يعتبر الدماغ الذي في الصورة أعلاه الدماغ الأكثر شهرة في العالم، وهو يعود إلى رجل يدعى (هينري غوستاف مولايسون)، والذي عُرِفَ بـ(المريض هـ. ن.).
امتلك هذا الرجل ذاكرةً امتدَّت لبضع دقائق كنتيجة لعملية جراحية دماغية أُجريَت له في عالم 1953، حيث كان من المفترض أن تُوقف حالات الصرع الحادة التي كان يتعرض لها.
وُلِدَ (هينري مولايسون) في السادس والعشرين من فبراير من عام 1926، وعانى من صرَعٍ مُعنَّد أُرجِعَ إلى حادث دراجةٍ تعرض له عندما كان بعمر التاسعة، عانى السيد (مولايسون) من النوبات لسنوات عديدة قبلَ أن يُحالَ إلى جراح أعصاب في مستشفى (هارتفورد)، من أجل العلاج.
خضع (هينري مولايسون) للعملية الجراحية في عام 1953، والتي على الرغم من نجاحها في شفاء الصرع الذي عانى منه، إلا أنها دمَّرت قدرته على بناء ذكريات جديدة –وهي حالة تُعرَف بـ(فقدان الذاكرة التقدمي).
عاش (هينري مولايسون) خمسةً وخمسين سنةٍ بعد خضوعه للعمل الجراحي دون مقدرة على تشكيل ذكرى جديدة واحدة حتى، والذي خضعَ لدراسة شاملة في ذلك الوقت من قبل المجتمع العلمي بسبب حالته النادرة.
تعود أهمية دماغ (هينري مولايسون) إلى سماحهِ للعلماء أن يحددوا الجزء من الدماغ المسؤول عن نشوء الذاكرة الوظيفية بشكل دقيق (الوطاء أو الهيبوثلاموس)، حيث استُئصِلَ ذلك الجزء بالعمل الجراحي الذي خضع له.
على الرغم من تلك الخسارة، كان لا يزال السيد (مولايسون) قادراً على تعلُّم أشياء جديدة: كأن يتحسن أداؤه في تجاوز اختبار متاهة، وذلك بالرغم من عدم قدرته على تذكر أنَّه قد تجاوز تلك المتاهة.
كان قادراً أيضاً على تذكر أمور من حياته السابقة قبل العملية الجراحية، والذي أظهَر أنَّ هنالك أنواعاً مختلفة تماماً من الذاكرة (طويلة الأمد، قصيرة الأمد، الواعية، اللاواعية)، كما أنّها لا تقبع جميعها في (قرن آمون) Hippocampus.
كانت مفهوم وماهية الذاكرة قبل حادثة السيد (هينري مولايسون) عبارة عن مفهومٍ مجرَّد.
عندما توفيَ (هينري مولايسون) في ديسمبر سنة 2008، تمت الموافقة على التبرع بدماغه لـ(مرصد الدماغ) في جامعة كاليفورنيا في (سان دييغو)، ومنذ ذلك الحين، قُطِّعَ دماغ السيد (مولايسون) إلى 2401 شريحة كل منها بثخانة سبعين ميكروناً، والتي تُمسَح حالياً بدقة عالية في المخبر.
المصدر: دخلك بتعرف