العثور على ثقب أسود ليس بالأمر السهل، بل إنه يصبح أكثر صعوبة كلما كان هذا العملاق بعيدًا. ونظرًا لأن الثقوب السوداء تمتص الضوء، لا تستطيع التلسكوبات عادةً رؤيتها مباشرة.
لكن أي ثقب أسود سيترك بصمات. فعلى سبيل المثال، ستؤثر جاذبيته على حركات الأجسام من حوله، ويمكن للتلسكوبات أن تدرس تلك الأجسام.
وبمطاردة أحد هذه الأدلة، وجد علماء الفلك ثقبًا أسود في مجموعة خارج مجرة درب التبانة، مما يجعله أول ثقب أسود تم رصده خارج مجرتنا بهذه التقنية، بحسب موقع “سبيس”.
وتوصل علماء الفلك إلى هذا الاكتشاف باستخدام التلسكوب الضخم التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي “في أل تي” الموضوع على قمة جبل صحراوي في شمال تشيلي.
ووجّه الباحثون التلسكوب نحو سحابة ماجلان الكبرى المجاورة على بعد حوالي 160 ألف سنة ضوئية من الأرض، حيث يمكن للعلماء النظر إلى آلاف النجوم دفعة واحدة.
وقالت عالمة الفيزياء الفلكية بجامعة ليفربول جون مورس في إنجلترا سارة ساراسينو في بيان: “على غرار شيرلوك هولمز الذي يتعقب عصابة إجرامية، نحن ننظر إلى كل نجم في هذه المجموعة باستخدام عدسة مكبرة، في محاولة للعثور على بعض الأدلة على وجود ثقوب سوداء ولكن دون رؤيتها مباشرة”.
ولاحظ الباحثون حركات النجوم للعثور على أي علامات لثقب أسود. فوجد علماء الفلك ومضات خفية في حركات نجم تبلغ كتلته خمسة أضعاف كتلة الشمس، وهي علامة منبهة للثقب الأسود الذي كان النجم يدور حوله.
من الممكن العثور على على ثقوب أخرى
وأخيرًا عثر العلماء على ثقب أسود كتلته حوالي 11 ضعف كتلة الشمس. يبلغ عمر موطنه، وهو عنقود نجمي يسمى “أن جي سي 1850″، حوالي 100 مليون سنة فقط، وعمليًا هو طفل رضيع بالمقاييس الكونية. ويقول علماء الفلك: “إنه لم يتم اكتشاف ثقب أسود على الإطلاق في كتلة صغيرة في هذا العمر”.
ويعتقد الباحثون أن هذه التقنية قد تساعد في العثور على ثقوب سوداء أخرى في زوايا مظلمة أخرى من الكون، مما يساعدنا على فهم كيف تتقدم هذه الأجسام الغريبة في العمر وتتطور.