أعلن أعضاء من مركز المُعَجِّل الخطي ستانفورد “سلاك” (وهو مختبر يتبع وزارة الطاقة في الولايات المتحدة وتقوم جامعة ستانفورد بتشغيله) عن انتهاء العمل على أقوى كاميرا صُنعت على الإطلاق، وأنها باتت جاهزة للنقل إلى مقرّها النهائي مع نهاية هذا العام.
وأطلق المهندسون على آلة التصوير الحديثة “كاميرا المسح الإرثي للفضاء والزمن”، وتزن نحو 3 أطنان بحجم سيارة وبدقة 3200 ميغابكسل.
وستركَّب الكاميرا قريبا في “مقراب المسح الشامل الكبير” (وهو مرصد روبن) الذي أُنشئ حديثا في جبال تشيلي على ارتفاع 2730 مترا من سطح البحر، وسيبدأ العمل خلال السنوات العشر القادمة في تصوير سماء النصف الجنوبي، ثمّ ستُجمع الصور معا لتشكيل لوحة فسيفساء دقيقة.
كما ساهم في بناء الكاميرا مختبر بروكهافن الوطني (وهو واحد من أكبر عشرة مراكز للبحوث تعمل بالولايات المتحدة) الذي بنى مجموعة أجهزة الاستشعار الرقمية للكاميرا، ومختبر لورانس ليفرمور الوطني (أسسته جامعة كاليفورنيا) الذي صمم وصنع العدسات، والمعهد الوطني للفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات في المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا.
وأعرب مدير بناء “مرصد روبن” زيليكو إيفيزيتش الذي يعمل أستاذا جامعة واشنطن، عن امتنانه وسعادته البالغة قائلا: مع الانتهاء من العمل على الكاميرا الفريدة واقتراب اندماجها مع المرصد في تشيلي، سنبدأ قريبا بإنتاج أعظم فيلم على الإطلاق، وسنرسم أكثر أدق خريطة للسماء.
ومن مزايا الكاميرا الحديثة أنّها قادرة على تصوير السماء بأكملها كلّ 3 أو 4 أيام، واكتشاف ما يصل إلى 20 مليار نجم ومجرّة جديدة خلال السنوات العشر المقبلة. وقد يتطلّب الأمر مئات الشاشات المتراصة فائقة الوضوح لعرض صورة واحدة تنتجها الكاميرا بأقصى دقّة لها.
ويأمل العاملون على المشروع من خلال تكوين صورة وخارطة مفصّلة لسماء نصف الكرة الجنوبي، أن تساهم الكاميرا في ملء الفراغات وتسليط الضوء على النقاط المفقودة، وأن تتنبأ بتوزيع أدق وأوضح للمجرّات في الكون والتي ترتبط بشكل مباشر مع الطاقة المظلمة والمادة المظلمة.
ويعتقد الباحثون أيضا أن الكاميرا ستساعدهم في بناء خريطة أكثر تفصيلا للأجسام الصغيرة في نظامنا الشمسي، وبالتالي سيتمكنون من تحديد أي تهديدات وشيكة على الكوكب من الأجسام القريبة من الأرض.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية