بدأت عملاق النفط الفرنسي توتال إنرجي حملة لنقل “قبور الموتى”، لتهيئة مسار خط أنابيب النفط الخام في شرق أفريقيا “إيكوب” الذي يربط بين أوغندا وتنزانيا.
ويعمل خط أنابيب النفط “إيكوب” -البالغ طوله 1443 كيلومترًا- على نقل الخام عبر الحدود، من كابالي الواقعة غرب أوغندا، إلى ميناء تنغا شمال تنزانيا، حيث ينطلق النفط الأفريقي للتصدير في الأسواق الخارجية عبر الناقلات.
ودعت توتال إنرجي مُتعهدي نقل الموتى للتقدّم بعطاءات لتنفيذ حملة إزالة القبور بطول خط أنابيب النفط بين أوغندا وتنزانيا “إيكوب”، على أن تجري عملية الإزالة والنقل بالتنسيق مع أسرهم، وكذلك سلطات البلدين.
نقل القبور ورفض للتشريع
أوضحت توتال إنرجي أن عملية إزالة قبور الموتى بطول خط أنابيب النفط ونقلها لمناطق أخرى، ستجري بمشاركة الأسر والسلطات المحلية في البلدين، إضافة إلى المسؤولين الصحيين، مع التأكيد على مراعاة الإجراءات القانونية.
وتعهدت الشركة بتقديم تعويضات لعائلات المتوفين، وتحديد أماكن الدفن الجديدة بالتنسيق معهم، بمشاركة القيادات المجتمعية، وفق صحيفة ذي إيست أفريكان.
ويواجه مشروع خط أنابيب شرق أفريقيا “إيكوب” جدلًا واسعًا، بعدما أعلن الرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، اكتمال أنشطة الخط بتكلفة استثمارية وصلت إلى 3.5 مليار دولار.
وعقب الإعلان الرئاسي بأيام قليلة، حظي المشروع بصيغة شرعية وقانونية بعدما أقرّه البرلمان الأوغندي في 9 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي؛ ما سمح لتوتال إنرجي الفرنسية ببدء أعمال بناء المشروع.
في المقابل، واجه مشروع خط أنابيب النفط بشرق أفريقيا معارضة بيئية ومجتمعية، وقالت كبيرة مسؤولي الاتصالات بالمعهد الأفريقي لإدارة الطاقة، ديانا نابيروما، إنه حُدِّدَت 5 أيام فقط للجمهور للتعليق على التشريع المقترح ما لم يُمكّن القاطنين بعيدًا عن العاصمة الأوغندية من المشاركة.
واتفق معها عدد من المشرّعين، مؤكدين أنهم لم يحظوا بوقت كافٍ لدراسة بنود التشريع، وهو الأمر الذي نفاه المتحدث باسم وزارة الطاقة وتنمية المعادن، إذ أوضح أن التشريع خضع للإجراءات والخطوات المعتادة.
يُنتظر أن ينقل خط الأنابيب النفط الخام من الآبار التي تمّ حفرها في بحيرة ألبرت -سابع أكبر بحيرة أفريقية- التي تعدّ أكثر المناطق الأفريقية من حيث التنوع البيولوجي، إلى ميناء تنغا التنزاني.
ودفع مسار خط الأنابيب عضو الرابطة الوطنية لخبراء البيئة في أوغندا، رجب بوينغي، للتحذير من تعرّض المجتمعات المحلية للمياه الملوثة من البحيرة، نتيجة مرور خط الأنابيب، وفق صحيفة مونغاباي المعنية بالعلوم البيئية والطاقة.
ورفض تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة “دبليو دبليو إف” -عام 2017- مواصلة العمل بخط الأنابيب، مشيرًا إلى أنه يؤدي إلى اضطراب بيئي واسع بزيادة عمليات الصيد الجائر التي تؤثّر في التنوع البيولوجي.
وأخذت مؤسسة “إنكلوسيف” العالمية للتنمية على عاتقها دعم المجتمعات المحلية الرافضة للمشروع، مشيرة إلى أن خط الأنابيب -بمروره في قلب الشرق الأفريقي يدفع عشرات الآلاف إلى التشريد، فضلًا عن تعريض النظم البيئية للخطر.
وأضافت أن خط الأنابيب يهدد أيضًا الحيوانات والمحميات الطبيعية، إذ يوجد في منطقة إنشائه أهم محميات الأفيال والأسود الطبيعية في العالم.
وانتقدت إنكلوسيف محاولة شركة توتال إنرجي التمسك بالأهداف المناخية وفق تأكيدات رئيسها التنفيذي، باتريك بوياني، رغم أن مشروع خط أنابيب شرق أفريقيا “إيكوب” -وهو فقط واحد من مشروعات الشركة الفرنسية- قد يولد انبعاثات تُقدَّر بـ34 مليون طن انبعاثات في أوغندا وحدها سنويًا.
المصدر: الطاقة