في وقت ما منذ حوالي 20 أو 25 مليون سنة مضت، عندما تطور أشباه الإنسان عن القرود، تخلى فرعنا من شجرة الحياة عن ذيله. منذ زمن داروين، تساءل العلماء لماذا وكيف حدث هذا.
الآن، اكتشف الباحثون واحدا على الأقل من التغيرات الجينية الرئيسية التي أدت إلى هذا التطور.
وقال بو شيا، عالم الوراثة في معهد برود، والمؤلف المشارك في دراسة نشرت الأربعاء بمجلة نيتشر: “لقد وجدنا طفرة واحدة في جين مهم جدا”.
وقارن الباحثون جينومات ستة أنواع من أشباه الإنسان، بما في ذلك البشر، و15 نوعا من القرود ذات الذيول لتحديد الاختلافات الرئيسية بين المجموعات. وبمجرد تحديدهم طفرة مهمة، قاموا باختبار نظريتهم باستخدام أداة تعديل الجينات كريسبر لتغيير نفس البقعة في أجنة الفئران. ولدت تلك الفئران دون ذيول.
ونبه شيا بأن تغيرات جينية أخرى قد تلعب أيضا دورا في فقدان الذيول.
لغز آخر: هل ساعد عدم وجود ذيول أسلاف أشباه الإنسان – وفي نهاية المطاف البشر – على البقاء على قيد الحياة؟ أم أنها مجرد طفرة صدفة في مجتمع ازدهر لأسباب أخرى؟.
وقالت ميريام كونكل، عالمة الوراثة التطورية في جامعة كليمسون، والتي لم تشارك في الدراسة: ”قد تكون هذه صدفة عشوائية، لكنها قد تكون جلبت ميزة تطورية كبيرة”.
أما بالنسبة لكيف أن عدم وجود ذيول قد يكون ساعد في البقاء على قيد الحياة، فهناك العديد من النظريات المحيرة – بما في ذلك بعض النظريات التي تربط بين كون الإنسان بلا ذيل وتعلمه المشي منتصبا في نهاية المطاف.
ويشير ريك بوتس، الذي يدير مشروع الأصول البشرية التابع لمؤسسة سميثسونيان، ولم يشارك في الدراسة، إلى أن عدم وجود ذيل ربما كان خطوة أولى نحو اتخاذ بعض أشباه الإنسان وضعية الجسم العمودية، حتى قبل أن يغادروا الأشجار.
لا يعيش كل أشباه الإنسان على الأرض اليوم. إنسان الغاب والجبون هم قرود عديمة الذيل ولا تزال تعيش فوق الأشجار. لكن بوتس يشير إلى أنها تتحرك بشكل مختلف جدا عن القرود، التي تندفع على طول قمم الفروع، مستخدمة ذيولها لتحقيق التوازن. كان أشباه الإنسان يتدلون أسفل الفروع، ويتأرجحون بينها بينما يتحركون بشكل مستقيم إلى حد كبير.
وقال إيتاي ياناي، عالم الأحياء بجامعة نيويورك، والمؤلف المشارك في الدراسة، إن فقدان ذيولنا كان بمثابة تحول كبير بشكل واضح. واستدرك بأن الطريقة الوحيدة لمعرفة السبب بالتأكيد قد تكون “اختراع آلة الزمن”.