراب ويُسخن لمدة 10 أيام تقريبًا.
ويتم التسخين بحرق جزء قليل من الخشب بسبب دخول كمية قليلة من الهواء، ويزوّد هذا الجزء المحترق بقية الخشب بالحرارة اللازمة لتسخينه وتحويله إلى فحم نباتي.
وهناك عوامل كثيرة تحدد جودة الفحم المنتج بهذه الطريقة أهمها
نوعية الأخشاب المستخدمة: حيث يمثل نوع الخشب أهمية كبرى في جودة الفحم المنتج.
نسبة الكربون: وهو المكون الرئيسي للفحم فكلما زادت درجات الحرارة أثناء عملية التصنيع قلت جودة الفحم الناتج حيث ينخفض الكربون.
نسبة الرطوبة في الفحم: وهي أيضا من عوامل جودة الفحم، فكلما زادت نسبة الرطوبة قلت جودته.
حجم الفحم: ينتج عن صناعة الفحم وتداوله ونقله من مكان إلى آخر تكسر نسبة لا بأس بها من الفحم الذي لا يصلح للاستخدام.