كشفت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” أن كويكباً بحجم برج إيفل سيمرّ بجوار الأرض في الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لكنها طالبت بعدم الخوف لأن الصخرة “التي يحتمل أن تكون خطرة” لن تمر إلا في نطاق ما يزيد على 3 ملايين كيلومتر من الأرض في هذا الوقت.
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أن الكويكب الذي يبلغ عرضه 330 متراً، والذي يُطلق عليه اسم “4660 نيريوس”، من غير المرجح أن يشكل أي تهديد، فمن المتوقع أن يقوم بـ 12 مروراً قريباً في العقود القادمة.
وتم تصوير نيريوس بواسطة الرادار، بالإضافة إلى التلسكوبات المرئية، مما سمح لعلماء الفلك باكتشاف شكل بيضة مستطيل قليلاً، وكشف خريطة تضاريس لسطحه.
ويتوقّع العلماء ألا يقترب الكويكب من الأرض مجدداً حتى 2 مارس/ آذار 2031، ثمّ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2050.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، سترصد ناسا اقترابه في 11 ديسمبر، قبل أن يندفع مرة أخرى في مداره الطويل حول الشمس، ويعود في عام 2060 حيث سيكون على بعد 750 ألف ميل، وأدت هذه المقاربات القريبة نسبيًا، وحجمها الكبير، إلى عدد من المقترحات الفاشلة للمهام الروبوتية لاستكشاف الصخرة وهي تتخطى الأرض.
وكان أكبر كويكب اقترب من الأرض في 2021، في شهر مارس/ آذار الماضي، على مسافة مليوني كيلومتر، وفق وكالة “ناسا”، ما أتاح لعلماء الفلك فرصة دراسة صخرة تكونت في بداية المجموعة الشمسية.
وبحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس” فإن “ناسا” تعتزم إطلاق مركبة فضائية يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ستكون مهمتها تحطيم كويكب قبل وصوله إلى الأرض.
وأطلقت على المهمة اسم “دارت”، والكويكب المستهدف ديمورفوس، يبلغ قطره 160 متراً، ويدور حول كويكب أكبر يُدعى ديديموس.
ومن المقرر أن يحدث الاصطدام بالكويكب على بعد 6,8 ملايين ميل من الأرض بين 26 سبتمبر/ أيلول و 1 أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل.
وقال ليندلي جونسون، مسؤول الدفاع الكوكبي في “ناسا” “بينما لا يشكل أي من الكويكبين تهديداً للأرض، إلا أنهما مرشحان مثاليان للاختبار بسبب القدرة على مراقبتهما باستخدام التلسكوبات الأرضية”، مضيفاً أنه تم تصنيف أكثر من 27000 كويكب بالقرب من الأرض، لكن لا يوجد حالياً أي خطر.
اقرأ أيضاً: “ناسا” تطلق مهمة فضائية للاصطدام بكويكب يهدد الأرض
أعلنت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية “ناسا” أن مركبة فضائية تابعة لها ستصطدم عمداً بكويكب سرعته 15000 ميل في الساعة، حماية لكوكب الأرض يوم 23 نوفمبر 2021.
وحسب بيان للوكالة، ستنطلق مهمة “دارت”، أو اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج التابع لوكالة الفضاء الأميركية، في الساعة 10:20 مساءً يوم 23 نوفمبر سنة 2021 على متن صاروخ “سبيس إكس فالكون 9” من قاعدة فاندنبرغ للقوة الفضائية في كاليفورنيا..
وتعتبر “ناسا” أي جسم قريب من الأرض “خطرا محتملا” إذا كان ضمن 0.05 وحدة فلكية (4.6 مليون ميل) ويبلغ قطره أكثر من 460 قدما.
وحسب “ناسا” فبعد الإطلاق المرتقب في نوفمبر، سيتم اختبار تقنية انحراف الكويكب في سبتمبر 2022 لمعرفة كيفية تأثيرها على حركة كويكب قريب من الأرض في الفضاء.
ووفقا لمعطيات المصدر فإن الهدف من تقنية انحراف الكويكب هذه هو “ديمورفوس”، وهو قمر صغير يدور حول كويكب “ديديموس” القريب من الأرض. سيكون هذا أول عرض توضيحي كامل للوكالة لهذا النوع من التكنولوجيا التي تهدف للدفاع عن كوكبنا.
والأجسام القريبة من الأرض هي الكويكبات والمذنبات التي تضعها مداراتها على بعد 30 مليون ميل منها. ويعتبر اكتشاف تهديد الأجسام القريبة من الأرض التي يمكن أن تسبب ضرراً جسيماً هو التركيز الأساسي لوكالة ناسا ومنظمات الفضاء الأخرى حول العالم.
ديديموس وديمورفوس
قبل عقدين من الزمن، تم العثور على نظام ثنائي يتضمن كويكباً قريباً من الأرض لقمر يدور حوله، يُطلق عليه اسم «ديديموس» في اليونانية، تعني ديديموس «توأم»، التي استخدمت لوصف كيف أن الكويكب الأكبر، الذي يبلغ قطره نصف ميل تقريباً، يدور حول قمر أصغر يبلغ قطره 525 قدماً في ذلك الوقت، كان القمر يُعرف باسم «ديديموس بي».
وفي سبتمبر (أيلول) عام 2022، سيكون «ديديموس» و«ديمورفوس» قريبين نسبياً من الأرض وعلى بعد 6.835.083 ميلاً (11 مليون كيلومتر) من كوكبنا. ويمكن اعتبار ذلك الوقت المثالي لحدوث مهمة «دارت».
وقال توم ستاتلر، عالم برنامج «دارت» في مقر ناسا، في بيان: «سيتمكن علماء الفلك من مقارنة الملاحظات من التلسكوبات الأرضية قبل وبعد التأثير الحركي لـ(دارت) لتحديد مدى تغير الفترة المدارية لديمورفوس». وتابع: «هذا هو القياس الأساسي الذي سيخبرنا كيف استجاب الكويكب لجهودنا في الانحراف عن مداره».
وأوضح أندريا رايلي، مدير برنامج «دارت»: «هذه الخطوة الأولى في اختبار طرق انحراف الكويكبات الخطرة». وتابع: «الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة هي مصدر قلق عالمي، ونحن متحمسون للعمل مع زملائنا الإيطاليين والأوروبيين لجمع أدق البيانات الممكنة من هذا العرض التوضيحي لانحراف التأثير الحركي».
وتم اختيار «ديمورفوس» لهذه المهمة لأن حجمه يتناسب مع الكويكبات التي تشكل تهديداً للأرض.
المصدر: فوربس الشرق الأوسط