لوحة ضخمة من 1500 قطعة تثير اهتمام العرب والعالم.. ما قصة الشبان الثلاثة الذي يسعون لكتابة أسماء الله الحسنى الـ99 بذات الطريقة؟

قد لا يبدو -للوهلة الأولى- إنجاز لوحة كبيرة من الكونكريت فكرة مُقنعة، لكن هذا ما قام به 3 شبان عراقيين أكملوا لوحة فنية كبيرة بطريقة غير تقليدية وبدون فرشاة أو أصباغ، تبرز فيها جملة “أستغفر الله”.

واعتمد الشبان على المواد الإنشائية التي تستخدم في البناء مثل الإسمنت والحديد، وقاموا بتثبيت اللوحة على الطريق الرئيسي الرابط بين قضاء كويه ومدينة أربيل في إقليم كردستان العراق.

1500 قطعة حجارة

يبلغ ارتفاع اللوحة مترين، وأما عرضها فهو 4 أمتار، واستخدمت فيها نحو 1500 قطعة من حجارة مميزة ذات لون أحمر، ويتوفر هذا النوع من الحجارة في قرية “حاجي قلا” تحديدا، وهي إحدى أشهر قرى قضاء كويه، فضلا عن حجارة بيضاء اللون من نفس القرية وبنفس المواصفات، حيث تمتاز بالإشعاع ويُمكن مشاهدتها من مسافة بعيدة.

بدأ الشبان الثلاثة برسم جملة “أستغفر الله” على قالب الكونكريت أولا، ومن ثم وضعت عليها الحجارة، وفقا لصاحب فكرة اللوحة رشيد دلاك (26 عاما).

وعن سبب اختيار الطريق الرئيسي الرابط بين قضاء كويه وأربيل لترفع فيه اللوحة، قال دلاك للجزيرة نت إنهم حرصوا على أن تكون ظاهرة للمارين في الطريق، وعندما يشاهدونها يذكرون الله ويستغفرونه.

من اليمين (حيدر عبدالباقي، رشيد دلاك، كيلان قادر) ومن الشباب الثلاثة الذين أنجزوا اللوحةمن اليمين، حيدر عبد الباقي، رشيد دلاك، كيلان قادر، الشبان الثلاثة الذين أنجزوا اللوحة (الجزيرة نت)

أسماء الله

بعد إنجازهم اللوحة التي لقيت إشادات واسعة من سكان المنطقة والجهات الحكومية المحلية، وأثارت انتباه المارين، يطمح الشباب الثلاثة لعمل آخر أكبر من خلال كتابة أسماء الله الحسنى الـ99 بذات الطريقة ونصبها فوق إحدى التلال في القضاء، لكنهم بانتظار الحصول على الموافقات من الجهات المعنية.

ويطمح أصاحب فكرة اللوحة لإنجاز لوحات مشابهة ووضعها في مداخل جميع المدن العراقية، كرسالة لنشر مبادئ وقيم الإسلام، وهم بانتظار الحصول على الموافقات الحكومية لذلك.

ويريد الشبان الثلاثة استكمال مشروعهم في قضاء كويه، الذي عرف من أبنائه العديد من علماء الدين، وقال حيدر عبد الباقي (28 عاما) إن الخطوة المقبلة ستكون بلوحتين تحملان “سبحان الله” و”الحمد لله”.

موقف الجهات الحكومي

وعن موقف الجهات الحكومية المحلية إزاء هذه المبادرة، يقول رئيس بلدية قضاء كويه محمد ميرحاج إن الجهات الحكومية المحلية على استعداد تامّ لدعم هذه المبادرة لأنها تصب في المصلحة العامة وتزيد من أواصر المحبة والتسامح.

وتحتاج مثل هذه الأنشطة إلى تخصيص قطع أراض لإنجازها، لا سيما أنها تقع في الطرق الخارجية والتي عادة ما تكون مملوكة للدولة، وأكد رئيس البلدية للجزيرة نت استعداد دائرته لتخصيص الأراضي المناسبة لإنجاح هذا المشروع.

المصادر : مواقع الكترونية عربية – الجزيرة

Exit mobile version